صفحة الكاتب : عبد الزهره الطالقاني

صحيح أولاد "شحـيـبر"
عبد الزهره الطالقاني

حقيقة ان كل من انتمى الى داعش ، ومن وقف معها ، وساندها ، وآمن بفكرها ، وفعل فعلها ، وتحالف مع تنظيمها ، واعتقد بمعتقداتها ، وساهم في تنفيذ جرائمها ، سواء كان ذلك بالقتل والتنكيل ، ام الخطف والتهجير ، ام السلب والنهب ، ومصادرة الاموال ، وكل مالحق ذلك وماشابهه وتماثل به ، انما هم اولاد "شحيبر" ويتبع اولئك كل من وافق وانسجم وايد وبارك وصمت وقبل افعالها الدنيئة في قتل النفس البشرية التي حرم الله قتلها الا بالحق ، وهدم المراقد والمساجد والحسينيات والشواهد الاثرية والمعالم الثقافية ، واستباحة المدن وترويع الاهالي الامنين ، ودعا الى الفرقة والطائفية والكراهية والعنصرية .. انما هم اولاد "شحيبر" .. بل ان افعال الكلاب تسمو على افعالهم .. فللكلاب وفاء .. وليس لهؤلاء وفاء .. وللكلاب امان اذا اويتها واطعمتها .. وليس لهؤلاء امان .. وللكلاب مبادئ تتمثل بملازمة صاحبها ومربيها ومعاونتها له في السراء والضراء .. وهؤلاء ليس لديهم اية قيم يمكن ان ترقى الى قيم الكلاب .
لقد استباحوا مدينة الموصل وهي بلد الانبياء والاولياء والحضارة ، وبلد الجمال والرفاه والربيع حتى جعلوا منها حطاماً ، وزحفوا الى مناطق اخرى حول الموصل فهجروا اهلها وعملوا السيف فيهم ، ونهبوا اموالهم وسبوا نساءهم ويتموا اطفالهم ، كما فعلوا في تلعفر وآمرلي وقرة تبة والدبس وقرية بشير وغيرها من المناطق المنكوبة .. وزحفت جرذانهم وخفافيشهم الى مناطق ديالى في السعدية وجلولاء والمقدادية .. لقد سقط القناع عن اولئك الذين كانوا يتسترون بعباءات البعث والنقشبندية والحركات الاصولية ، ومن يسمون انفسهم ثوار العشائر .. لقد سقط الجميع في براثن داعش ودنسها واصبحوا جزءاً منها ، هي منهم ، وهم منها ، مؤيدون لها مبايعون لزعيمها الذي تلطخت اياديه بدم العراقيين الابرياء .. ففي كل يوم تصلنا اخبار عن وجود حاضنات لهذا التنظيم القذر في مدن عراقية شمالية وغربية ، تقدم له الدعم والمساندة والقبول والرضا وتهادنه وتقبل اياديه واقدامه ، من اجل حفنة من الدولارات الحرام ، وتمسح على اكتافه حتى يكونوا جزءا منه يقبضون مثلما يقبض الاخرون من المال الحرام الذي سرق من المصارف والمتاجر وبيوت الناس ، ويضعون في بطونهم نارا ويزدادون حقدا وكراهية على اخوة لهم في الدين والوطن .. لايمكن لاي عراقي شريف ان يقبل الانتماء الى هؤلاء الذين اتوا من وراء التاريخ ليخربوا الحاضر ، او يؤيدهم او يسكت عن جرائمهم ، لقد ضرب البعض مثلا  مخجلا في الخسة والدناءة ، والغدر والخيانة ، وفقدان الغيرة والقيم ، وكل مايمت الى الدين والعرف والشرع وقيم الرجولة بصلة .. بل ان البعض اخذ يتبجح بانتمائه الى هؤلاء المجرمين ، ويفعل فعلهم ويعلن الولاء لهم .. لقد اختلطت الامور بشكل لايمكن معه فك الارتباط بين مجرم ومجرم ، وبين حاقد جاهل متخلف متلبس بلباس الطائفية المقيت .. فصيحات اولئك الذين ادعو انهم ثوار ، وهتفوا باسم تنظيم القاعدة ، صدقوا توجههم اليوم بالوقوف مع القاعدة للسيطرة على المدن العراقية ، مدينة مدينة ، وناحية ناحية ، وقرية قرية ، لقد اثبت البعث المجرم انه استمد افكاره من تنظيم القاعدة وان القاعدة استمدت منه عنجهيته واجرامه ، ولبست عليهما عباءة الدين .. فلم يكن البعث ايام المجرم صدام حزباً حقيقياً .. ولم يكن بعد سقوطه كذلك ، بل انه عصابة مجرمة سلطت على رقاب الناس ، وبعد انهيار نظامهم اصبحوا عصابات متفرقة هنا وهناك تحمل السلاح لبث الرعب بين الناس ، وزعزعت الامن ، وعرقلة البناء والوقوف بوجه كل من يسعى الى ولادة عراق ديمقراطي متطور يعيش فيه ابناؤه بسلام ورفاه ، ويتمتعون بما رزقهم الله من خيرات وبركات.
لقد كان البعثيون ومازالوا مصدر قلق للوضع الامني ، وهم باساليبهم ومحاولاتهم بكسب المتخلفين والمصلحيين والوصوليين والانتهازيين والمهرولين وراء المال الحرام الى صفوفهم ، للوقوف صفاً واحداً ضد وحدة العراق واستقراره وتنميته  .. ألم نقل انهم اولاد "شحيبر".
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهره الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/22



كتابة تعليق لموضوع : صحيح أولاد "شحـيـبر"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net