صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الأقلام العنيفة!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الظاهرة السائدة في المواقع الإليكترونية والصحف بصورة عامة , أن ما يُنشر فيها معبّأ بمفردات وعناوين وعبارات ومزاج العنف.
 
قد يقول قائل إنها تعكس الواقع العنيف الفاعل في الحياة اليومية.
 
لكنها تساهم في تغذية العنف , وإيقاظ المشاعر العنيفة وتسويغ السلوكيات العدوانية على جميع المستويات , حتى تحول الواقع إلى دائرة مفرغة من التفاعلات الشرسة المتوحشة القاسية , التي تشارك الأقلام في إيقادها وإطلاق جذوتها حتى إذا خمدت.
 
وفي نظرة سريعة على عناوين المقالات المنشورة , ستكشف سيادة المفردات العنيفة وإزدحامها في محتوى المقالات , وهذا يشير إلى أن الأقلام لها دور في إدامة السلوك العنيف في المجتمع , وتأزيم وتوتر المشاعر والأحاسيس , وتوليد الإنفعالات السلبية المتنامية في الوسط الذي يسعى أصحابها تأسيسه.
 
قد يتصور الكثيرون إنّ الكاتب من واجبه أن يعكس الحالة القائمة , والبعض يدور في فلك ما يسود مؤججا ومصعّدا وكأنه يصب الزيت على النار , لكن المطلوب هو التحليل والمعالجات ومحاصرة النيران الإنفعالية وإخمادها , وتحويلها إلى دروس ذات قيمة إيجابية تضع الموانع والروادع لكي لا تتكرر ويلاتها.
 
فالسلوك العنيف ثمرة جهود متفاعلة في المجتمع , وفي زمن التواصل المفتوح يكون للأقلام دورها في إدامة أسباب ودواعي العنف وتطويره , وتكبيد المجتمع الخسائر الفادحة الشديدة , وهذا يستدعي من الأقلام الشعور بالمسؤولية , ووعي خطورة ما تكتبه وتنشره , فللكلمات أثر على الآخرين , وإذا تكاثرت الأقلام التي ترفع رايات العنف والعدوان والكراهية والبغضاء ,  وغيرها من العواطف والمشاعر السلبية  , فأنها  تصنع بيئة ثقافة العنف , وتسهم بنشاط في تأجيج جمراته الخامدة , وإقامة مشاريعه السياسية والحزبية والفكرية , مما يدفع لصراعات متواصلة حامية مدمرة.
 
فالعنف ثقافة وبيئة إجتماعية وتربوية , وعندما يقرأ النشأ الجديد ما تكتبه الأقلام العنيفة , فأنه يبني منهجه ورؤيته وفهمه للواقع الذاتي والموضوعي , وفقا لما يتوافد إلى مداركه من مفردات عنيفة وأفكار وتصورات وتفاعلات.
 
ولهذا وغيره , فأن الأقلام تساهم بقوة في تأسيس مسوغات العنف , ومعززات تطوره وطوفانه وطغيانه , في سوح الحياة السياسية والفكرية والثقافية والإجتماعية والتربوية والدينية , وغيرها من مفردات وميادين الحياة الأخرى!!
 
فهل سنتوخى الحذر ونتقي الله فيما نكتبه , ونَختار المفردات الداعية للمحبة والألفة والرحمة والسلام , ونتخاطب بالتي هي أحسن؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/24



كتابة تعليق لموضوع : الأقلام العنيفة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net