صفحة الكاتب : علي محسن الجواري

خرج ولن يعود (كش وزير)
علي محسن الجواري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
التاج ذلك اللباس الذي يرتديه الملوك والأمراء و الأباطرة، والذي ابتداء كما تقول بعض الروايات؛ من اليونان القديمة وكان على شكل أكليل من أغصان الزيتون، وتذكر المصادر التاريخية أن النمرود أول من ارتداه، ولكن صنع من المعادن النفيسة، وكان الملوك العرب قبل الإسلام يضعونه إلا انه هناك خلاف حول أول من وضعه، وفي عصرنا الحديث اشتهر التاج البريطاني، والتاج الدنيماركي، وتاج لويس الرابع عشر، والتاج المغربي والتاج الأردني..الخ.
أما في بلاد الرافدين، فان التاج أصبح مجرد مصطلح يطلق على الأفراد والجماعات، بعد أن انتهت الملكية في العراق عام 1958، فاخذ لقب التاج يطلق على سين وصاد من الناس، فتقول لشخص ما: تاج راسي؛ تقديراً له ودلالة على مكانته، ا وان فلان تاج راسك إن أردت مخاطبة شخص أخر تهجم أو تطاول على شخص تحبه وتحترمه، ا وان تقول: آني تاج رأسكم؛ عندما تتشاجر مع جماعة لا تتفق معك أيدلوجيا.
وربما يدور في ذهن بعض القراء، ما مناسبة الموضوع؟! أقول: إن الخلافات السياسية وتبني الكثير من المواطنين أيدلوجيات مطروحة على الساحة، تجعلهم لا يرون الكثير من الحقائق، وان توقف الأمر على هذا التبني، فهو محمودٌ لحد الآن، أما أن يصل الأمر إلى حد الطعن والسب والقذف بمتبنيات الآخرين؛ فذلك ما لا يمكن قبوله والسكوت عنه.
وقد أتحفنا مؤخراً مناصري ومريدي دولة الرئيس المنتهية ولايته، والمنطفئة شمعته، والمغادر هو و(شلته)، بعبارة المالكي تاج رأسكم، حتى طبعت في ذهني كأغنية فيروزية صباحية، وأظن اغلب الظن إن الجماعة ما زالوا يعيشون في العهد الملكي، كأقرانهم الكثيرون؛ ممن يميزون رتبة الرائد في الجيش أو الشرطة بـ(تاج)  متناسين انه استبدل بالنسر من زمن طويل.
لقد نسى الأعزاء المؤيدين أيضاً، إن الشعب العراقي شعب فقير، والفقير يا سادتي لا يضع تاجاً، لأنه ببساطة لا يملك ثمنه، أما انتم أيها المنتفعون الوصوليون، فبإمكانكم أن تضعوا أي كان على رأسكم، نعم انه حقكم، وهي رؤؤسكم ضعوا عليها ما شئتم، واتركوا الآخرين وشانهم، وهاهم يطبلون ويمجدون بتضحيات رئيسهم، وإيثاره، وتنازله.
لقد تناسى الإخوة إن التحالف الوطني هو من اجبر المالكي بصورة غير مباشرة على التنحي، عبر اختياره بديلا عنه، كفرض لأمر واقع، والذي لولاه لبقي المالكي وجوقته، على رأس الهرم، واحسب إن الرجل حسب الحساب الصحيح، فخطبة الجمعة كانت حاسمة، وربما صرح ممثل المرجعية الشريفة وطلب من المالكي، التنحي بصورة مباشرة، رغم انه تغاضى عند التلميح، وربما ذهب لخيار القوة.
لقد خسر الرئيس المنتهية ولايته كل شيء، واحسب انه لو شاهد المواكب التي خرجت حين تكليف السيد العبادي، لمات هماً وكمداً، ورغم ما يشاع من تقدير الشعب لتضحياته، فانه خسر والاهم انه غادر، غير مأسوف عليه، حينما صاح به الشعب (كش وزير)، لقد خرج ولن يعود..سلامي.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محسن الجواري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/19



كتابة تعليق لموضوع : خرج ولن يعود (كش وزير)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net