كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

العُراقُقراطية!!



نتحدث عن مصطلحات كثيرة ونروج لها , ولا نعرف مدى عمليتها وتفاعلها الناجح مع التربة التي  نبذرها فيها.

ومنها "تكنوفراط" , ديموقراط" وهي في واقع تفترسه مصطلحات "أناقراط" و "دينوقراط" و "فئويوقراط" , و"تحزبوقراط" وغيرها  من المسميات التي يسعد بها الشيطان الرجيم , لأنها تساعده على غواية حشودٍ من الخلق المغرر بهم.

ديمو: شعب
قراط: قوة أو حكم.
فالديمقراطية حكم الشعب أو إمتلاكه القوة , مباشرة أو بصيغ غير مباشرة.

ترى كيف يحكم الشعب؟

لكي تحكم لابد من وجود معايير وضوابط وثوابت , ومكان محدد المعالم , وبشر ينتمي للمكان الذي يريد أن يحكمه , بمعنى أن يبتكر الصيغة أو النظام الذي يحقق مصالحه.

فالمعنى الجوهري لإمتلاك القوة أو السلطة أو الحكم , هو تحقيق مصلحة أهل المكان , ومن غير هذه الغاية الأساسية , لا يمكن الكلام عن أية صفة متصلة بكلمة "قراط  أو قراطية".

وفي أي وطن لا بد لقاطنيه أن يؤسسوا له وجودا نفسيا وفكريا ومصيريا في وعيهم ولا وعيهم , لكي تتحقق الآليات السلوكية المتوافقة مع رؤيتهم الجمعية , الساعية لتأكيد طاقتها ومنهج صيرورتها اللازمة للتواصل والتقدم والبقاء.

وفي بلدٍ كالعراق لا يمكن التحدث عن مصطلحات قائمة في ديارٍ أخرى , ترسَخ في أعماقها وبوضوح متكرر عبر الأجيال , معنى المكان وقيمته وقدسيته وعليائه على كل الصفات التي تتصف بها , فالوطن أولا وأولا , وكل شيئ آخر يأتي ثالثا وما دون.

وهذا يعني أن علينا أن نؤكد قوة العراق أولا في نفوسنا وتلابيب أدمغتنا ودياجير أعماقنا , قبل التحدث عن حالات بحاجة لأسس قوية تقوم عليها ليسمق بنيانها.

وعليه فأن المطلوب هو العمل الجاد المجتهد الراجح , الهادف إلى توضيح قيمة إدراك معاني وضرورات تجسيد مفردات "عراقُقراط" في السلوك , وأن يؤمن الجميع بضرورة ووجوب تحقيق "قوة العراق" , أي أن "يحكمنا العراق"!!

وبدون فهم آليات أن "يحكمنا العراق" , فلن يتغير الحال إلى الأحسن.

فعندما يحكمنا العراق نتهذب ونتثقف وطنيا وأخلاقيا , ونرتقي إلى مستويات الساسة الغيارى المخلصين الساعين بخطوات واثقة نحو مستقبل أفضل.

أما إذا تواصلنا في قطيعتنا للعراق , فلا يعني شيئا , إن غاب مَن غاب أو حضر مَن حضر , فالعلة الكبرى في تغييب المكان وإقتلاعه من الوعي الجمعي , وهذا يؤسس لمصطلح "ضياعُقراط" و "فسادقراط" و "هوانُقراط".

 فلنتعوذ من "شرورقراط" ونرفع رايات "عُراققراط"!!

د- صادق السامرائي





 

طباعة
2014/08/06
2,876
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!