صفحة الكاتب : صلاح السامرائي

الاتفاقية الامنية واستثمار الصراع
صلاح السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان المعطيات السياسية التي تسود الساحة العربية غيرت الكثير من الستراتيجيات وبدلت وجهات النظر حيث دخلت حسابات جديدة يمكن ان تغير الخارطة المرسومة سابقا الى خارطة جديدة تتناسق مع الوضع الحالي ومدخلاته فالثورات والانتفاضات العربية التي خرجت عن سيطرة الغرب على وجه العموم والولايات المتحدة على وجه الخصوص فبعضها ما يمكن توجيهه والتعامل معه ورسم سياسة جديدة يمكن استثمارها لتحقيق المصالح مثل ليبيا ومصر وتونس وما هو ضمن اطار المتوقعات مثل الوضع في الخليج واليمن وسوريا ودول اخرى وحتى العراق جعل الامريكان يقفون على اعادة برمجة خططهم في هذه الدول ولان ثقل المصالح الامريكية وتواجدهم في منطقة الخليج لا بد ان تكون جادة في التعامل مع الامور بصيغ تضمن لهم المصالح المستقبلية وتأمن تواجدهم في اكبر منطقة اقتصادية ونفطية في العالم اضافة الى انها تمثل منطقة تحدي كبير للوجود الامريكي الذي يرعى هذه المصالح ان ميزة وجود النفط في منطقة الخليج اعطاها هذه الاهمية وباعتبارها تغذي معظم الدول الصناعية والولايات المتحدة والتي لها اثرها على توازن السوق العالمية اضافة الى الجانب السياسي او الفكر السياسي فان في هذه المنطقة من يمثل السياسة الامريكية وذلك بتبنيه فكرا سياسيا ودينيا لايتعارض مع معها بل يضمن وجودها وفي نفس الوقت وجود الفكر المناهض للسياسة والوجود الامريكي وهذه الميزات اعطت اهمية عظمى للمنطقة مما جعلها باستمرار تحت المجهر السياسي ومتابعة أي تغيرات يمكن ان تطرأ ومحاولة السيطرة عليها .
ومن المحاور المهمة العراق الذي يعتبر محطة من محطات الوجود الامريكي ولكن هذا الوجود الزم نفسه باتفاقية خروج القوات في نهاية 2011 مما يعني تضعيف الوجود الامريكي في اخطر منطقة وهو العراق والذي يعتبر من الدول التي يعول عليها اقتصاديا باعتبارها من الدول المصدرة للنفط وايضا لوجود الفكر الشيعي المناهض للسياسة والوجود الامريكي ومن جانب اخر يعتبر عمق وامتداد لايران كل هذا يجعل المنظر الامريكي يعيد حساباته في الاتفاقية الامنية التي ابرمها ولكن ليس هناك امر مستعصي والبدائل متوفرة ولاتحرجات في السياسة ويمكن التنصل من هذه الاتفاقية وذلك بافتعال الازمات وخلق الصراعات التي تحتاج الى تواجد للقوات الامريكية اضافة الى بعض الدعوات التي تطالب ببقائهم وتفرض الامن والامان وتحمي العراقيين من انفسهم وايضا التدخلات لبعض الكيانات التي ستتخذ من السلاح منهجا باسم المقاومة وهذه بحد ذاتها ذريعة للبقاء . ان الساحة العراقية اليوم مفعمة بالصراعات ومن الممكن ان تتطور بشكل سريع نحو الاسوء  فعوامل الانشقاق وتردي الاوضاع موجودة والامريكان سيستثمرون ذلك .( وذكر عسى الذكرى تنفع المؤمنين ) والحذر يقيك الضرر.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/11



كتابة تعليق لموضوع : الاتفاقية الامنية واستثمار الصراع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net