على ضوء الأنباء المتواترة والواردة عن صفقة سياسية بين جمعية الوفاق الوطني الإسلامية والسلطة الخليفية برعاية أمريكية ، أصدرت حركة أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين بيانا هاما أعلنت فيه عن رفضها الكامل لمثل هذه الصفقات التي ما هي إلا إنقاض على الثورة ومكاسبها وتطلعات الشعب البحراني لإصلاحات سياسية جذرية بعد تقديمه لأكبر التضحيات في ثورة 14 فبراير التي إنطلقت في عام 2011م .. وإليكم نص البيان:-
بسم الله الرحمن الرحيم
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً}.
صدق الله العلي العظيم.
إذا كانت الجمعيات السياسية متفككة وغير مجتمعة على رأي في قضية الإصلاحات السياسية ، وإذا شاهدنا بعض الجمعيات تتخلى عن وثيقة المنامة وعن الملكية الدستورية .. وإذا شاهدنا أن بعض الجمعيات التي تدعي أنها مع الثورة وأنها وقفت إلى جانب الثورة بعد إنطلاقها .. فلا يعني بأن الشعب تخلى عن مطالبه العادلة والمشروعة ، وتخلى عن حقه في تقرير المصير وأنه مصدر السلطات جميعا ، وأنه تخلى عن رحيل آل خليفة وأنه تخلى عن رحيل الإستعمار الأمريكي البريطاني الغربي الصليبي ، وأنه تخلى عن تفكيك القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية في البحرين.
إن جماهير شعبنا المؤمنة والتي قدمت المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى والآلاف من المعتقلين والآلاف من المفصولين والآلاف من المهجرين والمنفيين في المنافي القسرية لن تتخلى في يوم من الأيام عن مطالبها بإسقاط النظام ورحيل الحكم الديكتاتوري الخليفي ومحاكمة المجرمين والسفاحين وعلى رأسهم السفاح الطاغية حمد وولي عهده سلمان بحر ، الذين إرتكبوا جرائم حرب ومجازر إبادة جماعية بحق شعبنا في البحرين.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير ترفض قيام أي تسوية سياسية بين جمعية الوفاق الوطني الإسلامي وبين السلطة الخليفية ، وإننا نرى بأن مشروع بعض الجمعيات السياسية إنما هو مشروع حكم وسلطة ومغانم ومكاسب سياسية حزبية ضيقة على حساب جماهير الشعب وقوى المعارضة المطالبة بإسقاط النظام.
إننا ومنذ اليوم الأول لإنطلاق ثورة 14 فبراير حذرنا جماهير شعبنا وحذرنا قوى المعارضة بأن بعض الجمعيات السياسية المعارضة والتي كانت ضمن العملية السياسية في المجلس الوطني ومجالس البلديات إنما إنضمت إلى الشارع الثائر بعد إنطلاق الثورة لكي لا تعلن عن إفلاسها وعن إنتحارها فيما لو إستمرت في الحياة السياسية ، ولذلك أعلنت عن تخليها عن العملية السياسية مؤقتا من أجل حرف مسار الثورة والتسلق عليها وحرفها عن المسار الصحيح.
إن التسوية السياسية التي تأتي برعاية أمريكية بريطانية وغربية تأتي اليوم من قبل الشيطان الأكبر أمريكا وربيبتها الإستعمار البريطاني العجوز بعد أن لم يستطيعوا التأثير على المعارضة السياسية الوطنية المطالبة بإسقاط النظام ، والتي تصر مع جماهيرها الثورية على إقامة نظام سياسي ديمقراطي تعددي وطني بعيدا عن الهيمنة الأمريكية البريطانية ، وهذا ما لا يحلوا للشيطان الأكبر أمريكا ، ولذلك فإنه إتفق مع جمعية الوفاق الوطني الإسلامية وهي الحليف الإستراتيجي له وللسلطة الخليفية في أي عملية تسوية سياسية قادمة ، من أجل تسوية سياسية خارجة عن نطاق القوى الثورية وإئتلاف شباب ثورة 14 فبراير والجماهير الثورية المؤمنة المطالبة بإسقاط الديكتاتور حمد وحكمه الديكتاتوري المطلق.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير ترفض رفضا تاما عودة الأوضاع إلى ما قبل 14 فبراير 2011م ، وترى بأن من يطالب بالعودة إلى قبل إنطلاق الثورة والقبول بتسوية سياسية من منطلق حزبي ضيق تعني خيانة كبرى بجماهير شعبنا وثورتها الكبرى التي إنطلقت من أجل القضاء على الإستبداد الداخلي والإستكبار العالمي.
إننا نرى بأن من يتطلع إلى العودة إلى ما قبل إنطلاق الثورة والمشاركة في البرلمان من جديد والحصول على مناصب قيادية ووزارية خدمية في الحكومة ومجالس البلديات فإنه يسير عكس مسار الثورة وعكس مسار الشعب المطالب بحقه في تقرير المصير وأن يكون مصدرا للسلطات جميعا.
إننا نتأسف إلى البعض في الجمعيات السياسية الذي يغلب مصلحته الحزبية الضيقة على مصالح الشعب ويرضى بالإصلاحات السياسية السطحية والمبتورة على عجلة وسكة القطار الأنغلوأمريكي مدعيا أنه الممسك بزمام الشعب وأغلبيته وأنه مهيمن على الغالبية الواسعة من الشارع. وإننا نرى بأن أؤلئك متوهمون توهما كبيرا بأنهم يستطيعون أن يمرروا مثل هذه التسويات الخيانية على شعبنا وأن يمرروا التصويت على ميثاق خطيئة آخر على شعبنا.
إن جماهير ثورة 14 فبراير أصبحت واعية اليوم أكثر من الأمس ولا يمكن لأي أحد في الجمعيات السياسية أو من يدعمها ويبارك لعملها السياسي أن يقنع الشعب دينيا أو سياسيا بالهرولة لمثل هذه التسويات أو التصويت على مواثيق عمل خيانية ، وإن الشيطان الأكبر أمريكا لا يستطيع أن يوصم القوى الثورية التي لا تسير في فلكه بالعنف والإرهاب ، بينما أمريكا هي التي تدعم الإرهاب والديكتاتورية والحكم الخليفي الملكي الشمولي المطلق وتعدم الإرهاب والقوى التكفيرية الظلامية في المنطقة وتريد تصفية خط المقاومة والممانعة في سوريا ولبنان والعراق وإيران والشرق الأوسط ، وتريد لشعبنا القبول ببقاء الحكم الإرهابي الخليفي من أجل إستمرار بقاء هيمنتها وقواعدها العسكرية وبقاء هيمنتها السياسية والأمنية في البحرين والمنطقة.
إننا نرى بأن أغلبية الشارع البحراني وأكثر من 80% من جماهير الثورة ترفض التسويات السياسية السطحية وبقاء شرعية الحكم الخليفي الذي هتك الأعراض وإستباح المدن والقرى والأرياف ، وإعتقل الآلاف وقتل المئات وفصل الآلاف من أبناء الشعب من وظائفهم ، وقام بهدم أكثر من 38 مسجدا وخرب العشرات من الحسينيات وقبور الأولياء والصالحين ، وأراد ولا يزال جر البلاد إلى أتون حرب طائفية مذهبية مقيتة.
إن إعادة رسم الدوائر الإنتخابية والمشاركة في الحكومة بوزراء من جمعية الوفاق والإستيلاء على أغلبية المقاعد في البرلمان لن تغني حلفاء السلطة الخليفية والأمريكان والإنجليز ، فالشعب كل الشعب يطالب بإصلاحات سياسية جذرية ومحاكمة الطاغية حمد ورموز حكمه وجلاوزته وجلاديه ، ويطالب بالقضاء على سياسية التجنيس السياسي ، رافضا شرعية الحكم الخليفي وإفلات أزلامه ومرتزقته وجلاديه من المساءلة والعقاب.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير ترى بأن الإعلان عن مثل هذه التسويات الخيانية الموبوءة والتي تأتي عبر السفير الأمريكي في البحرين تبين للشعب من هو الخط السياسي النظيف والرسالي والمقاوم من الخطوط السياسية المرتهنة بالقرار الأمريكي البريطاني والمرتهنة بالقرار السياسي الخليفي.
إننا نشيد بالقوى السياسية الثورية كما ونشيد بشباب الإئتلاف وسائر القوى الشبابية الثورية الصابرة والمجاهدة والمثابرة والمطالبة بالإصلاحات السياسية الجذرية ، والتي لم تنجر إلى الرهانات السياسية الدولية والإقليمية ، وإتكلت على الله عز وجل في جهادها ونضالها وإن النصر حليف المؤمنين المجاهدين المتوكلين على الله وعلى إرادتهم والرافضين لإرادة الأجنبي والإستكبار العالمي في أي تسويات سياسية داخل البحرين.
إن تواصل جمعية الوفاق مع السلطة الخليفية بضوء أخضر أمريكي بريطاني وتحركاتها الأخيرة منفردة بالقرار ومستثنية لسائر الجمعيات السياسية المعارضة يدل دلالة واضحة عن حزبية ضيقة وأنها كانت تتخذ من تلك الجمعيات جسرا لتمرير سياسات الحوار والتسويات من أجل الإنقضاض على المكاسب السياسية بالتحالف مع السلطة والتنسيق مع الأمريكان والإنجليز.
إن شعبنا يرفض رفضا تاما مثل هذه المؤامرات ومثل هذه التسويات التي تتم على حساب الشعب وقواه السياسية المعارضة والتي تتم بعيدا عن رضى القيادات الدينية والسياسية القابعة في قعر السجون الخليفية.
إننا ومنذ اليوم الأول لتفجر ثورة 14 فبراير أعلنا عن موقفنا وعن تحليلنا للوضع وها نحن نراه اليوم جليا واضحا ، حيث أن هناك تحركات مريبة لجمعية الوفاق بتواصلها مع السلطة وبشكل منفرد والذي أدى إلى تفكك الجمعيات المعارضة ، وهذا ما أثار الشكوك في وسط الشارع البحراني المعارض الذي كان يتمنى تغيير جذري في الخارطة السياسية في البحرين بعد ما قدم كل هذه التضحيات وتحمل في هذا الطريق الآلام والمصائب.
إن جمعية الوفاق الوطني الإسلامية ومنذ إلتحاقها بركب الثورة من أجل الإنقضاض والتسلق عليها كانت تدعو إعلاميا إلى الوقوف مع رأي الشعب وتأييد حرية الرأي وإحترام من يخالفها من المعارضين ، ولكن في إجتماعاتها الخاصة مع السلطة ومع الأمريكان والإنجليز تقدم التنازلات وتبحث عن مصالحها الحزبية وتتغافل عن رأي الشعب وسائر قوى المعارضة الثورية ، وهذا ما حدث بالفعل بتغافل جمعية الوفاق وممثليها عن رأي المعارضة بكافة أطيافها وإسكاتها لرأي المعارضة الثورية المتواجدة في الخارج والتي تمثل الغالبية العظمى من الحراك الشعبي الوطني.
لقد أصبح اليوم جليا للشعب وجماهير الثورة والقوى الثورية ومن خلال المرحلة السابقة للحراك الثورية كيف تتعامل جمعية الوفاق مع الشارع المعارض ، فهي تستغل المنبر الديني والشيعي لتحريك الشارع فضلا عن الخطب والشعارات والتجمعات لتكوين قنبلة صوتية دون نتيجة ، لذلك فإنه من غير المستبعد أن تلجأ الوفاق في الفترة القادمة ومن أجل تمرير ميثاق خطيئة آخر إلى لملمة الشارع المعارض عبر خطب كبار رجال الدين ومن ضمنهم الشيخ عيسى قاسم ، وإستغلال كلمات القادة المعارضين الذين يتمتعون بجماهيرية كبيرة أمثال الحقوقي المناضل نبيل رجب والذي من المتوقع أن يخرج من السجن يوم الجمعة الموافق 30 مايو 2014م ، وستسعى الوفاق لمشاركته وإستخدام صوته في تجمعاتها أو إعتصاماتها القادمة لتثبت للشعب ولجماهيرنا أنها مع الجميع ولكن الحقيقة تؤكد عكس ذلك.
وأخيرا فإن التسويات السياسية السطحية والحزبية القادمة والتي يراد لها أن تمرر عبر القطار الأنغلوأمريكي وبالتحالف مع السلطة الخليفية الإستبدادية ، هي تسويات سياسية مرفوضة تماما من قبلنا ومن قبل جماهير شعبنا ومن قبل القوى الثورية ومن قبل إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير ، الذين قاموا بتفجير الثورة والذين هم أصحابها وهم من يقرر لمصير ومستقبل شعب البحرين السياسي.
حركة أنصار ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
16 مايو 2014م
http://14febrayer.com/?type=c_art&atid=6829
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat