أستصلاح الدنيا بآلة الدين
ابواحمد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ابواحمد الكعبي

● ورد عن الأمام الحسين ( صلوات الله تعالى عليه ) ”إنّ من طلبَ رضا الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس، ومن طلب رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس“ (الاختصاص للمفيد/ص225)
● هذا الحديث الحسيني الشريف هو القاعدة التي نرتكز عليها ، ”حديث يحتاج إلى ألف عالم محقق يمضون ألف شهر وألف سنة حتى يفهموه على وجوهه المختلفة في التطبيقات“ مؤكدًا على مسألة اتخاذه حديثا للتطبيقات لا لرفعه كشعار من الشعارات كما حدث مع حديث ”هيهات منـّا الذلة“ الذي برع الشيعة في رفعه بينما خالفوا تطبيقه في الواقع بشكلٍ عام.
● واليكم المثال التالي : هناك فئه ترى منها الاستبسال في تسقيط معاوية ويزيد، رغم سقوط قدسية يزيد عن الاعتبار حتى في الطرف المخالف الذي صار يلعن ويسب ويشتم يزيدًا بل وألـّـف علمائه مصنفات في النيل من يزيد الذي انحصر احترامه في يومنا هذا عند شرذمة منبوذة من الوهابية والخوارج الذين لا قيمة لهم .
● أن هذه الفئة يمكن نعتها بالتقصير، أمّا من ينكر منهم على من يقوم بهذه الوظيفة فأنه يكون آثم ومقصّر وجبان، خصوصًا عندما يأتي ويغلّف جبنه بالطابع الشرعي باستخراج الروايات التي لم يفهمها أصلا, كروايات معينه، لكي ينزلها في أطار أدانة اتجاه العالم الأول بدلاً من أن يبذل جهده ليكون إلى جانبهم في الطريق.
● ولتقريب الصورة إلى الأذهان حركة حماس في غزة، متنبئـًا بصورة ناصعة الوضوح ألا وهي أن في حالة زوال دولة الكيان الصهيوني وقدوم حكم حماس على كافة أرجاء فلسطين فأن أول ما سيقومون به هو إدارة الظهر للشيعة والابتداء في ركل كل ما قدمتها لهم الأمه الشيعيه، وهذا الأمر واضح إذ أن المتشيّعين تحت حكم هذه الحركة يأنون من الاضطهاد المفروض عليهم بعدم السماح لهم بإقامة المجالس الحسينية.
● ورد عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، في الحديث الموجود في نهج البلاغة: ”لا يترك الناس شيئا من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو أضر منه“ فعلى بعض المنحرفين الذين يمشون في اتجاه إرضاء الغير على حساب الثوابت الدينية الشيعية أن يستلهموا الدرس من أمير المؤمنين بأن استصلاح دنياهم بهذا الطريق سيفتح عليهم بابًا يأتيهم بما هو أضر عليهم في وضعهم الدنيوي.
● أنه من أسوأ الأمور المشاهدة لاستصلاح الدنيا على حساب الدين هي أن يدخل بعض رجل الدين اصحاب التوجهات الفاسده في المعترك السياسي فيصبح ذيلاً للأنظمة السياسية الفاسده، فتراه يدعو مثلاً إلى السمع والطاعة للحاكم غير الشرعي خلافـًا لقولنا في المناجاة لأهل البيت ”وأبرأ من كل وليجة ومن كل مطاع سواكم“ كما ورد في الزيارة الجامعة، ولا عذر له لو اعتذر أن ذلك مطلوب من باب التوازنات السياسية .
● أن رجل الدين الشيعي ليس مجبورا على التصادم مع الحكومات، بل هو مجبور على الصراع المبدئي مع المبادئ المنحرفة المنتشرة في كوكب الأرض، اقتداءًا بسيرة أئمتنا وعلماؤنا الأبرار عبر التاريخ في التعامل الندّي مع الحكومات، حيث خطّوا باختصار منهجًا عظيمًا لا يسبغ رداء الشرعية على الأنظمة الحاكمة وهو باختصار منهج المعارضة الإسلامية .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat