في بداية هذا المقال، لزاماً علينا أن نحدد أبرز رؤى المرجعية الدينية العليا في الانتخابات والتي كانت كالتالي:
1- انتخابات مجلس النواب تحظى بأهميّة بالغة في رسم مستقبل البلد، وحثت على المشاركة فيها.
2- المرجعية الدينية العليا لا تدعم أي قائمة من القوائم، وأي شيء خلاف ذلك فهو إمّا اشتباهٌ أو وهمٌ أو كذب، وهذا إعلانٌ واضحٌ وصريحٌ من المرجعية لا يقبل التأويل، وأي شخصٍ يتكلّم خلاف ذلك فكلامُه لا اعتبار له.
3- اعتماد المعايير الصحيحة في اختيار المرشح، بل ولابُدّ من اعتماد المعايير الصحيحة في الاختيار والابتعاد عن المعايير التي تعتمد على الانتماء العشائري والارتباط العاطفي والفئوي وغيرها، فهي معايير خاطئة.
4- إسألْ وابحثْ وفتّشْ، فإن لم تجدْ إسألِ الأخيار من أهل الخبرة عن المرشح الأصلح.
5- المرشحون الذين يسلكون طرائق ملتوية لأجل كسب أصوات الناخبين، هم غير جديرين بتلك الأصوات.
أشيع في الآونة الأخيرة بعض الكلام في أوساط العامة من الناس ومفاده (إن الشعب قد خان توجيهات المرجعية الدينية في الانتخابات التي جرت في 30 من نيسان) ، وللأسف الشديد من تصدى لإشعاعه هذا الأمر بعض الشخصيات التي لها تأثر في المجتمع، كأن يكون (رجل دين أو شيخ قبيلة أو أحد المثقفين... إلخ) ولا نريد أن نتهم أحدا، ولكن يبقى السؤال الأهم: هل خان الشعب فعلاً..؟؟.
كما يجب أن نحدد بعض الأمور المهمة، وهي:
1- نسبة المشاركة في الانتخابات بغلت (60%) وهذا رقم جيد قياساً بدول الوطن العربي التي أجريت فيها انتخابات.
2- لم تسجل هناك أي حالة موثقة رسمياً في أغلب محافظات الوسط والجنوب تبين أن المواطن أجبر على انتخاب قائمة معينة أو شخص محدد، فكل الناخبين كانوا هم وورقة الاقتراع، والله هو الشاهد من فوقهم وأدلوا بأصواتهم...
3- جميع الكتل السياسية أخذت نصيبها الكافي من الدعاية الانتخابية، ولم تُعتَرض قائمة من القوائم، أو تُمنع من حقها الترويجي لبرنامجها الانتخابي.
من هنا يمكن أن نستنج أن الانتخابات جرت بمشاركة واسعة وخصوصاً محافظات الوسط والجنوب والتي تعدت نسبة المشاركة فيها الـ(70%) كما أن المواطن مارس حقه في الاختيار بكامل الحرية...
نقطة نظام...
إذا كان المواطن قد شارك في الانتخابات، واختار أحد الأشخاص المرشحين دون ضغوط، فهو قد لبى نداء المرجعية الدينية العليا بالذهاب إلى الانتخابات هذا أولاً، وثانياً هو اختار وفق ما رآه مناسباً،
فهل يحق لأي طرف من الأطراف أن يتهم المواطن بالخيانة..؟؟!!
بتقديري القاصر أرى أن جواب المرجعية الدينية العليا على هذا التساؤل خير دليل لبطلان هذه الأقاويل، وتوجيه تهم الخيانة، فهي قد قالت (من انتخب الصالح الكفوء وفق ما انتهت إليه قناعاته بعد التحري والتحقق فلا لوم عليه ولا عتب عليه أياً كان اختياره)...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat