غباء الناخب العراقي عند المسؤول
احمد عبد الكريم الخطيب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد عبد الكريم الخطيب

تمكن أعضاء مجلس النواب من الضحك على الناخب العراقي في الانتخابات الماضية والتي سبقتها،وهاهم اليوم يعيدون الكرة ليصورا للعالم أجمع وكأن المواطن العراقي غبي لاهث خلف دجاجة مشوية أو أقل من ذلك أي "جكليت" وكيف لا و رئيس الحكومة يوزع قطع أراضي بدون أي حق وكأنها ملكا له ولعائلته وحزبه، ويتصرف بأموال الدولة والشعب، ويعطي وعود بتعيينات... فهل صحيح نحن نسينا أنفسنا وصرنا لاهثين خلف المسؤول بعريضة طلب تعيين أو مساعدة أو...أو، وتأريخنا السومري تاريخ حضارة وتأريخ أمة، أمة قدمت للعالم مختلف العلوم والقوانين،حتى أن اللغة الدبلوماسية انذاك كانت البابلبية،دليل على مدى التأثير العراقي على العالم،وكانت الأمم تلهث خلف العراقي من أجل العلم والتجارة بصورة عمودية من القاعدة الى القمة،من الجذر الى الزهر...بعد الاف السنين أعادنا صدام وحزبه الى اللاهث خلف لقمته،الخائف على وضعه،المتوسل لمساعدة....الذليل له، فكيف وصلنا لهذا المستوى؟ ذلك لأننا قبلنا بأول الظلم بعثنا برسالة له لنخبره بموافقتنا على أن نكون خاضعين...لكن صدام ونظامه ذهب الى غير عودة، لم يترك لنا غير الدمار والفساد ارثا،وشاركنا بالانتخابات لنعيد للمواطن زمام المبادرة، ووضعنا ثقتنا بعدة أحزاب، واليوم نحن مقبلون على انتخابات مصيرية، لعلها أهم من الانتخابات السابقة لأنها تصحيحية لمسار الديمقراطية وحق المواطن وكرامته، التي سلبت منه لحظة دخولها الصندوق الانتخابي، فنظام صدام ولى ولكن ارثه في الفساد والاستبداد لايزال قائما، ولايزال العراقي لاهث خلف المسؤول بعريضة...طلب... طلب اعادة الكرامة لي... بأن لا أكون لاهثا خلفك..
لنكتب بالبنفسج رفضنا لهذه الحكومة الفاشلة، فشل ثمان سنوات مسروقة من عمرنا ومن حقوقنا، لنقول لا لفساد ثمان سنوات، ونعيد الحق الى وضعه الطبيعي، أي الى الشعب، فالحكومات في الدول التي تحترم مواطنيها تكون قوية لأن المواطن قوي، وحكومتنا قوية لأن الشعب ضعيف، وهذا الأمر أوصلنا الى شعبين...شعب المنطقة الخضراء، برئيس حكومته ومستشاريه ومقربيه من حزبه أو من متملقيه، وبرلمانيون نائمون عن تجاوزاته ويقظون كل اليقظ على مستحقاتهم وعمولاتهم (عدا الذين أعترضوا)، وشعب ضعيف خارج الخضراء، معدم من كل مقومات العيش الكريم والأهم من ذلك كرامته المحبوسة في الخضراء وكأنه قضائنا ان نكون مظلومين، لا بل أن قضائنا هو "كيف تكونوا يولى عليكم"،وتطبل له هيئة الاعلام المستقلة, المستقلة كل الاستقلال عن أي عراقي و عن أي حقيقة الا حقيقة الحكومة التمجيد لها وتسقيط معارضيها واستقلالية القضاء والاخر هو كذلك قضاءا الحاكم لا "ممدوحا" ولا "محمودا" بل "مسير"، مسير بعيدا عن- وأذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل- وقريبا من شخص... بعيدا عن الخالق، وبنك مركزي كان مستقلا قبل المؤامرة على الشبيبي لازاحته لاستحواذ على البنك، ونصف الدولة العراقية تعمل بالوكالة.
لنأخذ زمام المبادرة ونعيد الأمور لنصابها الصحيح ونقول "لا" لهذه الحكومة وكل شخص يريد أن يأملنا بالأصلاح بعد تجربة ثمان سنوات، علمتنا الحياة أن فاقد الشئ لا يعطيه، وكل شخص وضع صورته مع رئيس الحكومة في دعايته الأنتخابية بلافته أو بوستر،فهذا كذب على الناخب،فهو يريد مقعدا في البرلمان لايستطيع الحصول عليه ألا بصورة مع المالكي، وألا فليحترم نفسه ولايضع ألا صورته لكي تنتخبه الناس ولكنها اخلاق رخيصة وعيب كبير، ليس عليهم، بل علينا أن ننتخبهم، ونؤمنهم على مقدراتنا ونأتمنهم على أولادنا، حتى ماذا؟ نخرج بتظاهرة بعد أربع سنوات لأنهم ضاعفوا من مخصصاتهم، وتأتي أنتخابات 2018 ويعطوننا وعود بالتوظيف ويوزعوا أراضي و..و...ويبقونا لاهثين...خلفهم...بعريضة.
ارثنا الحضاري يفرض علينا أن نغير هذه الحكومة الفاشلة.ضميرنا يؤنبنا على صبر ثمان سنوات، والمرجعية توصي باختيارالأصلح ولكن الأصلح ليس من الموجودين فهي- أي المرجعية- ترفض لقائهم كما رفضت قبل ذلك لقاء الاحتلال، وأخيرا لنقول لهم نحن لسنا أغبياء ولا لاهثين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat