صفحة الكاتب : عبد الكريم رجب صافي الياسري

أغاريد لا تهجرها الأرصفة
عبد الكريم رجب صافي الياسري
النص الفائز بالمركز الاول لشعر التفعيلة/ مسابقة النور للإبداع بدورتها السادسة دورة الشاعر يحيى السماوي.
 
 
1
هَمْسُ النَّدَى الشَّادي
بِأَسْمَاءِ الْعَذَارَى
كَان رَقْرَاقاً، وَمَيْسوراً،
يُدَنْدِنُهُ هُدَى ضَوْءِ الْفَوَانيسِ
الَّتي انْسَكَبَتْ بِبَسْمَتِهَا السُّطورُ
عَلَى النُّحورِ،
وَكَانَ صَفْوُ سُلَافَةِ
الْكَلِمَاتِ
يَشْرَبُ مِنْ شِفَاهِ اللَّيْلِ
وَشْوَشَةَ الشُّروقِ،
وَكَانَ آدَمُ يَلْتَقي حَوَّاءَ،
وَالْحَوَّاءُ كَانَتْ تَلْتَقي
جِسْرَ الْبَرَاءَةِ في جَدْاوِلِ آدَمِ
الْمَحْمودِ، وَالْمَعْمودِ،
وَالْمَنْشودِ
والـْ،
لَمْ يَأْكُلِ النِّصْفَانِ مِنْ
شَجَرٍ جَحودٍ،
في جِنَانِ الرِّيفِ يُثْمِرُ سَوْأَةً،
لَمْ يَخْصِفَا وَرَقاً،
فَمَسَّ مَرَامَ بَابِ السَّتْرِ بَعْضٌ
مِنْ رَذَاذِ الْحُلْمِ
وَابْتَكَرَ الْمُخَضَّبُ بِالرِّسَالَةِ
رِحْلَةَ الْأَشْيَاءِ
لِلْأَشْيَاِء
مِنْ حَرْفٍ جَديدْ
 
2
 
وَ"أَنَا" الطُّفولَةِ
لَا تَغيبُ عَنِ الطُّفولَةِ
في أَغَاريدِ الْغَيَارَى الْقَادِمينَ
عَلَى بِسَاطِ الرِّيفِ،
أَوْ فَوْقَ الْأَعَاصيرِ الَّتي تَدْنو،
وَلَا تَدْنو لِثَقْبٍ مِنْ ثُقُوبِ الرَّيْبِ
أَوْ فَوْقَ اسْتِغَاثَاتِ النَّدَى
لكِنَّ بَوْحَ الْمَاءِ
يُلْهِمُهَا مِنَ الْأَشْوَاقِ
مَا تَغْفو بِهِ بَيْنَ الْفَسيلِ،
وَبَيْنَ أعرَاسِ الْسِّلَالِ،
وَفَوْقَ أَفْوَاجِ الْبَيَادِرِ،
أَوْ عَلَى سِرْبٍ
مِنَ الصِّفْصَافِ
مَجْنونٍ بِسَاقِيَةٍ،
وَمَا تَرْسو بِهِ
فَوْقَ ابْتِهَالَاتِ الْعَنَاوينِ
الَّتي سَجَدَتْ،
وَطَرَّزَهَا الصِّبَا صَبْراً،
فَرَفْرَفَ في ذُؤابَةِ نَجْمِةِ،
أَوْ طِفْلَةٍ،
مَوَّالُ عيدْ
 
3
 
وَهَديلُ أَرْصِفَةٍ
يُلَمْلِمُ عِفَّةَ الْأَصْوَاتِ
لَيْلاً
كَيْ يُسَافِرَ في سُؤالِ وُرَيْقَةٍ
عَطْشَى
وَتَنْتَظِرُ انْهِمَارَ الْغَيْبِ
في كَفَّيْ،
وَفي عَيْنَيْ خَرَائِطِهَا
الَّتي رَسَمَتْ سَنَابِلَهَا
تَجَاعيدُ الشُّيوخِ عَلَى رُفوفِ
اللَّا مَكَانِ،
وَفَوَق أَضْلَاعِ الصَّرَائِفِ،
أَوْ عَلَى
بُشْرَى حِكَايَاتِ الْمَوَاقِدِ،
فَاْنْتَشَى الرَّيْحَانُ بِالْقَبَسِ
الْمُخَبَّأِ بِالنُّفُوسِ،
أَوْ الْمُخَبَّأِ بَيْنَ أَجْرَاسِ الْمَطَارِقِ،
وَالْفُؤوسِ
أَوْ الَّذي تَأْتي
بِهِ الْأَخْبَارُ مِنْ
زَمَنٍ وَليدٍ
أَوْ بَعيدْ
 
4
 
لَا
لِلْهَجيرةِ تُنْشِدُ الْأَفْيَاءُ
لِلْأَحْيَاءِ،
أَسْوَارٌ مِنَ السَّعفِ الْمُقَفَّى
تَشْرَئِبُّ،
يُزَغْرِدُ الْبِرْحِيُّ في حَفْلِ
الْفَسَاتينِ الَّتي سَكَرَتْ بِلَحْنِ قُنُوتِهِ
وَتَرَاقَصَتْ،
وَتَغَنَّجَتْ،
وَقَوَافِلُ الْوَرَعِ الْمُتَيَّمِ بِالشَّذَا
تَتَلَقَّفُ الْأَنْوَارَ
مِنْ وَهَجِ الْقَرَاطيسِ
الَّتي يَرْنو إِلَيْهَا الْكَوْكَبُ
الْمَخْبوءُ
في أَهْدَابِ نَافِذَةٍ
تَمُرُّ مَوَاكِبُ الْبَرَكَاتِ
مِنْهَا لِلسَّمَاءِ
بِنِيَّةِ الرُّجْعَى
غَدَاً مِنْهَا بِميلَادٍ سَعيدْ
 
5
 
شَمْسٌ تَغيبُ
وَلَا يَغيبُ الدِّفْءُ عَنْ
بَوْحِ الشَّواطِئِ
وَهْوَ يَنْحَتُ في الرِّمَالِ
مَنَاسِكَ الْوَجَعِ الَّذي
يَتَوَسَّدُ الصَّمْتَ
الْمُضَمَّخَ بِالنُّضَارِ،
أَوْ الْغِبَارِ،
وَلَا يَغيبُ الصَّوْتُ عَنْ
زَجَلِ الزَّوَارِقِ،
وَهْيَ تَحْتَضِنُ الْهَيَامَ،
فَيَرْقُصُ الْقَصَبُ احْتِفَاءً
بِالمَشَاويرِ
الَّتي تَلْهو بِهَا الْأَمْوَاجُ
بَيْنَ جَوَىً،
وَغيدْ
 
6
 
فَجْرٌ يُطِلُّ،
فَتَشْرَبُ الْأَرْيَاُفُ صَوْتَ
أَذَاِنِه،
وَتُكَبِّرُ الْأَصْدَافُ،
وَالْمَحَارُ يَفْتَحُ لِلَّآلِئ صَدْرَهُ
وَتُبَسْمِلُ الْأَنْهَارُ،
وَالبَرْدِيُّ يَخْفِقُ قَانِتاً،
وَتُسَبِّحُ الْأَشْجَارُ،
وَالْأَزْهَارُ،
وَالْآيَاتُ تَنْشُرُ في
الْأَزِقَّةِ حُجَّةً
تَسْتَافُهَا الْأَكْوَاخُ بِالصَّلَوَاتِ،
كَانَ نِدَاءُ صُبْحِ الْعُمْرِ
يَرْتَشِفُ النَّهَارَ بِكَأْسِ أُنْثَى،
تَسْتَعيرُ الْعُذْرَ مِنْ
مَاضٍ تَدَبَّرَهَا
وَمِنْ غَدِهَا الَّذي
وَصَفَتْهُ أَفْلَاكٌ،
وَبَارَكَهُ الدُّعَاءُ،
وَخَطَّهُ وَحْيٌ،
وَكَانَ هُوَ الشَّهيدْ
 
7
 
لَيْلٌ يَنَامُ
عَلَى مَنَاسِكِ سَهْرَةٍ
بَيْضَاءَ
تَحْرُسُهَا سَجَايَا الْقَمْحِ
مِنْ صَدَأِ الرَّحيلِ
فَيَنْزَوي أَلَمُ الْمَسَافَةِ
بَيْنَ مَنْ بَسَطَ الْيَدَيْنِ
نَدَىً
وَمَنْ حَمَلَ الرِّضَا كَنْزاً
يُطَرِّزُ جَبْهَةَ الْفُقَرَاءِ
في طُرُقَاتِ
مَنْ يَمْضونَ لِلْفِرْدَوْسِ
بِالتَّقْوَى
عَلَى لَوْحٍ مِنَ الْحُسْنَى،
فَيَفْتَرُّ الْغَمَامُ عَلَى
سُفوحِ الرُّوحِ
يَسْقيها زُلَالَ مَؤونَةِ الْعُقْبَى،
وَيَسْكُبُ لَهْفَةَ الْمَعْنَى
عَلَى النَّشْوَانِ بالذِّكْرَى
إِذَا نَادَى بِهَا
هَلْ مِنْ مَزيدْ؟
 
8
 
أَمَلٌ يُرَدِّدُهُ الْحُفَاةُ
أَوْ الرُّعَاةُ:
بَلَى، غَداً،
سَيَعودُ مَوْسِمُهَا
الَّذي مُذْ غَادَرَتْ عَيْنَاهُ
ريفَ الرُّوحِ
غَابَتْ بَسْمَةٌ قُرَوِيَّةٌ
عَنْ وَجْهِهَا الْقَمَرِيِّ،
فَاحْتَفَلَتْ
وَأَشْعَلَتِ الشُّمُوعَ بِحَضْرَةِ الْآسِ،
اسْتَفَاقَ الْوَرْدُ
مَذْعوراً بِفِضَّةِ خَدِّهَا
وَاغْرَوْرَقَ الْخِصْرُ الْمُهَفْهَفُ
بِالصَّهيلِ،
تَزَاحَمَتْ بِظُنُونِ لُجَّةِ صَدْرِهَا
لُغَةُ الرَّفيفِ،
فَكَيْفَ،
كَيْفَ سَتَلْتَقي،
وَبِأَيِّ دُنْيَا
ذلِكَ الْمَغْروس في أَعْوَامِ غُرْبَتِهَا
بِنِيَّةِ آيَةٍ كُبْرِى،
يَمَسُّ حُروفَها قَلْبٌ عَميدْ
***

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكريم رجب صافي الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/27



كتابة تعليق لموضوع : أغاريد لا تهجرها الأرصفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net