تغير المواقف في السعودية لايبرؤها من دعم الارهاب
صادق غانم الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لعبت السعودية دورا خبيثا في احداث الامة العربية منذ فترة طويلة ولازالت تحيك المؤامرات وتتشدد في مواقفها مستغلة ضعف الدول من الناحية الاقتصادية وتدهور الحالة السياسية , كما جرى في السابق مع دولة اليمن فلم تنسحب عن تدخلاتها الا باتفاقية جدة عام 1965 ,التي سحبت بموجب القوات السعودية من اليمن بعد معاناة سيئه عاشتها دولة اليمن تسودها حالة من الفوضى والضعف والانقسامات وإدت الى شطر اليمن الى نصفين ,توجد في السعودية مدارس تكفيرية متشددة مغلقة لاتسمح بدخول مناهج تقرب فكرة التسامح وتبادل الاراء في مجال الدين وتبتعد باستمرار من اقامة مجمع فقهي للتقارب بين المذاهب الاسلامية على غرار ما موجود في جمهورية ايران الاسلامية , والعائلة الحاكمة المتوارثة على السلطة تخصص مبالغ كبيرة جدا كي لاتنفذ منها سياسة الحصار الديني على افكار الشعب السعودي لتتحول بعض المشايخ وعامة الناس لفهم طبيعة الإسلام الحقيقية الخالية من التعصب والجحود والتدمير, وتستفاد السعودية من قوتها الاقتصادية والواردات القادمة اليها من منافذ عديدة سيما النفط في تأسيس منظمات بأسم الدين الاسلامي متكاملة لها مناهج ومطبوعات ودور نشر تهتم باستقطاب الشباب وتحتضنهم لفترة فتعمل على زجهم بدورات لتنمية قدراتهم ضمن مناهج وتخطيط معدة تحت أشراف العائلة الحاكمة في السعودية , وتخصص لذلك أموال مفتوحة من اجل تنفيذ اجنداتها وسياساتها وخصوصا على الدول التي تخالفها مذهبيا او لاتحترم وطـأة السعودية عليها, فقد اصدر العشرات من العلماء السعوديين المتشددين فتاوى تكفر وتسمح بقتل كل من يخالفهم بالمذهب وأخذت تلك الفتاوى تاثيرها على الشباب ونفذت العديد من العمليات الارهابية ضد مواطنين عزل, وامتدت ايضا الى دعم وتشكيل حركات اسلامية متشددة تحت مسميات عديدة في ظل معطيات التحولات السياسية التي يشهدها الوطن العربي , فكانت لها اليد الطولى والمؤثرة في تدمير العراق وتأخير عملية البناء واشعال فتنة طائفية راح ضحيتها الكثير من الابرياء, ولايخلوا الامر من دعم الجهات المتشددة في ليبيا وتونس واليمن ومصر , ربما نجحت مخططاتها العدوانية في العراق وتونس واليمن وليبيا ولكنها فشلت في مصر حينما اصر الشعب ان يدير دفة الحكم بطريقة حضارية بعيدة عن التعصب والتهجم كما روج لها وعمل بها حزب إخوان المسلمين , اما في سوريا فاشتد الامر بالأشهر الاخيرة على تلك المنظمات فخسرت قواعدها واعطت ضحايا كثيرة , في بادى الامر كان الدعم السعودي على اساس اسقاط نظام بشاروتحريك مشاعرالشعب السوري للثورة ضد حكومته وحينما اصطدمت بان هنالك شعب وحكومة قوية تدعمها الدول الكبرى ,تمهلت السعودية قليلا لحين وضوح الموقف , واخير توصلت ان الفصائل والمنظمات المسلحة التي تدعمها فشلت في تحقيق اهدافها وسينعكس ذلك على الحكومة سلبا وستتعرض مصالح النظام السعودي الى خطر حقيقي أو ربما الى هجمات من قبل روسيا وايران اضافة الى انه سيلحق ضررا في اتفاقياتها الاقتصادية والتسليحية مع الدول الكبرى , وتتعرض المنطقة الى حرب لايحمد عقباها , ولايختلف الامر ايضا ان الاجراءات التي قام بها السيسي للحفاظ على وحدة مصر من التيارات المتشددة ومحاربته لحزب اخوان المسلمين واتخاذ أعنف الاساليب للقضاء عليهم , جعل من الحكومة السعودية وبعد تحليل الوضع المزري على كافة الاصعدة وقراءة الواقع وما ستفضي عليه النتائج عزمت لإصدار قرارات تحفظ بها كما يقال (ماء وجهها ) فاصدرت قوانين تحرم على الشباب السعودي القتال خارج السعودية ودعتهم الى العودة خلال خمسة عشر يوما والا سيتعرضون الى العقوبة , كما أقرت الحكومة السعودية بأن منظمة أخوان المسلمين منظمة أراهبية مع المنظمات الاخرى والتي تقاتل في سوريا مثل داعش وجبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق وسوريا , وسحبت سفيرها من دولة قطر احتجاجا على دعمها حزب اخوان المسلمين كما تدخلت قطر في زعزعت النظام في السعودية , واتهمت السعودية قطر ايضا بانها تساعد الحوثيين في اليمن كونهم يشكلون خطرا على الحدود معهم ,ودعت جميع وسائل الاعلام السعودية عدم المشاركة في برامج ثقافية واعلامية تبث عبر قناة الجزيرة واغلاق موقعها في السعودية هذه القرارات احدثت استياءا في اوساط المجتمع السعودي كون الذين خرجوا للقتال مدعومين من الحكومة السعودية ومباركين من علمائها , ومع ذلك فان تلك الاجراءات لم تبيض وجه السعودية امام الشعوب العربية كون ان الحكومة تعيش في أزمة وجدل بين العائلة الحاكمة على تقسيم التركة حال وفاة الامير عبد الله والذي يعاني في بعض الاحيان من فقدان الذاكرة وصعوبة النطق , فلم ارى ان تلك الاجراءات تعطي رصيدا سياسيا ودوليا مرحبا من دول العالم للسعودية وان سجلها طويلا بتاريخ الارهاب الدموي يندي له جبين الانسانية بالجرائم واحتضانها لجميع المنظمات الارهابية ولاتؤمن بحرية الفكر والحوار الديني , والدليل اين حقوق المسلمين في الاحساء والقطيف الذين يعانون التهميش وسوء الخدمات وتدمير بنيتهم الفكرية ومحاربة عقائدهم .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
صادق غانم الاسدي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat