كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

أمّةٌ ونبراسان!!



تونس الخضراء ومصر المحروسة هما نبراسا هذه الأمة , التي هي بخير ما دامتا بخير!

تونس التي أطلقت شرارة الثورات الديمقراطية من  مدينة سيدي أبو زيد , بعد أن أحترق (محمد بوعزيزي) الإنسان الذي تجمعت فيه طاقات الأمة , وإراداتها ووعيها الحضاري في لحظة تأريخية كونية ذات منطلقات مدوية في عروق الزمان والمكان.

فتحول الشعب العربي إلى تيار هادر يهتف بإسم الحرية والديمقراطية وهو يردد "الشعب يريد" , في أروع تعبير ثوري عن معاني الإرادة والكرامة والعزة والوطنية , فكانت ثورة الأمة التي أبهرت الدنيا وأيقظتها من غفلتها وظلمها وأنانيتها.

ثورة تونس إنتصرت في 14\1\2011 , فوجدنا الرئيس (زين العابدين بن علي) محلقا في الأجواء يبحث عن لجوء سياسي , بعد أن قال "الآن فهمت"!!

وقد دخلت الثورة في مخاضات صعبة لكن الشعب التونسي كعادته تفاعل بآليات معاصرة , وتمكن من الخروج من العديد من الأزمات , وهذا يحسب حسنة على جميع الأحزاب التونسية وبلا إستثناء , مما أوصلها إلى إقرار الدستور التونسي الرائع في 26\1\2014 , وهو إنجاز ديمقراطي عربي ألمعي , ومفخرة ثقافية إجتماعية حضارية ملهمة واعدة.

والنبراس الآخر هو الشعب المصري الأبي الذي صنع ملحمة الثورة الديمقراطية الأصيلة الفريدة من نوعها , فتمكن من تغيير النظام في يوم  25\1\2011 , وثار مرة أخرى في يوم 30\6\2013 , وكتب دستورا رائعا يستحق الزهو والفخر , بإرادة أبنائه البررة , وتم التصويت عليه في 13 , 14 \1\2014 , بنسبة عالية جدا.

وأنجبت الثورة الثانية , قيادتها , وصنعت صورتها ومسارها ومنهجها الذي سيأخذها إلى آفاق ذات قيمة حضارية متميزة , وبهذا فأن الثورتين قد إكتملتا , وأن الأيام المقبلة ستشهد , التعبير عن آليات المسيرة المعاصرة للأجيال العربية.

بهذين النبراسين , سيكون المستقبل العربي مضيئا ومكللا بالآمال والطموحات الإيجابية التي تلبي تطلعات الشعب.

تحية لثورتي تونس ومصر , فبهما سيزهو العرب , وستتحقق القدوة الثورية المعاصرة المتفقة مع تطلعاتنا الإنسانية الأصيلة.

*النِّبْراسُ: المصباح أو السراج

 
 

طباعة
2014/02/16
2,709
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!