كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

أوعية الشعوب المثقوبة!!

الأنظمة السياسية أوعية الشعوب , وأي نظام يمكنه أن يتحول إلى وعاء للناس في أي مجتمع , ذلك أن المجتمعات  البشرية حالة سائلة تأخذ شكل الوعاء الذي تكون فيه , ولا يشذ عن ذلك أي مجتمع في الدنيا.
 
والفرق أن هناك أوعية صالحة وأخرى طالحة , والمجتمعات المنكوبة هي التي تجد نفسها في أوعية طالحة , والسعيدة تكون في أوعية صالحة.
 
والمجتمعات المتقدمة إستطاعت أن تصنع أوعيتها اللازمة للتفاعل الحضاري وإطلاق الطاقات الإنسانية الإيجابية , فتجد الناس من جميع أبناء الدنيا يتحققون في أوعيتها ويساهمون في إثراء الوجود وتأكيد الإقتدار والنماء والرخاء.
 
والمجتمعات المتأخرة تصنع أوعية معيوبة , ومهشمة , لا تستطيع أن تحوي ما فيها من الناس , وبسبب عدم صلاحيتها  فأنها تصيب الذين فيها  بإضطرابات شديدة , تحطم الوعاء , فينسكب ما فيه في يباب الضياع والخسران.
 
وفي واقع الأمر , أن المجتمعات المتأخرة , بلا أوعية وإنما هي موجودات منسكبة كإنسكاب أي سائل في رمال الوجود.
 
وبغياب الوعاء الجامع الماسك للناس , تتدخل العديد من القوى بأوعيتها , فتجمع ما تجمعه منهم فيها , وتحاول أن تجعلهم يؤدون أغراضها , ولهذا تتكاثر الأوعية ذات التطلعات التفتيتية التدميرية فيصاب الجميع بالخيبات المتواصلة.
 
ولا يمكن لمجتمع أن يكون إذا فقد القدرة على صناعة وعائه وإبتكار آليات التفاعل الصالحة فيه , لتأكيد الدور والتطلع والمساهمة الإنسانية الظافرة في ميادين الوجود الأفضل.
 
فالمكونات الحية بحاجة لوعاء سليم تنطهي فيه وتنضج , لكي تقدم طبقها الحضاري الشهي الذي تنجذب إليه الطاقات والقدرات التي تسعى للتوهج والتألق الفياض.
 
فلتحرص المجتمعات على سلامة وعائها الجامع لكي تكون!!
طباعة
2014/01/15
2,941
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!