صفحة الكاتب : مهدي المولى

الربيع العربي الى اين
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


لا شك ان التغيرات التي حدثت في الوطن كانت مفاجئة وغير متوقعة فالجماهير الشعبية الشباب العربي الشعوب العربية  تنهض وتتحرك بشكل عفوي وبدون قادة ورموز واضحة من سباتها وتتحدى طغاتها وتسقطهم وتقبرهم حقا كان شي غير متوقع ابدا مرحلة جديدة في تاريخ العرب فالعرب لم يعرفوا هذه الحالة في كل تاريخهم  المظلم الظالم فالعربي في كل تاريخه ينتقل من يد ظالم الى يد ظالم فهذه الحالة مفاجئة حتى للدول الكبرى التي  تنطلق من حماية مصالحها وتطورها اصبحت في موقف حرج لا تدري مالعمل فلم يبق امامها الا التظاهر بتأييدها والوقوف معها واستغلال  ثورة الشعوب وحتى اختراقها ومن ثم السير وفق رغبتها
فهذا التغيير والتحدي والتطور في حركة ووعي الجماهير العربية اخاف الانظمة الظلامية الاستبدادية انظمة العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عائلتي ال سعود وال ثاني وشعرت بالخطر وان رياح التغيير ستتوجه اليها وستعصف بوجودها وتقبرها لهذا بدأت هذه العوائل بالتحرك  لافشال التحرك الجماهيري الكبير وخلق العراقيل والعثرات امام مسيرتها بطرق مختلفة من خلال خلق المجموعات الارهابية ونشر ظلامها ووحشيتها  وتشجيع الحروب الاهلية الطائفية والدينية والعنصرية وهذا ما يحدث في العراق وسوريا ولبنان وليبيا ومصر واليمن لانها على يقين تام ان نجاح هذه الشعوب في السير في طريق الديمقراطية والتعددية يعني بداية النهاية لانظمة العوائل المحتلة للخليج والجزيرة لهذا نرى هذه الشعوب التي صنعت ما اطلق عليه الربيع العربي تمر في حالة صعبة نتيجة  لنشر الفساد والعنف في كل المجالات وعلى كافة الاصعدة فشعرت الجماهير التي ناضلت وتحدت الطاغية والطغيان بالخيبة والمرارة
 
لا شك ان  الشعوب العربية لا يمكنها  ان ترقى الى مستوى العصر وتضع قدمها على الطريق الصحيح وتساهم في بناء حياتها الحياة الكريمة السليمة الصحيحة الا بالديمقراطية والتعددية والديمقراطية ليس سلعة تستورد من الخارج انما الديمقراطية هي بناء داخلي على الشعوب نفسها ان تبنيه وتشيده بيدها  يعني تحتاج الى ممارسة الى وقت  كتعلم السباحة من الطبيعي الذي يريد تعلم السباحة يحتاج الى من يعلمه الى من يجنبه مزالق الخطر فكيف اذا كان الذي يعلمه هدفه اغراقه ودفعه الى الخطر لهذا اسرعت  العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عوائل ال سعود وال ثاني ال خليفة ال نهيان التدخل في شؤون هذه الشعوب بحجة مساعدتها في بحر الديمقراطية وللاسف هناك من صدقها لا يدرون انهم يعملون على اغراق هذه الشعوب على قتلها
فالشعوب العربية عاشت قرون من الاعوام في ظل بحور العبودية وفجاة رمت نفسها في بحر الحرية والديمقراطية لهذا اسرع اعداء الديمقراطيةوانصار العبودية الى قتل الجماهير وذبحها ومنعها من السير في الديمقراطية وتعلمها
 رغم ذلك ان الشعوب العربية دخلت بحر الديمقراطية وبدأت ممارسة السباحة في بحرها رغم عدم تجربتها لكنها مصممة على التعلم  ومتفائلة بنجاحها   بل انها تحلم ستكون بارعة ومبدعة  رغم كل العراقيل والعثرات ورغم كل السلبيات  لهذا على القوى الديمقراطية ان لا يصيبها اليأس والقنوط بل تكون متفائلة كل التفاؤل  بانتصار الديمقراطية فالامر يحتاج الى تضحية الى صبر الى زمن قد يطول  بعض الشي رغم ان الظروف التي نعيشها مظلمة بحيث لا نشاهد حتى بصيص من نور
فالشعوب العربية  تعاني من ثلاث نقوصات كما يقول احد الكتاب هي نقص الحرية ونقص المعرفة ونقص تمكين المرأة
فهذا يعني امام الجماهير التي تريد التغيير والتجديد والتطور  وخاصة القوى الديمقراطية التي وجدت في الديمقراطية السبيل لبناء المجتمع السليم مجتمع القانون والنظام المجتمع الذي يحكمه الشعب كل الشعب ان يتمم هذه النواقص الثلاث
الحرية التامة والمعرفة التامة ومساهمة المرأة التامة في بناء الوطن  لهذا على الجماهير التي تنشد التغيير نحو الافضل ان تضع ذلك نصب عينيها ومن اول الاهداف والاعمال التي تسعى اليها والا لا تغيير ولا تجديد ولا تطور بل ربما يحدث خلاف ذلك
واعتقد ما حدث ويحدث  في البلدان العربية بعد  ما سمي بالربيع العربي الا نتيجة لذلك للأسف هذا ما حدث و ما يحدث في البلدان العربية من فوضى وعدم احترام للقانون وصعود مجموعات ظلامية ارهابية فرضت الجهل والظلام ونشرت العنف والفساد بشكل فاق ما كان موجودا  قبل الربيع العربي
فالعرب بحاجة الى طليعة ديمقراطية اي متخلقة باخلاق ديمقراطية للاسف مثل هذه القيم الاخلاقية غير موجودة لدى كل التيارات والاحزاب العربية وهذا هو السبب الذي جعل الشعوب العربية  تتحول من حالة سيئة الى حالة اكثر سوءا
فالشعوب العربية كانت تعيش في انظمة اقطاعية عبودية فجاءت  الدول الغربية فحاولت ان تغير هذه الشعوب نحو الافضل ولكن هذا التحول في خدمة مصالحها وليس في خدمة مصالح الشعوب
ثم جاءت مرحلة الانقلابات العسكرية فكانت اكثر ظلما وأستبداد ثم جاءت مرحلة الجماهير فدخلت مرحلة الفوضى وانعدام الرؤية وهكذا تعيش الشعوب مرحلة صعبة
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/31



كتابة تعليق لموضوع : الربيع العربي الى اين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net