بين فيروز .... وسعدي الحلي!!
وجيه عباس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وجيه عباس

صباحا وانت تستمع الى قهوة الصباح العربية المتحدة، فيروز، يطير بك الصباح الى عالم من الشفافية حتى لوكنت تملك كرشا يشبه صخرة خريبط!!، الارواح التي فارقت الحياة ولم تتلذذ بصوت فيروز فارقت الكثير من نقائها، فيروز صباح اخر لايشبه صباح الشحرورة او صباح الخياط ولا حتى ... صباح زنكنه، فيروز تنقلك من الكيات التي تركبها صباح كل فيروزٍ الى ان تتصور نفسك انك تنام هادئا في سفينة نوح (ع) حتى لوتصورت انك اخر خروف سيملأ الارض بالصوف واللحم والهبيط، ان يغرد صوت فيروز بالاحلام الصباحية التي لاتشبه بالطبع أحلام الاماراتية لكونها من النساء التي تجبرك ان" تلط نص بطل عرق مغشوش" حتى تستوعب نفسك وجلوسك مع ابنة أخت ملك الموت على سرير واحد حسب قاعدة أحد كبار الشعراء العراقيين، مع كل هذا يأخذك الموال الفيروزي:
بالقهوة البحرية بأطّـلع في عينيك
تشرب من فنجاني واشرب من عينيك ...
أنت في هذه الرومانسية، إذ يفاجئك الطابور الخامس من السيارات المتزاحمة ووجه بائع الكلنكس:
- عمي اشتري باكيت كلنس؟ بالف دينار! ماعندي فلوس اريد اتريكَـ!!
يأتيك خلفه من يحمل طول قماش مقطّع ليكون ممسحة للزجاج:
- وِصَلْ ... وِصَلْ... ابو الوِصَلْ وَصَلْ!!!
يمر امام وجهي مواطن عراقي لاكَف!"،ربما لأنه فوجيء بالديمقراطية تدخل الى غرفة نومه فهرب منها ليصيح أمامي وأمام فيروز التي اسكتها بضغطة اصبع:
- قواويد!!!.
قلت مابيني وبين نفسي: هاحوية....سالمين،بينمت الجميع ثولهه ولم ينظر أحد خشية ان يتهمه بأنه قواد!...]!!
سيارة رفع القمامة تمر قربك بهورن يوقظ حتى الموتى ، كان الشباب العراقي يرفعون الأزبال من الشارع بينما صوت محركها يرتفع ليذكرني بصوت عريف صيهود حين كان يقلب ساحة العرضات على البطانة!!...
سيدتي فيروز: اعذريني لاني قلت لك اسكتي حين تكلم الجميع بصوت لايشبه صوتك،مثلك حين يتكلم على صيهود (والي جرت كراعه) ان يستمع، وعلى القوّاد الذي يكلّم نفسه ان يحترم الاخرين، وعلى سيارة امانة بغداد ان تكون رومانسية في نقل الازبال!!، وأنا اعيد الحياة لصوت فيروز فاجأنا موكب لمسؤول أمني كبير وأحدهم يصيح على السيارات:
- ابو الكيا اطبك على صفحة لاانزل وانت تعرف شسوي لك!!، ابوالسايبا وخّر لاتضيع بين الرجلين...ابو الستوتة اطبك على صفحة لااكفر بالّي جاب الستّوتة ،بينما كانت فيروز مختبأة في السيدي خشية ان تخرج رأسها ويصيبها الحماية باطلاقة صوت يجعلها تغني:
" غفه رسمك بعيني من الصبه لليوم واطيوفك ضيوفي بصحوتي والنوم نثرت العمر بدروبك واكَول اتدوم ماظنيت عشكَك عشكَـ ليلة ويوم"!!.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat