صفحة الكاتب : الشيخ راضي حبيب

هل جاهد أحد من أهل السنة مع الإمام الحسين(ع) في كربلاء؟
الشيخ راضي حبيب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لقد كان نداء الامام الحسين عليه السلام التاريخي (ألا من ناصر ينصرنا)  مدويا في كل زمان ومكان على نحو القضية الحقيقية، وتعني أن الحكم فيها يوجه الى كل مصاديق القضية الحاضرة او الغائبة الحالية منها او المستقبلية التي ستوجد بعد ذلك متى انطبق عليها المفهوم.
 ولبيان المقصد لابد من ايضاح بعض المقدمات بايجاز، لافتا الى ان نصرة الامام الحسين «ع» مرتبطة بالظهور المهدوي والظهور مترتب على الانتظار الايجابي لذا نجد ان الامام الحسين «ع» قد اعتمد الكيف الايماني في تحديد الكم الناصر لقضيته.
 
وعدد الحبيب عدة عوامل من اهمها الاستراتيجية الاعلامية، لافتا الى ان الاتصال الجماهيري لا يتحقق الا بناء على الانتشار الأفقي للمعرفة ؛ فانه يقتضي ان يكون اساس الثقافة المطروحة قائم على الاتجاه الموضوعي الاصلاحي الصحيح بعيدا عن التأجيج الطائفي وهذا الامر يقوم على عدة منطلقات ومعطيات ثقافية من اهمها: الثقافة المنبرية: وهي تعتمد على نوعية أسلوب الخطاب وهو من الأساليب التي تخاطب جميع مقومات الشخصية الاسلامية من حيث التفاوت العقلي بين الناس، والخطاب أهم وسيلة لتحريك العقل الجمعي وتوجيهه نحو الوحدة الاسلامية بعيدا عن تأجيج الفتن الطائفية وفي هذا الجانب قال الامام جعفر الصادق «ع»: «رحم الله عبداً اجتر مودة الناس الينا، فحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون». وأشار الى دور الثقافة التربوية قائلا: ان هذا الجانب ما قد اشارت اليه نص الرواية عن زيد الشحام عن الصادق «ع» قال: يا زيد خالقوا الناس بأخلاقهم، صَلُّوا في مساجدهم، وعُودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وان استطعتم أن تكونوا الأئمة والمؤذنين فافعلوا، فانكم اذا فعلتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية، رحم الله جعفراً، ما كان أحسن ما يؤدِّب أصحابه، واذا تركتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية، فعل الله بجعفر، ما كان أسوأ ما يؤدب أصحابه.
وحول الثقافة الاجتماعية قال حبيب: ان ارشادات ائمة اهل البيت «ع» كانت لأتباعهم وشيعتهم أن يتعايشوا في الأفق الاسلامي الواسع، ليلتقوا مع كلِّ المسلمين، حتى ولو اختلفوا معهم لمواجهة التحديات التي تحاول النيل من الاسلام كلِّه، ومن هذه الارشادات ما جاء في صحيحة معاوية بن وهب، قال: قلت له كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وبين خلطائنا من الناس ممن ليسوا على أمرنا؟ قال: تنظرون الى أئمتكم الذين تقتدون بهم، فتصنعون كما يصنعون، فوالله انهم ليعودون مرضاهم، ويشهدون جنائزهم، ويقيمون الشهادة لهم وعليهم، ويؤدّون الأمانة اليهم.
الثقافة السياسية: وتكون بالتركيز على الوحدة الاسلامية من خلال الربط بين الشيعة والسنة، وبيان مواقفهم المشتركة في قضية الامام الحسين «ع»، الى جانب مشاركة اصحاب الامام الشيعة فان المشهور في التاريخ أيضا أن بعضاً من رجال اهل السنة قد شاركوا الامام الحسين «ع» في معركة كربلاء كالشهيد زهير بن القين، والشهيد الحر بن يزيد الرياحي الذي كان في بداياته احد قواد جند الطاغية يزيد وقد قام بترويع قافلة الحسين «ع» ولكن في آخر لحظاته اعلن توبته ودخل في ركب الحسين «ع» وجاهدا معه بعد أن أيقنا بأحقية أهل البيت(ع) حتى نالا الشهادة، فقضية استشهاد الامام الحسين «ع» تهم كل المسلمين على حد السواء ولا تختص بمذهب معين، فكثيرا ما نرى من اهل السنة ممن يحضر مجالس العزاء الحسيني وهذا ليس بغريب او جديد عليهم.
بل الأغرب من ذلك ما روي أن الامام الحسين (ع) كان ينظر الى معسكر الأعداء وهم ملء الصحراء.. (فيبكي)، فسألته أخته الحوراء زينب: (مم بكاؤك.. يا أبا عبدالله؟).. فأجاب: أبكي لدخول هؤلاء النار بسببي!
هكذا بلغت رحمة وانسانية أبي عبدالله الحسين (ع)، انه كان يبكي على أعدائه الذين أضرموا النار في خيامه.. وشتتوا عياله وأطفاله.. انه القلب الكبير الذي طفح بالرحمة. وزاد: وعموما ان المنتفع من اثارة الفتن الطائفية والقاء الكراهية وتعبئة الشقاق بين المسلمين هم فئة الاستغلاليين والانتهازيين والمتآمرين على الاسلام، فيجب من الناحية الشرعية سد الابواب بوجه اصحاب الفتنة هؤلاء. واكد: انه من معاني الانتظار الايجابي العمل على توحيد الكلمة والتآلف بين صفوف المسلمين، بوضع أيدينا بيد بعض، وكلما اقتربنا من توحيد كلمتنا اقتربنا من ظهور الامام (عجل الله فرجه الشريف)، فظهور المهدي «ع» شيء من واقعنا الديني والسياسي والاجتماعي وليس أمر غيبي فقط دون أرضية أو أساس من واقع الحياة الانسانية وعليه سوف يتحقق الناصر الحسيني بحسب الكيف والكم المشار اليه، في كلام الائمة «ع».
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ راضي حبيب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/11



كتابة تعليق لموضوع : هل جاهد أحد من أهل السنة مع الإمام الحسين(ع) في كربلاء؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net