صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الهزيمة الديمقراطية!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حقق العرب أكبر هزيمة معاصرة , وهم يرفعون شعارات ورايات الديمقراطية.
 
كما حوّلوا الديمقراطية إلى وسيلة إندحار وتفاعل فتاك ما بين أبناء الشعب الواحد , بل أنهم جعلوها تقاتل الدين والوطن والإنسان والجيش.
 
فالديمقراطيات العربية قضت على جيوشها بالكامل , وما بقي عندها إلا الجيش المصري , الذي يتم أخذه إلى دروب الصراع مع الفئات , التي تم إعدادها وتدريبها وتسليحها لمواجهته , ودفعه في أنفاق الإستنزاف والإنهاك والتفتت والتمزق.
 
فالمجتمعات التي تقتل جيوشها , مجتمعات مهزومة ومستعمرة من قبل الآخرين الذين يمدون أعداء الجيش بالسلاح.
 
وعندما تهزم الشعوب جيوشها , فأنها تحقق هزيمة وطنية مرعبة لا تتشافى منها , وتتوارثها الأجيال تباعا, لأن الهزيمة الوطنية المتحققة بإرادة أبناء الوطن تكون أليمة وسرطانية المغزى والإتجاه , وهذا يدفع إلى صراع ذاتي في أعماق الإنسان , وشعور أليم بتأنيب الضمير , يحطم فيه بقايا أية إرادة للحياة.
 
وبمعنى آخر , أن الشعوب التي تقاتل جيوشها , تنتحر حضاريا وتنتهي كقوة وإرادة , وتتحول إلى سلعة رخيصة في اسواق المزايدات الحضارية.
 
وهذا واضح في بعض مجتمعاتنا التي قتلت جيوشها , فصارت ألعوبة وأضحوكة عند الآخرين , الذين أحرقوا كل وجود صالح فيها , وحولوها إلى دمية في أيديهم , يتحكمون بمصير حكوماتها المؤيَّدة بهم , والمقهورة بهم , أي أنها صارت مجتمعات لا حول ولا قوة لها , إلا الإستسلام للآخرين والتظاهر بأنها ذات سيادة.
 
وتعرف جيدا أن في كل مؤسسة ودائرة هناك عيون قاهرة لإرادتها , ومقررة لكل خطوة وفعل وإتجاه يمكنها أن تسلكه.
 
ولهذا فأن مجتمعاتنا قد إنهزمت هزيمة كبيرة , وتحولت إلى طاقات تدميرية شرسة متوحشة لذاتها وموضوعها , وهي تعيش زمن العماء الوطني والديني والإنساني , وبهذا يتم تسخيرها بكل ما فيها لتحقيق مصالح الآخرين , والقيام بدور الضحية والقربان , ولكن بإسم الحرية والديمقراطية.
 
فهنيئا لديمقراطياتنا الإنهزامية , وعاش العرب ضد بعضهم , فهو البرهان والمطلوب إثباته أبدا!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/10



كتابة تعليق لموضوع : الهزيمة الديمقراطية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net