صفحة الكاتب : د . عبد الخالق حسين

تضامنا مع الحزب الشيوعي العراق
د . عبد الخالق حسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أفادت أنباء مقلقة عن قيام الشرطة الاتحادية، وفي خطوة مفاجئة، بمطالبة الحزب الشيوعي العراقي بإخلاء مقره في ساحة الأندلس في بغداد، ومقر جريدة " طريق الشعب" في شارع أبو نؤاس، وتسليمهما فارغين خلال 24 ساعة لا أكثر. 
 
إن هذا الإجراء، سواء كان بعلم السيد رئيس الوزراء أو بدونه، فإنه إجراء تعسفي بكل معنى الكلمة، ويصب في خدمة أعداء العملية السياسية، وإجهاض الديمقراطية الوليدة. فمن متابعتنا لسياسات وقرارات ومواقف الحزب الشيوعي العراقي، نعرف أن هذا الحزب كان من أشد الحريصين على المصلحة الوطنية، خاصة وقد نال ثناءً كبيراً من السيد رئيس الوزراء قبل فترة قصيرة، على نزاهة الشيوعيين المشاركين في السلطة، في زمن صارت فيه النزاهة عملة نادرة، وفساد السلطة والإدارة متفشياً وكأنه القدر المكتوب. 
 
إن هذه الإجراءات ضد الحزب الشيوعي، وما سبقها من إجراءات سابقة قبل فترة في غلق منتدى اتحاد الأدباء، والنادي الآشوري، تصب في خدمة أعداء العراق الجديد، وهي خطوات تمد الأعداء بذخيرة حية لشن هجوم على الحكومة الإئتلافية الهشة، والتي ولدت حديثاً بعد ثمانية أشهر من مخاض عسير، ومازالت ناقصة وضعيفة، حيث تعمدت بعض الكتل السياسية اختيار الأضعف والأقل كفاءة من أعضائها لتسنم حصتها من الحقائب الوزارية، بغية إظهار الحكومة ضعيفة ومفككة وغير قادرة على أداء واجباتها في تلبية احتياجات المواطنين، ومواجهة الفساد والبطالة ونقص الخدمات...الخ، الأمر الذي دفع الجماهير بالخروج إلى الشوارع في مظاهرات تطالب بالإصلاح. 
 
لا شك أن مسؤولية هذه الإجراءات تقع على عاتق رئيس الوزراء، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يحتاج السيد رئيس الوزراء، وهو في عين العاصفة التي تجتاح العراق، إلى هذا القرار المتعسف؟ أليس من الحكمة بذل أقصى الجهود للم الشمل والحفاظ على وحدة القوى الوطنية ولحمتها؟ أما كان من الأفضل توجيه أمر وإعطاء فرصة كافية لقيادة الحزب الشيوعي بإخلاء المقررات التي أشغلت مباني الدولة، بدلاً من هذه الطريقة المتعجلة والاستفزازية الفجة، "خاصة وأن اغلب الأحزاب السياسية، والمتنفذة منها في السلطة، ما تزال تشغل العديد من هذه المباني الحكومية، وتستغلها كمقرات خاصة بها؟" فلماذا تنفرد السلطة بالحزب الشيوعي وحده دون غيره؟ وهل هناك أسباب أيديولوجية وراء هذا القرار؟ 
 
وكما ذكر الحزب في بيانه أن "العديد من العقارات والممتلكات العائدة له والتي كان النظام السابق قد قام بمصادرتها ووضع اليد عليها، لم تتم إعادتها إلى الحزب حتى هذه اللحظة، رغم مساعينا المتواصلة في هذا الاتجاه"، أقول: أما كان الأجدر بالسلطة إعادة هذه الممتلكات للحزب قبل اتخاذ هذه القرارات التعسفية؟ وما المانع من إعادة الممتلكات المصاردة في العهد البائد إلى أصحابها الشرعيين؟
 
إن حكومة السيد المالكي لا تعاني من شحة الأعداء في الداخل والخارج، لذا فليس من الحكمة خلق أعداء جدد بإضافة الشيوعيين وشرائح المثقفين والآثوريين وغيرهم إلى قائمة الأعداء عن طريق غلق مقراتهم ونواديهم، وغيره من الاستفزازات. ولسنا بحاجة إلى التذكير، أن العراق يمر بأخطر مرحلة عاصفة في تاريخه، والسيد المالكي يعرف هذه الحقيقة أكثر من غيره، لذلك نعتقد أن الحكومة تحتاج إلى التحلي بأقصى ما يمكن من الحكمة والصبر للحفاظ على الوحدة الوطنية وتجنب كل ما من شأنه الإضرار بالوحدة الوطنية. 
 
وبناءً على ما تقدم، فإني كمواطن عراقي، حريص على إنجاح العملية السياسية والديمقراطية، أدين بقوة جميع الإجراءات التعسفية ضد الحزب الشيوعي العراقي، والجهات الوطنية الأخرى، وأطالب بإعادة هذه المقرات للحزب والاعتذار للجهات المتضررة، ومعاقبة المسؤولين عنها، وإذا كان بعلم من السيد رئيس الوزراء، فإننا نشير عليه بطرد أولئك الذي قدموا له هذه المشورة الضارة به وبالمصلحة الوطنية، وعدم تكرارها في المستقبل.
ـــــــــــــــــــــــــ
العنوان الإلكتروني للكاتب: abdulkhaliq.hussein@btinternet.com
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.abdulkhaliqhussein.com/

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عبد الخالق حسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/07



كتابة تعليق لموضوع : تضامنا مع الحزب الشيوعي العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : علي كاظم حمود الجابري من : العراق / البصرة ، بعنوان : شهادتك مجروحة في 2011/03/10 .


انصار المالكي والمروجين له في حملته الانتخابية تتعرى افكارهم بأقلامهم وينهزمون في اول جولة , خطوة عبد الخالق حسين تجعلنا اكثر حرصا عندما نجند اقلامنا دفاعا عن شخصيات سياسية بعيدا عن تطلعات المواطن العراقي واختياراته , عفوا عبد الخالق حسين شهادتك مجروحة واستنكارك لا يهمنا كثيرا .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net