صفحة الكاتب : واثق الجابري

طيور الجنة تحلق في سماء المدارس
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الأديان السماوية عامة والإسلام خاصة, رسائل بناء الحياة تجلب سعادة الإنسان,  أصلاح وتعاون بين أفراد البشر,  الإنحراف في المفاهيم  يبحث عن مبررات إستخدام  العنف, إستخدمت وسائل تحط من القيمة الإنسانية  بمسميات الجهادين والإستشهادين والإنتحارين والقاتلين, سلوكيات بأبشع الطرق ذريعتها الغاية الكبرى نيل سعادة الأخرة الموعودة. لم تكن النساء والأطفال في تاريخ الإنسانية والحروب مستخدمة دروع بشرية أو طرف في  النزاعات, حتى حرم قطع الأشجار والعار لِمَنْ يضرب النساء والأطفال. في العراق لم تترك الجماعات المسلحة الإرهابية سبيل الاّ وجربته  في مستنقعها ا البشع,  نوع مختلف تماماً عن الحياة المعاصرة التي وصلت الى الرقي  وحقوق الأنسان والإهتمام بالطفولة وحقوق المرأة, بل تجاوزت ذلك للبحث على حقوق الحيوان,  حتى أوجدت أساليب تدريبية للتعايش مع الحيوانات المفترسة لتحويلها أليفة.

أساليب مبتكرة تتبعها  التنظيمات المسلحة في عملياتها, من تجهيز الأموال وتحريك أفكار المتطرفين وغسل أدمغتهم,  في الأونة الأخيرة ظهرت مجاميع بأسم (طيور الجنة) تستقطب الأطفال وتجنيدهم في سوريا والعراق في محافظة ديالى  بالتحديد, ا تتبع أساليب التهديد والترويع للسكان وإستهداف الأماكن الأكثر كثافة ومقاهي الشباب وملاعب الأطفال ومدارسهم, التحركات تهدف الى شل الحياة المدنية تماماً, تجبر الشباب والأطفال للأنخراط في صفوفهم وأخذ الأتاوات من المحال التجارية وأبتزاز التجار وخطف الأشخاص للحصول على الأموال, تنمي بها القدرات المالية وتجنيد عناصر مسلحة تستغلهم وتغريهم بالمال.

 مايسمى دولة العراق الأسلامية في العراق والشام ( داعش) كانت تقف وراء التهجير في ديالى وتلعفر للشبك وطوز خورماتو للتركمان لتغيير ديموغرافية تلك المدن, وفي وقت سابق إدعت مسؤوليتها عن عميلة التفجير في اربيل, تنوي إحتلال المناطق الغربية من العراق, بداية من الموصل والأنبار ومن ثم ديالى وصلاح الدين, بعدها بغداد لعملية كبيرة ما تسمى (غزوة بغداد),  الأحداث الأخيرة وتصاعد وتيرة العنف والشهر السابق الأكثر دموية هذا العام, تؤشر التصاعد الأيام القادمة مستغلين المناسبات الدينية والأعياد, مع عيد الأضحى وشهر محرم. العمليات الأخيرة تكشف بشاعتها ومخططاتها الرامية  الى إشعال فتيل الحرب الطائفية, منها التفجيرات في منطقة الأعظمية ومعظم الضحايا كانوا من مدينة الصدر, هذا ما يتناغم مع أهداف القاعدة الطائفية, المخططات لم تبتعد كثيراً عن خطط سابقة, هي الإيقاع بين مناطق بغداد وتحريك النزاعات ثم الشروع بما يسمى (غزوة بغداد ) يرافق ذلك استهداف الى مرقد الأمامين العسكرين والإمام الكاظم, التفجيرات التي حدثت في يوم السبت والأحد  تحول خطير في نوعية العمليات الإجرامية, معظم الضحايا  أطفال من مدينة الصدر ومدارس تلعفر وتهديدات مدارس الأنبار, التدابير الإحترازية وتطويق المدارس مع بداية العام الدراسي والأهالي منعوا أطفالهم أوقف الدوام.

 (داعش ) عملياتها في سوريا إحتجاز النساء تحت تسمية السبابا وإستخدام  فتاوى (جهاد النكاح),  تتحرك بإتجاه الموصل  تتخذها ملاذ أمن بنفس الأساليب, تهجر العوائل وتنسف البيوت وتغتال شيوخ العشائر.

 الإرهاب كشرأنيابه في تفجيرات مدارس الموصل, وترويع وتهديد المدارس في منطقة الجزيرة شمال الرمادي, وفي ديالى تم إغلاق مدرستين على أثر التهديدات, يبدو أن المجاميع المسلحة إنسلخت عن إنسانيتها تماماً في عملياتها الأخيرة, جريمة صارخة بوجه الإنسانية  حينما يستخدم الأطفال بعمر الورود وطيور الجنة وسائل لمأربهم المنحطة. براءة الأطفال تحمل في طياتها خطايا كبيرة ترسم تاريخ أسود لحياة الظلاميين, وطيور الجنة تحلق في سماء المدارس وهي تلعن الفكر الهمجي المنحط.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/10



كتابة تعليق لموضوع : طيور الجنة تحلق في سماء المدارس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net