صفحة الكاتب : حسين محمد الفيحان

النتائج المعروفة لمواثيق الشرف ومؤتمرات المصالحة ..
حسين محمد الفيحان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 قبل مجيء الاحتلال الأمريكي الذي جاء معه احتلال الأحزاب لم يكن احد من أبناء هذا البلد يفكر في يوم من الأيام أو يخطرُ في باله سؤال ,من هو السني ؟ ومن هو الشيعي ؟ بل كان الجميع متحابين ومتآخين على مساحة وطنهم وكان عشقهم وحبهم لبلدهم هو الذي يُنسيهم ولا يُشعرهم بالقوميات والطائفيات والأديان والأعراق المجتمعة على مائدة العراق. ولكن ماذا حدث ؟
احتلالٌ أمريكي للعراق وَلدَ معه احتلال الأحزاب المتصارعة فيما بينها على مصالحها لا على وطنها  والتي أشاعت ثقافات الدمار والخراب التي لم تكن موجودة في نسيج المجتمع كالفساد والإرهاب ,وبعد أن أصبحت وأدرك الجميع إن هذه الأحزاب ما هي إلا أدوات لمشاريع وأجندات خارجية تُنفذ داخليا من خلال الفشل والعجز الحكومي الواضح والمستمر في مكافحة الفساد المالي والإداري والقضاء على الإرهاب و المحاصصة الحزبية ,وجدت تلك الأحزاب الدينية والسياسية نفسها في مأزق وحرجِ كبير غير قادرة على الخروج منه أمام الشعب الذي وعدته بالرفاهية والأمن والعيش الرغيد !! فلم يكن منها إلا القيام بمؤتمراتٍ للمصالحة الوطنية ومواثيق للشرف الوطني لتُغطي بها على الوعود التي قطعتها للشعب والتي لم يتحقق منها شيء سوى تزايد النقص  بالخدمات و تدهور الأمن . والسؤال الذي يطرحه المواطن والمتابع ,إذا كان الحاضرون في مؤتمرات المصالحة و الموقعون على مواثيق الشرف المنعقدة بين الحين والاخر هم كلهم من قاطني المنطقة الخضراء والجالسون على الطاولات الخفية للصفقات والمصالح الفردية .أذن لمن هذه المصالحة ولمن هذه المواثيق ؟ هل هي للشعب أم  للأحزاب ؟ بالتأكيد إنها تحمل ظاهراً هو الشعب وباطناً هو لإكمال ما بدأ به السياسيون من صفقات وإنهاء لحالة التصارع بينهم على خيرات وثروات هذا البلد ,وما يؤكدُ ذلك هو المؤتمرات السابقة للمصالحة والشرف الوطني التي عقدت في مكة المكرومة وفي جامعة الدول العربية وفي بغداد و اربيل والتي لم يجني منها الشعب سوى مزيدا من الخراب والدمار والقتل والفساد بينما جنت وحصدت الأحزاب ما كانت تهدف وتسعى إليه من تقاسم للخيرات والامتيازات والمناصب الوزارية والسيادية ,وما ميثاق الشرف الذي وقع قبل أيام في داخل المنطقة الخضراء وبحضور ساكنيها إلا هو واحداً من تلك المؤتمرات والمواثيق السابقة التي لا جديد يلوح بالأفق فيها سوى المزيد من الأزمات. فالتفجيرات الدموية الإرهابية والأكثر وحشية التي ضربت المناطق السنية والشيعية بعد انعقاد مؤتمر ميثاق الشرف ! الأخير ما هي إلا نتائجٌ معروفةٌ ومتوقعة من جلوس الساسة المتحاصصين والمتنافسين على حكم هذا البلد وكذلك الفساد الذي عبر عنه الساسة أنفسهم قائلين انه أصبح ثقافة في عراق اليوم ما هو إلا نتيجةً أخرى من نتائج هذه المؤتمرات والمواثيق الباهظة الأثمان في انعقادها والرخيصة التنفيذ في قراراتها .
إن العراق وشعب العراق اليوم لا يحتاجون إلى هذه المؤتمرات والمواثيق التي لا تخلو هي الأخرى من ملفات الفساد والصفقات المشبوهة على حساب حقوقهم بل يحتاجون إلى نيةٍ ورغبةٍ سياسية صادقة لخدمة هذا البلد وأهله ومتى ما توفرت هذه النية بين السياسيين سيحل الأمن وستبدأ عجلة الخدمات المتوقفة بالدوران ....لكن ..متى يا عراق  ؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين محمد الفيحان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/27



كتابة تعليق لموضوع : النتائج المعروفة لمواثيق الشرف ومؤتمرات المصالحة ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net