صفحة الكاتب : د . حاتم عباس بصيلة

لم يكن يفكر في شيء سوى الحفاظ على ذاته الحالمة!!التي كانت تحلم بعد التغييرات ان يكون التعليم على أرقى ما يكون والبيوت تترك ذلك الفقر الذي ذلها أيام النظام المستبد فتكون بيوتا من ورد وليست بيوتا من التنك !! وكان يعتقد ان حبيبته ستتوجه ملكا بعد ذلك النضال العتيد الذي واجه به المستبدين وقد أضاع عمره في السجون والمعتقلات!! لكنه فوجيء باستنكافها من تاريخه العظيم!! ذلك التاريخ الذي خسر دراسته فيه وخسر شبابه وظن خيرا بالناس !! كان يعتقد ان كل عثرة بالطريق سببها عدم الوفاء إلى البلاد!! وان خللا في النظرية الفلسفية في الحكم ينتابها و إذا لاحظ بيتا أو مدرسة بلا لون بهيج إنما هي مؤامرة على البلاد وأهلها وقد قال ذات يوم ان بلاده تعاني من أمية لونية أو ذوقية!!

كان يعتقد ان الصحافة ستزدهر وتسمو لتكون الحوارات المنتجة للأدب والفكر وان زهورا من الإبداعات الشابة ستتفتح في ظل الانفتاح والحرية ولكنه كان يغص بالواقع المرير وبدأ بأخذ منحى آخر فالأشياء ليست كما كان يحلم وانه كان واهما بل هو خاسر لشبابه وبدأ نوع من السأم من تلك الأحلام وذلك الفكر الذي ضلله وتحول السأم إلى كره خاصة بعد ان هجرته تلك المرأة التي كان يعتقد أنها لا تنام الليل بسبب نظرته العاشقة لها ذلك انه لا ينام الليل فعلا حين تنظر له المرأة نظرة حب أو إعجاب!!

قال: ان المرأة كالسياسة لا تحصل منها على شيء يضيع شبابك ونضارة روحك وأنت كما أنت بينما السياسة أو المرأة همهما ان يحصلا على أشياء ويحصلان فعلا على تلك الأشياء دون الرجوع إلى المبادئ العتيدة بل المبادئ هي المعوق الأساس في الحياة التي يرغب فيها وهذا ما توصل له عبر التجارب والمحن الكبيرة التي مر بها وقد تنكر له اقرب الناس !!

أيها الحالم الكبير تمهل. لا تكن بريئا مع هذا الوجود بل لا تكن غافلا عما يصنع القدر ولا تكن مثل رسام أضاع بيته وأولاده زاعما انه يبحث عن منابع الإبداع فلا يعرف شيئا عن قوانين السوق تلك القوانين التي تسحق اكبر رأس للفيلسوف ! الحياة تحتاج إلى مغامر لا يأبه للمصاعب ولا للسياسة التي شعارها ان لا يدوم شعار ولا للمرأة التي تميل ما مالت القوة لدى الرجال سواء كان الميل ماديا أو معنويا ولا للمثقف الذي يلبس ألف قناع وقناع من اجل الوصول إلى الغايات!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حاتم عباس بصيلة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/11



كتابة تعليق لموضوع : الحالم!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net