اميركا لن تتغير !!
علي جابر الفتلاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي جابر الفتلاوي

جاء الموقف الاميركي الاخير في الامم المتحدة من مشروع قرار يدين الكيان الصهيوني لاستمراره في انشاء المستوطنات الصهيونية في الاراضي الفلسطينية المحتلة ما بعد عام 1967 ، ليسقط القناع عن وجه اوباما ،الذي يتشدق هذه الايام بأنه يقف الى جانب الشعوب المظلومة في ثورتها على حكامها الظلمة ، اذ اوعز اوباما وادارته الى سوزان رايس ممثلتهم في الامم المتحدة باستخدام حق النقض ( الفيتو ) ضد مشروع قرار الادانة لاسرائيل ،بعد ان حاز المشروع اصوات جميع اعضاء مجلس الامن عدا اميركا التي وقفت منفردة بوجه المجتمع الدولي للتصويت ضد القرار ، وبذلك انكشف الزيف الاميركي التي تريد تسويقه هذه الايام ، من خلال الصيحات الاعلامية الكاذبة التي تنطلق مرة من اوباما واخرى من احد مسؤولي ادارته ، لغرض تهدئة الثوار وترتيب الاوضاع لصالحها او لصالح الكيان الصهيوني ، وان كان ظاهرها يوحي انها لصالح الشعوب الثائرة ، لكن الذي يعرف اميركا لا تنطلي عليه هذه اللعبة ، فأميركا هي اميركا سابقا وحاضرا ومستقبلا لا تتغير ، ولن تأخذ العبرة من الاخرين ، والمثل العربي يقول ( العاقل من اتعظ بغيره ) ، فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية ولغاية هذا اليوم الذي نشهد فيه ثورات الشعوب على الحكام الطغاة في انحاء الوطن العربي ، هؤلاء الحكام الذين تجاوزهم الزمن واصبحوا من الماضي لكنهم متشبثون بالسلطة بكل قوة بدعم اميركي واسرائيلي واضح ومن دون حياء ، اذ لا تزال اميركا تلتزم هؤلاء الطغاة المفروضين على شعوبهم ، لان هؤلاء الحكام الخانعين هم من يلبي طلبات اميركا ويحافظ على مصالحها وعلى حساب مصالح شعوبهم ، ويؤيدون الكيان الصهيوني المغتصب لحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم ، واذ تطلق اميركا دعواتها الاعلامية الكاذبة هذه الايام بحجة نصرتها لمطالب الشعوب الثائرة ، ربما تصور البعض ان اميركا قد غيرت اوقد تغير من موقفها لصالح الشعوب المظلومة ، وهذا الكلام غير دقيق لان مايهم اميركا ليس مصلحة الشعوب انما مصلحتها ومصلحة الكيان الصهيوني ، وما الدعوات الاميركية التي نسمعها هذه الايام الى الحكام العرب الذين تشهد بلدانهم ثورات شعبية ، والتي يشم البعض منها موقفا اميركيا جديدا لصالح شعوب المنطقة هو كلام غير واقعي وينقصه الدليل ، لان الاميركان لا يأخذون العظة مما يجري في المنطقة ، كما لا يمكن يوما ان نتخيل الاميركان ان يقفوا الى جانب الشعوب ، لذا جاء الموقف الاميركي لاسقاط قرار الادانة لاسرائيل في مجلس الامن منسجما ومتوافقا مع مواقفها السابقة ، اذن علينا ان لا نذهب بعيدا عندما نسمع الدعوات الاميركية الى حلفائها من الحكام ، اذ تقدم لهم النصائح وخارطة طريق للخروج من الازمة ، فتدعوهم تارة الى عدم استعمال القوة ضد الثوارواخرى الى ضبط النفس وتلبية مطالب الثوار ،واميركا اذ ترى هذه الثورات يفترض ان تعدل من موقفها، لان العاقل من يستفيد من تجارب غيره، ويعدل موقفه وسياسته وفق المعطيات المستجدة ، وان لايكون مع الظالم ضد المظلوم ، هكذا يقول المنطق والعقل ، لكن التعجرف الاميركي لا يفهم هذه اللغة ، اذن على الشعوب الثائرة ان لا تثق بالدعوات الاميركية التي نشم فيها احيانا رائحة نصرة الشعوب ، انها دعوات كاذبة تهدف الى الالتفاف على الثورة ، وتمهيد الامور لوجوه جديدة تعمل لخدمة الخط الاميركي في المنطقة ، وعلى الشعوب الثائرة ان تكون في حالة الوعي التام لاحباط المحاولات الاميركية التي تريد احتواء الثورة او مصادرة نتائجها بطريقة من الطرق ، فاميركا لن تتغير وعندما تتدخل انما لتأمين مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني ، وموقفها في مجلس الامن الذي تحدت فيه الاجماع الدولي من اجل دعم الكيان الصهيوني القائم على العدوان والاغتصاب يؤكد تصورنا عنها ، قامريكا لن تتغير وستبقى عدوة للشعوب .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat