صفحة الكاتب : واثق الجابري

طوزخورماتو مثال للعراق المنكوب
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خضم هذه التقاطعات والأتهامات المتبادلة تحترق ارض العراق كل يوم , ولاتوجد في الأفق معالم وملامح لحلول ومعالجات واقعية وعملية تكفل وضع حد لنزيف الدماء ، ومن الصعب التكهن بالمستقبل  والأجراءات التي تثمر عن نتائج ومعطيات ايجابية، تنعكس على ارض الواقع ويلمسها المواطن  الذي دفع ضريبة الخلافات السياسية ,  قضاء طوزخورماتو التابع لصلاح الدين ، تعرض لثلاث وعشرين عملية ارهابية بسيارات مفخخة خلال الأعوام الستة الماضية خلفت اكثر من ثلاثة الاف شهيد وجريح , وقياس  عدد السكان والمساحة وعدد العمليات الارهابية والخسائر الناجمة ، يتضح أن هذه المدينة هي الأكثر تعرضا للهجمات التفجيرية والمسلحة من بين مدن العراق ، وقد تزايد معدل العمليات التي ضربت المدينة , بحيث لم يعد يمر شهر إلا ويفجع أهالي القضاء بسقوط عدد من الضحايا في هذه العمليات، انفجارات لم تستثني الأسواق والحسينيات  و وسط حشد من المشيعين الضحايا من سقطوا بفعل عمليات سابقة، وتكرار حصول تفجيرات في المدينة،  وتفجيرات مزدوجة منها ما استهدف حسينية النور وسط القضاء، ليوقع 50 ضحية وجريح و الخسائر المادية في الحسينية والمنازل المجاورة ,و من بين الأهداف نائب رئيس الجبهة التركمانية ومعاون محافظ صلاح اللذين قضيا في التفجير , قضاء طوزخورماتو الذي يتألف من اربع وحدات ادارية (نواحي) ، وهي (آمرلى – بسطاملي – سليمان بك – قادر كرم) من المدن ذات الأغلبية التركمانية قومياً، والشيعية مذهبياً، وكانت حتى بداية عام 1976 تابعة لمحافظة كركوك، وفي 29 \1\ 1976 ألحقت بمحافظة صلاح الدين بموجب مرسوم جمهوري، بعد تحويل الاخيرة من قضاء الى محافظة , طبيعة الهوية القومية والمذهبية للمدينة، وموقعها الجغرافي، جعلها عرضة للاستهداف أكثر من غيرها، وتوالي استهداف التركمان الشيعة يأتي محاولة لتهجيرهم من مناطقهم ولتأجيج الفتنة الطائفية في العراق،دون وجود التحقيقات التي تكشف للشعب أسباب الأستهداف,الحكومة العراقية اعتبرت أواخر الشهر الماضي، عقب وقوع التفجير ما قبل الأخير، أن قضاء طوزخورماتو (منطقة منكوبة)، و شكلت  لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني وعضوية عدد من الوزراء لمتابعة تداعيات الأوضاع هناك، والوقوف على أسباب ومكامن الخلل، ومنح القضاء أولوية في توفير الخدمات، وإعداد البنية التحتية لها تمهيداً لتحويلها إلى محافظة، 
إجراءات متأخرة من الحكومة ولكنه ربما تخفف من الأعتصامات في المدينة وحالة الغضب الشعبي ,  رغم الفواجع التي تتابعت عليهم، مع مخاوف عدم التطبيق بالشكل الصحيح , لكونها مدينة حساسة و من المناطق المتنازع عليها، وبالتالي فإن أي تحشيدات من قبل قوات البيشمركة الكردية تخلق مشكلات ونزاعات والتركمان يخشون   الصدامات مع الشركاء الأساسيين في القضاء ,بينما يصر الأكراد على ضرورة تواجد قوات البيشمركة في القضاء ، الذي من  شأنه أن يعقد الحلول التي يمكن التوصل إليها، وكذلك الأمر بالنسبة لقيادة قوات دجلة، والحل الحقيقي بسحب القوتين وتحل محلها  قوات من شرطة صلاح الدين، والفوج الذي تمت الموافقة عليه المشكل من أبناء القضاء فقط، و الفرقة الرابعة للجيش العراقي، قضاء طوزخورماتو هو من المناطق المتنازع عليها ويجب أن تكون إدارته بصورة مشتركة بين إدارتي إلاقليم والحكومة الاتحادية , و زيادة الخدمات الإجتماعية وتمتين العلاقات الأخوية بين القوميات والديانات والطوائف المختلفة فيه والتأكيد على العمل المشترك بين الوحدات الإدارية والعسكرية والأمنية المختلفة والموجودة حالياً في المدينة, العراق الجديد بحاجة الى جيل متحرر من عقدة الطائفية والقومية ونبذ كل مسبباتها والضرب بيد واحد لتلك القوى الظلامية التي تحاول تمزيق الصف الوطني , وتعزيز المشتركات الوطنية  .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/20



كتابة تعليق لموضوع : طوزخورماتو مثال للعراق المنكوب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net