كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

سَــــــــارَةْ .. قِصَّةٌ قَصِيرَةٌ

 سَارَةُ الْجَمِيلَةُ، شَعْرُهَا طَوِيلٌ    وَجْهُهَا حُلْمٌ جَمِيلٌ، مِنْ أَحْلاَمِ لَيَالِي قَصْرِ النِّيلِ، تَقْرَأُ فِي عَيْنَيْهَا آمَالَ الطَّمُوحِينَ الْقَاهِرِيِّينَ، وَمَوَاوِيلَ الْعَتَبَةِ، وَأَغَانِي بَابِ اللَّوْقِ، َوقَصَصِ الْعَبَاقِرَةِ، مِنَ أَهَالِي الْأَلْفِ مَسْكَنْ، وَقَصَائِدَ الشَّامِخِينَ، مِنْ أَهَالِي الْمُهَنْدِسِينَ، سَارَةُ تُحِبُّ الْخُضْرَةَ, تَعْشَقُ النِّيلَ، وَتُحِبُّ النُّزْهَةَ، وَاللَّهْوَ الْبَرِيءَ، وَاللَّعِبَ الْمُسَلِّيَ، عَلَى الْأُتُوبِيسَاتِ النَّهْرِيَّةِ, سَأَلَتْهَا صَدِيقَتُهَا نَجْوَى: لِمَاذَا تَهِيمِينَ فِي حُبِّ النِّيلِ؟! قَالَتْ سَارَةُ: وَلِم لاَ يَا نَجْوَى، وَمِصْرُ هِبَةُ النِّيلِ، وَهَبَهَا اللَّهُ الْحَيَاةَ، فَزَرَعَ أَبْنَاؤُهَا مُخْتَلَفَ الْمَحَاصِيلِ، مِنْ قَمْحٍ وَأُرْزٍ وَذُرَةٍ وَبَطَاطِسَ، وَثَوْمٍ وَبَصَلٍ، وَعَدْسٍ وَفُولٍ وَفَاصُولْيَا، وَقَصَبِ سُكَّرٍ وَبْنْجَرٍ وَعَبَّادِ الشَّمْسِ وَأَنَانَاسٍ وَتُفَّاحٍ وَبَلَحٍ، وَأَشْجَارٍ وَخُضْرَوَاتٍ.قَالَتْ نَجْوَى: كُلُّ هَذَا الْخَيْرِ بِسَبَبِ نَهْرِ النِّيلِ!قَالَتْ سَارَةُ: أَجَلْ يَا نَجْوَى ، هَلْ تَعْلَمِينَ أَنَّ هَذِهِ الْفَسَاتِينَ الْجَمِيلَةَ الَّتِي نَلْبَسُهَا فَرِحِينَ لاَهِينَ وَصَلَتْنَا مِنْ النِّيلِ الْعَظِيمِ.قَالَتْ نَجْوَى: كَيْفَ يَا سَارَةُ؟!قََالَتْ سَارَةُ: مَاءُ النِّيلِ الْعَذْبِ رَوَى فَدَادِينَ الْقُطْنِ، وَعَلَيْهِ قَامَتْ صِنَاعَاتُ الْغَزْلِ وَالنَّسِيجِ وَبُنِيَتِ الشَّرِكَاتُ الْعَالَمِيَّةُ الْعُظْمَى كَشَرِكَةِ مِصْرَ لِلْغَزْلِ وَالنَّسِيجِ بِالْمَحَلَّةِ الْكُبْرَى.

طباعة
2013/07/06
2,876
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!