صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

ضخم الحجم , طويل القامة , يكسوه الشعر الاسود , تخشاه كل الحيوانات , ويخافه الانسان , لقد سئم الوحدة , فأخذ يبحث عن اصدقاء , لم يجد , ولم يعثر على احد يقبل بصداقته , فقد كان مخيفا , مرعبا . 
ذات يوم , قرر ان يبني سورا مربعا كبيرا , وقرر ان يصطاد بعض البشر , فيضعهم فيه , كي يتسلى بالنظر اليهم , حالما اكتمل البناء , توجه نحو القرية , في الطريق , شاهد عجوزا تسير ببطء وتثاقل , وطفلين يجريان حولها , ازعجوها كثيرا , حتى وقعت نظاراتها , فلم تعد ترى شيئا , اقبل عليهم , هرب الطفلان حينما شاهداه , وتسمرت العجوز في مكانها , تصرخ فيهم : 
- نظاراتي ! ... لم اعد ارى شيئا ... 
لكن الطفلين لم يعيراها اي اهتمام , واطلقا ساقيهما للريح , اقترب منها الوحش , وامسكها بكفه الايمن , بالكاد ملأته , ثم ذهب ليضعها في ذلك السور , وعاد الى القرية , فشاهد ابا واما يصطحبان اطفالهما في نزهة , فاجئهم بطلته المرعبة , لم يفلحوا بالهرب , لكن الاب تقدم نحوه  , صارخا في زوجته : 
- خذي الاطفال واهربي ! . 
لملمت الام اطفالها وهامت بالهروب , لكنها شاهدت الوحش يقبض على زوجها , قبضة محكمة , ورفعه في عنان السماء , فأخذت بالصراخ : 
- زوجي العزيز ... ! . 
فرد عليها : 
- امحتونه ! ... زوجتي العزيزة ... اهتمي بالاطفال ... لا تتزوجي غيري ... ارجوك ... فأني لن اعود ! . 
جمع الوحش خلقا كثيرا من البشر في ذلك السور , واخذوا يصرخون يريدون طعاما , فجلب لهم الكثير من الحشائش , فقالوا له , نريد فاكهة , خضراوات ... الخ , فهرع الى القرى المجاورة , ودخل سوق الخضراوات , فزع الناس وهربوا , تركوا كل شيء , فتناول كل شيء , حمله وانطلق به الى اسراه ! . 
أكلوا وشربوا , ونالهم العجب من سذاجة هذا الوحش العملاق , الذي كان جالسا خارج السور , يتفرج عليهم ويبتسم , فكلم احدهم : 
- ما اسمك ؟ . 
- بني ادم ! . 
ضحك بقهقهة عالية , وسأل رجلا اخر : 
- ما اسمك ؟ . 
- بشر ! .
فضحك بصوت اعلى , كأنه فرح بكسبه للاصدقاء , فسأل ثالثا : 
- ما اسمك ؟ . 
- انسان ! . 
كانوا في اجوبتهم يستغفلونه , يتذاكون عليه , فضحك حتى سقط ارضا , فقالوا له : 
- لماذا تضحك ؟ ! . 
فأجاب : 
- البني ادم كالبشر ... وكذلك الانسان ! . 
ضحكوا بدورهم على سذاجته , فتقدم احدهم ليطلب منه : 
- ايها الوحش ... نريد لحما ! .
- لحم ... ما اللحم ... واين اجده ؟ . 
- اصطد لنا بعض الحيوانات ... واجلبها لنا لنأكلها . 
- حسنا ! . 
اسرع نحو الغابة , غاص فيها , واختفى بين اشجارها , غاب طويلا , الا انه عاد اخيرا محملا بأشياء اخفاها خلف ظهره , وكأنه اعد مفاجئة لأسراه , فقالوا له : 
- هل جلبت ما طلبناه ؟ . 
- نعم ... لقد جلبت لكم سبعة حيوانات ! . 
سحب يده اليسرى من خلف ظهره بهدوء , فأذا فيها سبعة ذئاب ,  لا تزال على قيد الحياة , اطلقها في وسطهم  ! . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/04



كتابة تعليق لموضوع : الوحش ! .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net