كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

آهات مزمنة

لم يعد فينا نفس ينزل فكل من صعد منها لا يعود ، وكل من غرًب لا نرى منه الا الآثار ، ونحن كذلك حيث نعد ضحايا ونجهزهم ونستقبل اخرين ، وأصبحت الايام طويلة علينا ، فقسمنا فواجعها صبحا مساء ، ومع ذلك نشفق على الايام من طول عناءنا وكثرة تلطخها بدمائنا ، وفي كل الحوادث والجرائم قاتلنا مجهول وبيننا يعيش ، يلتذ بدمائنا الطازجة وعاد من جديد ليلوك اكبادنا ، و(حامينا ) موتور قوسه ومستحكم سيفه ، ويعرف المجهول وعنده القاتل معلوم ، ولا يخبرنا بذلك خوفا على قلوبنا الخاشعة له ولهواه ، حيث يرينا ما يرى ونحن معه في ذلك وهو محق ، ولكل أمرءٍ  ما نوى .

تراودنا الكوابيس وليلنا داكن أسود ومستقبلنا حبيس ، فكل يوم يمر اسوء من امسه وكل غذ يأتي ليحسدنا على يومنا التعيس ، فمن قتلنا بالأمس ومن ظلمنا هذا اليوم كلاهما مظلوم ، ونحن غير انفسنا أي احد لا نلوم ، ذابحنا السابق أعدم مشنوقا ، وفي لحظة ما سيكون قاتلنا اليوم معدوم ، فهم من رسم خارطة الموت لنا ، وعليهم ان يكملوا التنفيذ ، ونحن بين الرسم والتنفيذ ننتظر الموت خاضعين ، ورقابنا مشرعة وأيدينا مسرعة تعمل من اجل الوصول الى اهداف قاتلينا ، كل اجهزة حمايتنا فسدت ، ولم يبقى الا جهاز واحد  ، فأرواحنا ستثور ، وتكشف المستور ، فليس من قتلنا عرعور ولا طير ولا زرزور وقد يكون حتما ديناصور او كلب خائن او مسعور .   

طباعة
2013/05/26
2,257
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!