صفحة الكاتب : قيس المولى

هكذا عندي الحسين !
قيس المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من المعروف والمألوف على مر العصور ان قضية الإمام الحسين قضية إنسانية المبدأ والمنهج قبل ان تكون إسلامية دينية متخندقة لشريحة معينة او لفئة او لحزب معين لأنه ملك الجميع ولا يحق لأحد ان يدعي به حكرا لان جميع ما نادا به وطالب به هو من أساسيات وثوابت العمل الإنساني السماوي الذي جاء به من قبل الله عز وجل وما على الجميع الا التنفيذ والالتزام لا أكثر فالجميع مؤتمن ومقيد بأخلاقيات الإمام الحسين والإطاعة لما جاء به ونهى عنه فإذا أراد الإنسان إي إنسان سواء كان إسلامي الهوية او مسيحي او يهودي او حتى شيوعي العقيدة والفكر عليه ان يلتزم بتعاليم الإمام الحسين كي يستحق تسميته (بالحسيني الأصيل ) لا ان تكون التسمية مفرغة من عنوانها الصادق الذي خطه بيده الإمام الحسين عليه السلام منذ اكثر من 1400 عام تاريخ طويل حافل فيه ما فيه من الشجاعة والشهامة والألم والاضطهاد والمرار الذي لحق به وبعياله ليصل ألينا بعد مر العصور وهو ملطخ بدماء المظلومين من الأبناء والعيال والأرامل والثكالى تاريخ عريق يشق جدران الجبروت والطاغوت من جيل الى جيل ومن زمن الى زمن ومن ظلم الى ظلم مهما اختلفت الأنظمة ومهما تفرقت الجماعات ومهما كان الإجرام فقد بقي الإمام الحسين منارا ومزارا للأحرار في كل العالم لأنه أراد الإصلاح في أمه جده أراد ان يثار ضد عروش الظالمين الطغاة أراد ان يكون نورا ينير به ظلام الجبارين لم تلهيه تجارة ولا بيع لم يشأ ان يكون تابعا ليزيد بل شاء الله ان يكون كما يريد بل اراد من العالم ان يكون منهجهم حافل بالعدالة والمساواة ملئ بالحكمة والإخلاص نقي القلب والسريرة, ولم يطلب من يزيد شئ فلا المال؟ ولا المنصب ولا الحكم كانت تعنيه مطلقا فكل هذه المغريات كانت مجابه له شريطة قبول الامام بها ورضخ ليزيد كرها او طوعا بل وأكثر لو تلون بثياب التملق والخنوع ولبس لباس الحيلة والمكر ولكن هيهات هيهات كل هذا السلطان والعظمة تسحق في ارض الطفوف لان طلبه الوحيد الإصلاح فحسب وأكيد الإصلاح الذاتي والنفسي للإنسان الذي خرج عن إنسانيته السمحاء والتي هي سر وجود التعامل النبيل والاخلاقي بين جميع المجتمعات وبمختلف الديانات لان اصلاح النفس الامارة بالسوء هي من اهم التعاليم الدينية والاساسية لخلود الانسان هكذا عرفنا الامام الحسين اراد ان يقضي على الانانيه التي قتلت الإنسانية اراد ان يقرب المسافات بين الحاكم والمحكوم اراد ان يجعل من الحاكم مسؤول على الناس امام الله اراد ان يهدم اركان الفساد بشتى أنواعه سواء كان الأخلاقي او المالي والذي انتشر في مختلف اجزاء هذا الانسان الحقير لم يكن الإمام عبرة الدموع بقدر ما كان عبرة في المثال الصادق والحقيقي لجوهر الإنسان لم يطلب من الحكام سوى الاتعاظ ومخافة الله واعطاء الناس حقوقهم المترتبه في ذمة بل وان اكثر مؤيديها فقط الفقراء والضعفاء من جميع القوميات والفئات فمن يا ترى اعداء هذا الاسطورة الدائمية؟؟ اكيد بلا شك هم الطغاة من الحكام والمسؤولين والمتشبثين بكرسي العرش الوهمي الذي في تصورهم سيدوم لهم ولا يعلمون بان صاحب الكرسي سيزول ولن يذكره التاريخ أبدا وان ذكره فسيكون ملعون كالعادة فاين يزيد من الحسين واين الحاكم من المحكوم ؟ واين الظالم من المظلوم؟ فلم يطلب الامام الحسين من الحاكم ان ينصب له موكب عزاء مبرج من الذهب والفضة وبحظور جميع الوزراء والمسؤولين المتخومين من عرق جبين سبايا كربلاء متعمدا ترك اطفال كربلاء جياع محرومين (ام ربما انطبقت المقولة علينا كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء ), ولم يطلب من المفسدين تعظيم شعائر الحسين وتبجيل عظمائهم والتمظهر بالبكاء الشجي عليهم ونسيان المبدأ الذي خرج منه وهو إصلاح النفس وأداء الامانه التي بذمته وان ما في جيبه هو حق للشعوب التي تنظر اليه بعين الرحمة , ولم يرغب الإمام ان ينصب نفسه ملكا على الناس او اله زمانه ويترك رعيته تسكن في العراء يتخذون من الأرصفة مناما لهم وهم لا يملكون رغيف الخبز جياع بائسين لا حول لهم ولا قوة ومستخدمين الصفائح المعدنية مسكنا لهم تتساقط عليهم الامطار من كل صوب ويرتجون من الله ان لا ينعم عليهم بالمطر كي لا تغرق بيوتهم الخيطية كأنها من نسيج العنكبوت ليضطروا في نهاية المطاف الى المبيت في الشوارع , ولم يطلب من المسؤولين ان ترفرف إعلام ألطف فوق سطوح منازلهم العالية والمسلطة على رقاب المساكين الذين يحدقون إليها وهم لا يمتلكون المأوى الآمن لهم, ولم يطلب الإمام الحسين ممن يدعي بالحسين ان يمشي زحفا الى كربلاء حافي القدمين وينادي لبيك داعي الله وقد سرق حق المعدمين الذين ينتظرون هذه الزيارة المرثونية ليشبعوا بطونهم بل وان كثير منهم يتمنون ان تكون كل أيامهم حسينية ليس لا حياء الذكرى فحسب!! بل ليدخروا من زاد عاشوراء لأيام قحطهم وعوزهم وهم مستائين متذمرين ينظرون الى يزيدهم كنظرة أيتام كربلاء انذاك ,ولم يطلب الحسين من المترفين ان يقطعوا قوت الناس لتنفق في سبيل الحسين أحياءا للذكرى السنوية , ولم يطلب من المسؤولين ان يعقدوا صفقات للأسلحة بمليارات الدولارات وتوزع عمولاتهم الحرام على المواكب الحسينية متجاهلين غضب الله عليهم , ولم يطلب الحسين من المتاجرين بمال الفقير ان يسرقوا الأراضي والبنايات والمؤسسات من بيت المال العام ويقيم مسجدا يمجد عظمة الإمام الحسين إمام مسمع ومرائ الناس’ ولم يطلب الحسين من الفضائيات ان تصور الحكام والمسؤولين والوزراء والمدراء الذين ملئت بطونهم من الحرام وان توثق زيف مشاعرهم وهم يتباكون افتراءا إمام الإعلام الكاذب مدعين انتمائهم وولائهم للإمام والإمام منهم براء لأنهم ينعمون بنعيم الدنيا متجاهلين جراحات الشعب الذي ينبض بالفقر ويزدحم باليتامى وقد ملئت الأرض بسبايا الحسين وهي تصرخ الا من مغيث يغيثنا الا من ناصر فينصرنا إلا من مسؤول يجيب داعية المساكين الا من برلماني يلوذ بالدفاع عن المضطهدين إلا من وزير يسعف عيال المهجرين إلا من وكيل يعيش معانات المعدمين الا من مدير يزور مناطق البائسين أجمعين وهم يستغيثون من حالهم المتردي والذي لم تغيره الأزمنة ولم تبدله الدهور فلم يكن الإمام بعيدا عن العوام ولم يتذمر من رعيته ولم يزل قريب معاناتهم ومساند بلائهم ومواسي لإحزانهم ,ولو لم يكن هكذا لما بقي ليومنا فكلنا بحاجه إليه وهو مستغني عن حاجتنا بل لا يريد منا شي ، غير إصلاح نفوسنا وإصلاح ذات البين فينا هذا في رأيي الحسين وهذا هو منهج الإمام وهذه فلسفته و هذا هو سر خلوده و سر نجاحه في هذه الملحمة التاريخية الازليه والتي لم تتغير ولن تتأثر أبدا مادام عنوانها الرحمة ومضمونها الوفاء (فالكل زائل لا محالة في الهباء .... إلا حسيني لم يزل في كبرياء) هكذا عندي الحسين فأين انتم من حسيني!!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/22



كتابة تعليق لموضوع : هكذا عندي الحسين !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net