شكرا للشعبين الشقيقين التونسي والمصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بدأت علامات الإحساس الإجباري بالشعوب العربية من قبل رؤساءهم تتوالى علينا على الرغم من إدراك الجميع بان تلك الإصلاحات التي يطرحها هذا الرئيس أو تلك الحكومة العربية إنما هي وقتية ونتيجة للخوف من وصول عواصف الغضب الجماهيري لبلدانهم واحتمال سقوط عروشهم التي هي في اغلب الدول العربية أصبحت أرثا أما بصورة صريحة كالمملكات والإمارات أو بصورة غير مباشرة كما يحصل في الجمهوريات العربية والتي يقوم حكامها بتغيير نصوص الدستور لبقائهم مدى الحياة ومن ثم إصدار قوانين أخرى لتسليم أبناءهم زمام الحكم ، وان جميع تلك الشعوب تعلم علم يقين بان هذه الإصلاحات أو الوعود بالإصلاحات ستنقض من قبل الحكام بمجرد سكون تلك العواصف وزوال الخطر الذي يهدد كراسيهم ، فأين كان اؤلائك الحكام من معاناة شعوبهم وهم يجثمون على صدورهم لعشرات السنين يقيدون حرياتهم ويسرقون ثرواتهم ويسومونهم سوء العذاب دون أن يحركوا ساكنا طبعا مع وجود التفاوت في ذلك من دولة عربية لأخرى .
أما ما يتعلق بالوضع في العراق فانه يختلف من وجوه ويتشابه من وجوه أخرى فالاختلاف الرئيسي مع تلك الأنظمة هو عمر الحكومة بكل قياداتها لفترة أربع سنوات والحمد لله على هذه النعمة العظيمة التي نتمنى أن تدوم علينا والتشابه الأهم مع الأنظمة العربية الحاكمة هو عدم إحساس اغلب قيادات السلطة بمعاناة الشعب وخصوصا الطبقات المسحوقة منهم ولم يتم الاستماع للمناشدات والمطالبات الكثيرة لتخفيض رواتب كبار مسؤولي الدولة لأنها من الرواتب الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وكذلك وجوب تحسين الوضع ألمعاشي لنسبة غير قليلة من أبناء الشعب العراقي والذين يعيشون ظروفا معيشية صعبة جدا وكثير منهم من ضحايا العمليات الإرهابية التي تشهدها البلاد ( أيتام ، أرامل ، معاقين ، مهجرين ) بالإضافة إلى من يعانون من عدم توفر فرص عمل لهم وان المبالغ المخصصة لدعم هذه الشرائح من قبل الدولة قليلة جدا لا تكفي لتوفير ابسط متطلبات العيش ولعدة أيام لا تتجاوز أصابع اليد فضلا عن شهرا كامل .
وبعد المظاهرات التي اجتاحت تونس ومصر كانت هناك عدة خطوات ايجابية بهذا الاتجاه كتخفيض رئيس الوزراء لراتبه ومطالبة برلمانيون بتخصيص جزء من ميزانية البلد لتوزيعها على أبناء الشعب واقرار.
ونتمنى أن تتبع تلك المبادرات بخطوات عملية لإصدار قوانين وتشريعات لتخفيض رواتب كبار مسؤولي الدولة وتخفيض المنافع الاجتماعية للرئاسات الثلاث وان تخصص لدعم الشرائح المسحوقة في العراق حصرا .
وأخيرا أقول شكرا للشعبين التونسي والمصري الشقيقين واعلموا بان قلوبنا ودعواتنا لكم لتحقيق هدفكم باسترداد حقوقكم المسلوبة .


المهندس صباح الجنابي
6 / 2 / 2011 م
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/06



كتابة تعليق لموضوع : شكرا للشعبين الشقيقين التونسي والمصري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net