صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

السيقان المفقودة!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الغزالة في الغابة تصبح فريسة سهلة لأي مفترس , عندما تصاب أحد أطرافها بأذى فلا تقوَ على الجري السريع.
والأسد يموت إذا أصيبت أحد أطرافه بأذى , فيفقد القدرة على مطاردة الفريسة وصيدها.
وبين الغزالة والأسد حالة مشتركة, وهي أن العَدوَ السريع أو الركض , هو الذي يقرر المصير.
وفي عالم التفاعلات السياسية المعاصرة , هناك مجتمعات ساكنة , وأخرى تحبو , وأخرى تستطيع الوقوف , ومجتمعات ذات سرعة فائقة في العَدو والصيد الثمين.
وتلك معادلة التفاعلات الأرضية منذ الأزل.
والعجيب في بعض المجتمعات  , أنها تحطّم جميع أطرافها , وتمضي بسلوك الإيذاء الذاتي , حتى تتحول إلى موجود عليل يرقد في مصحات العزل الحضاري , حيث تتحوط وتتوقى منها المجتمعات الأخرى , وتحسبها ذات وبائية عالية , فتفكر بمحاربتها والخلاص منها.
وهذه المجتمعات العليلة تتحول إلى مستنقعات , أو حفر آسنة متعفنة , نتنة الرائحة , وكل ما يأتي منها يزكم الأنوف. مما يدعو لردمها وتطهير الأرض من آفاتها وأمراضها , لأنها ما عادت إلا مصدرا للسوء والشرور.
وفي خضم هذه التفاعلات المحتدمة , قد تتحطم أطراف بعض الأسود , وقد تتعثر بخطواتها الغزلان , وقد تختلط أوراق الموجودات فتعيش أوقات جنون إفتراسي وتدميري , يبقى فيه الذي إستوعب قدرات الفتك الأعظم وامتلكها.
وكأن الحياة ذات مسلمات , وأن الموجودات تترتب فيها وفقا لدرجات قدراتها على وعي عصرها , وتفاعل ما فيها مع مفرداته , لإستثمارها من أجل إكتناز القوة والقدرة على التمنع على الآخرين والهيمنة على آخرين.
وتكون الحالات المتداعية في قعر العصر , كالحفرة التي يتم طمرها بالنفايات , وما يلاحظ في بعض المجتمعات أنها أصبحت كذلك , حيث يتم رمي نفايات المجتمعات الأخرى فيها , وتحميلها مسؤولية كل ما تأتي به الشرور , ذلك أنها قد إستسلمت للحياة في جحر الإنقراض , واستلطفت النفايات المتراكمة على رأسها , حتى أصبحت آليات تفكيرها , تتفق ومواصفات "المزبلة" , وهذا ما ينعكس في واقع أيامها , حيث تتحول مدنها وشوارعها إلى "مزابل" , لتعكس ما في رؤوس القائمين عليها.
وتلك تفاعلات حياة معاصرة , متصارعة , ومصير مجتمعات إرتضت الإنصفاد في مستنقعات بعضها , وأبت أن تسمح للماء الجاري أن يطهرها , ومن النور الساطع أن ينيرها , فأضاعت مصيرها , وتلذذت بمآسيها وويلاتها.
فهل ستدري ما تفعل , أم أنها في غيبوبة كرسي سقيم؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/17



كتابة تعليق لموضوع : السيقان المفقودة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net