إرتفعت نرجسيتنا وتعقدت أفعالنا ، وعدنا لا نفهم أغلب ما تصنعه أموالنا ، وأراحت ألبابنا بغايا الهوى ، ونشوة الشيطان الجميلة ، ووقعنا عند أدبارنا نريد بذلك نشر عطر أفكارنا بين الامم ، فتقاسمتنا رذائل جيف الشعوب ، لتضع بين أيدينا لذة عارمة ، نستسلم لها ثم نفيق ، ونكتشف شغفنا من جديد ، بإيذاء أسلافنا وإن كانوا موتى ، المهم أن نتبع الهوى ، فنحلل كل شيء حرام ونحرم كل شيء حلال ، وحتى دفن الموتى ، فضلا عن قبورهم ، وقد نسمح لأرواحهم بالحرق والزهق والذر في البحر ، حتى ترتاح ضمائر شيوخ البلاط المتورمة والمتألمة ، لأن الدين يصنعه من في جيوبنا المملوءة بمبادئ الدولار العظيمة ، فلو أنخفض سعره قل المتدينون ولو أرتفع ، رفعنا من شأن أمتنا وديننا .
مبادئنا تؤلمنا ، وثوابتنا تؤذينا ، وباتت جروحاً فينا ، فشفيناها وأفتينا بتبديل صحابة نبينا بأصحاب من القرن الواحد والعشرين ، ليعينوننا على أنفسنا ، وفي ربيعنا العربي ، بقصفهم مدننا ، وركلهم بقايا كبريائنا ، ومسخهم لنزعتنا القومية ، ونزعهم لما اختبأ من كرامتنا ، فكتابنا وسنتنا محفوظة على الرفوف ، ونحن وأعدائنا ببيت ربنا نطوف ، وكل البغاء نكاح ، والنكاح جهاد مستمر فلا عقد ولا مهر، وهو حلال الى اخر يوم في حياتنا الرأسمالية ، ومآذن الكيلاني تزعجنا ، وقباب ابي حنيفة النعمان تغشينا ، وما عدنا نطيق ديننا ، فلا لذة أروع من لذة الجهاد ، وجهادنا مناكحة بين الباطل والحق ... وسيوفنا مشرعة وعلى اعدائنا لن تبرَق .... وقسمتْ غير أرواح إخوتنا لا تزهَق ....

التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!