كلاكيت.. بارزاني ثالث مرة!!
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في الجيوبوليتك.. نجح الأكراد في خلق فضاء جديد جعل أطرافاً كثيرة خارجية وداخلية تغازلهم وتخطب ودّهم بمن فيها الحكومة الاتحادية التي مازالت ترسل الوفود الى أربيل وتستقبل وفوداً أربيلية أعضاؤها هم أعضاء في الحكومة الاتحادية بل فيهم نائب رئيس الوزراء الاتحادي وهي سابقة لم يسبقنا إليها أحد في فن الممكن أي السياسة..!
كل ذلك أكسب الأكراد قوة جعلتهم يشككون في الشراكة ويصفونها بغير الحقيقية ويهددون بالانفصال عبر استفتاء يلوحون بإجرائه لتحديد مستقبل كردستان في خطوة تبدو غاية في الديمقراطية.. لكنها ديمقراطية على الطريقة الكردية، وهي ذاتها التي يريد الرئيس بارزاني تطبيقها للاحتفاظ بكرسي الرئاسة لأربع سنوات أخرى.
المنظرون من أتباع بارزاني يروجون الى أن رئاسة كردستان موقع حيوي وحساس يتطلب ممن يشغله الخبرة بالمحيط المعقد لكردستان.. وأن يكون ناعماً كالحرير وصلباً كالحديد.. وهذه مواصفات لاتتوفر إلاّ في بارزاني الذي بلغ اليوم أوج عطائه الدبلوماسي وقمة وعيه السياسي على حد زعمهم برغم أنه لم يكمل الدراسة المتوسطة..!
هؤلاء يرون في عدم تجديد ولاية الرئيس بارزاني خطأ فادحاً وكارثة تـُلحق بكردستان آثاراً خطيرة باعتبار أن الأمر ليس شأناً حزبياً بقدر ما هو شأن كردستان، برغم أن ما يذهبون إليه يشكل قفزاً على دستور كردستان الذي حدد ولاية الرئيس بأربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة ليكون المجموع ثماني سنوات، في حين يشغل بارزاني منصب الرئيس منذ (22) عاماً..!
المعتدلون في كردستان يتحدثون عن إمكانية حل أزمة الرئاسة وإمكانية ترشح بارزاني لولاية ثالثة عبر القضاء أو التوافق السياسي في إشارة الى الخلاف بين المعارضة والسلطة بهذا الشأن، لكنهم يذكّرون بالاتفاقية الاستراتيجية بين الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني التي تقضي بتوزيع الرئاسات بينهما فرئاسة الجمهورية للاتحاد الوطني ورئاسة كردستان للديمقراطي الكردستاني ويؤكدون عدم وجود منافس لبارزاني من حزبه الذي يتزعمه منذ عام (1979) عقب وفاة والده الملا مصطفى.
حركة التغيير المعارضة ترى أن بارزاني استنفد مدته القانونية لرئاسة كردستان بعد أن انتخبه المجلس الوطني الكردستاني العراقي في (2005) ، وأعيد انتخابه في انتخابات مباشرة عام (2009) لذا فإنه لا يحق له الترشح للرئاسة مرة ثالثة، في حين وجد وعاظ السلاطين في كردستان مخرجاً شرعياً للأزمة حين ذهبوا الى عدم اعتماد مدة الرئاسة الأولى بذريعة أن الانتخاب لم يُجرَ من قبل الشعب كما ينص الدستور..!
إذاً.. الأكراد يحاولون التشبث بأي شيء يمكّنهم من إعادة إنتاج فلم رئاسة كردستان من بطولة بارزاني، متناسين أنهم استقتلوا في مجلس النواب قبل ثلاثة أشهر من أجل تمرير مشروع قانون تحديد مدة ولاية المالكي.. أقصد ولاية الرئاسات الثلاث..!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat