صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

البورصة المالية لانتخابات مجالس المحافظات
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 
بدأ العد التنازلي لانتخابات مجالس المحافظات , في تدشين السباق المحموم , والتنافس الشرس بين القوائم والكتل المشاركة , في سبيل الحصول على اكبر حصة من المقاعد , لذا تستعر الحملةالانتخابية بحمى سوق المزايدات والمضاربات العلنية , من اجل شراء الاصوات او شراء الذمم , بمختلف الطرق والسبل اللاشرعية, ومنافية تماما لقانون الانتخابات وتعليمات وتوصيات المفوضية العليا للانتخابات , وتصيب العملية الديموقراطية في الصميم . وتشوه معانيها الديموقراطية , لكن ما تشهده الساحة السياسية يخرج عن دور المعقول والمقبول , ان الصراع المحموم بين القوائم , يفسر القلق الكبير والهواجس القوائم الكبيرة , خشية ان تخرج النتائج عن سيطرتها , او خوفا من تجرع مرارة الخسائر الفادحة , نتيجة الفشل والتقصير والعجز في ادارة شؤون مجالس المحافظات السابقة , التي غلفها الفساد المالي والاداري , والاهمال في تقديم الخدمات البلدية الضرورية , وهذا ما يفسر اختفاء مظاهر المنافسة الحرة والعادلة والنزيهة والشريفة , فقد بدأ الصرف المالي وقطار الهدايا والمنح والعطايا , لضمان الفوز المؤكد, حسب نظرية من يدفع اكثر يحصل على اكثر المقاعد , لذا يتم شراء اصوات الناخبين عبر مصدر الفساد المالي والسحت الحرام , وان التنافس الانتخابي دخل طور البورصة المالية , وان مضامين العملية الديموقراطية خرجت من باب الشرعية القانونية واتجهت الى دهاليز الغش والتزيف والدجل والخداع  , رغم البيانات الرسمية وتأكيد قادة القوائم بالتمسك بالقانون الانتخابي وشفافية الممارسة , وان هذه الادعاءات ماهي إلا بالونات اعلامية , ليس لها صلة بالواقع الفعلي على الساحة السياسية , وان العملية برمتها دخلت في دور الضحك على الذقون , اذا لم تثبت المفوضية العليا فعاليتها ووجودها والحد من هذه الظواهر السلبية , بفضح مروجيها والقوائم التي تخرق وتتجاوز على القانون الانتخابي , وعلى مسار العملية الديموقراطية , والتلاعب بارادة الناخبين  وتشويه النتائج , عبر المال والمنح والهدايا , الذي يعتبر سيد الموقف ويلعب دور فعال في ضرب نزاهة وشفافية وسلامة الانتخابات بشكلها الديموقراطي , ان المناخ السياسي الذي يسوده التخبط والفوضى والبلبلة وغياب الرؤية السليمة , تساعد في تعكير نزاهة المنافسة الحرة والعادلة , وكذلك انحصار نشاط الكتل ينصب على الاستحواذ على السلطة والمال والنفوذ , وان هذه التجاوزات والافعال غير المسؤولة , ستترك آثار سلبية في مصداقية الحملات الانتخابية , وتنعدم  الثقة بين المواطن والقوائم المشاركة , حيث  يكون الفوز في الانتخابات اذا استمر هذا الوضع المشين والمعيب والمخجل حتى موعد الانتخابات بضياع المقاييس والمعاييرللفوز الشريف والعادل على قاعدة من يستحق الفوز بجدارة عمله واخلاصه ووضوح برنامجه الانتخابي , او ما يتطلبه الواقع المرير , بتحسين صورة الخدمات البلدية , وتغيير صورة المدن التي شهدت الاهمال والنسيان ,التعهد بالقيام بالاصلاحات الفعالة , ومجابهة تحديات بالعمل المسؤول والحريص , فبدلا من ان تكون هذه الممارسة الديموقراطية , منطلقا لبناء الاسس الديموقراطية, في دعم الانتخابات بالتنافس الحر والعادل والنزيه , ضمن ضوابط قانونية تمنع الاختراق والتجاوز , وتبعد التزوير والخداع والغش بالناخبين عبر الدفع المالي لشراء اصوات , او التقييد اجهزة الدولة المعنية بالحياد التام , وعدم التدخل لمصلحة اي طرف على حساب طرف اخر , اواستخدام مراكز النفوذ لاحد الاطراف , او ممارسة الضغوط على انتخاب قوائم محددة دون غيرها ,نشاهد تشويه صارخ للعملية الانتخابية , في استخدام عامل المال والتركيز عليه بشكل محموم , وهذا مايفسر حالة الجزع واليأس والتذمر من الوعود المعسولة , التي سرعان ما تهمل ساعة اغلاق صناديق الاقتراع , التي اصبحت مهزلة ومسخرة وحالة التندر والتهكم والاستهزاء, لذا يبقى الجانب المالي واستغلال حالة العوائل الفقيرة , التي تعيش حالة العوز والفقر والحرمان , لذا بدأت افتتاح البورصة المالية لشراء الصوت الواحد بقيمة ( 25 ) الف دينار , وصل الآن الى ( 50 ) الف دينار وفي تصاعد مستمر حتى اخر يوم من موعد الانتخابات , اضافة الى الهدايا والعطايا المختلفة . لكن الطامة الكبرى ستقع على القوائم الصغيرة , او التي ليس لديها القدرة المالية للدفع , او مجابهة القوائم والكتل الكبيرة , التي تملك قدرات مالية هائلة , للصرف في تبذير مسرف , ان هذه الانتخابات ستشكل طريق حاسم لاختبار وعي ونضج الشعب السياسي , ومدى استهجانه لهذه الممارسات الخاطئة والمضرة , والتي سيكون ضحيتها المواطن والوطن ,,ان الشعب امام اختبار صعب ويجب ان يثبت بانه نصير النزاهة والصدق والمسؤولية , في اختيار الاصلح , وليس الذي يشتري الاصوات والذمم بالمال الوفير 
 جمعة عبدالله

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/12


  أحدث مشاركات الكاتب :

    •  معاناة سيزيف في كتاب ( قضية تقاعد / متوالية سردية ) للكاتب فيصل عبدالحسن  (قضية راي عام )

    • ومضات على كتاب ( رائد الأدب المهجري المعاصر / دراسة الشاعر المغترب قصي الشيخ عسكر ) للباحثة هدى صحناوي  (قراءة في كتاب )

    • أحداث عاصفة في يوميات انتفاضة عام 1991 في رواية ( ربيع التنومة ) للأديب قصي الشيخ عسكر  (قراءة في كتاب )

    • معارضات يوسفية في الديوان الشعري ( يوسفيات ) للأديب واثق الجلبي  (قراءة في كتاب )

    • كومونة انتفاضة تشرين في الرواية القصيرة ( البركان ) للاديب حميد الحريزي  (قراءة في كتاب )



كتابة تعليق لموضوع : البورصة المالية لانتخابات مجالس المحافظات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net