بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ{123}
نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة موارد :
1- ( قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ ) : يرى فرعون لنفسه السلطة العليا في البلاد , ولا يجوز لاحد من اهل مملكته ان يتصرف في شيء من دون اذنه , فخاطب السحرة بعد ان شاهدوا علامات الربوبية التي جرت على يد موسى (ع) وخروا ساجدين , غير مبالين به , وقبل ان يسمعوا كلمته وجوابه لموسى (ع) .
2- ( إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا ) : النص المبارك تضمن اتهام فرعون للسحرة ( وموسى "ع") , بأنهم قد دبروا هذه المؤامرة , والهدف منها ( لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا ) .
3- ( فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ) : تضمن النص المبارك تهديد فرعون للسحرة , وما سيحل بهم من العذاب والتنكيل .
لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ{124}
تروي الاية الكريمة تهديد فرعون للسحرة بالعذاب الذي سيلحق بهم , وكان على نحويين :
1- ( لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ) : أي قطع اليد اليمنى مع الرجل اليسرى , اوالعكس بالعكس .
2- ( لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ) : ان يعلقوا على جذوع النخيل وما شابه , وفي ذلك يتحقق امرين :
أ) التنكيل بالسحرة .
ب) ارهابا للناس , ليبتعدوا عن موسى (ع) وما يدعو اليه .
قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ{125}
تروي الاية الكريمة جواب السحرة لفرعون , كلمة موجزة فيها الكثير من المواعظ والعبر ! .
وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ{126}
تروي الاية الكريمة استمرار جواب السحرة لفرعون , وفيها موقفين للتأمل :
1- كلام السحرة لفرعون ( وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا ) : ( وَمَا تَنقِمُ مِنَّا ) = لم تأخذ علينا شيئا او ما تكره وتعتب ( مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي ) .
2- التوجه لله رب العالمين : وكان في محورين :
أ) ( رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً ) : سألوا الله تعالى ان يفيض عليهم الصبر عند حلول العقاب والعذاب من فرعون عليهم .
ب) ( وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ) : وايضا سألوا الله تعالى ان يثبتهم على الايمان .
نلاحظ ان السحرة طلبوا من الله تعالى ان تدركهم فيوضات الصبر اولا , ثم الاحتفاظ بالايمان , وذلك مصداق الحديث الشريف ( الصبر من الايمان , بمنزلة الرأس من الجسد ) ! .
وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ{127}
تروي الاية الكريمة , ان وجهاء وكبراء القوم سألوا فرعون على نحو التعجب والاستنكار ( أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ) , فكان جواب فرعون حازما , وتضمن ثلاثة نقاط :
1- ( سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ ) : قتل الذكور من الاولاد .
2- ( وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ ) : الاستبقاء على النساء لغرض الخدمة , وفي ذلك اذلالا كبيرا لهم .
3- ( وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ) : بالسلطة والملك .
قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ{128}
تروي الاية الكريمة كلام موسى (ع) لقومه , وفيها اربعة موارد للتأمل والتوقف :
1- ( اسْتَعِينُوا بِاللّهِ ) : الاستعانة بالله تعالى اولا وقبل كل شيء .
2- ( وَاصْبِرُواْ ) : يأتي الصبر ثانيا .
3- ( إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) : الله عز وجل المالك المطلق .
4- ( وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) : العاقبة الحسنة ( المحمودة ) , لمن اطاع الله تعالى واجتنب نواهيه .
قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ{129}
تروي الاية الكريمة حوارا بين القوم وموسى (ع) :
1- القوم : ( قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ) , كان بني اسرائيل يتعرضون لشتى انواع العذاب والتنكيل على يد فرعون واهل مصر قبل موسى (ع) , فأزداد العذاب والتنكيل بهم بعد مجيئه (ع) .
2- موسى (ع) : ( قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) , وفيه ثلاثة محاور :
أ) ( قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ ) : لعل الله تعالى يهلك فرعون وقومه , قد يتضمن هذا النص المبارك اخبارا بقرب هلاك فرعون وجنوده .
ب) ( وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ ) : ويستخلفكم في ارضهم , قد يخبر النص المبارك عن استخلاف بني اسرائيل في الارض .
ت) ( فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) : يرى ان كنتم ستشكرون , وتؤدون حق النعمة , ام انكم سوف تكفرون ( تجحدون ) بها , وهذا النص المبارك يترك المجال مفتوحا للتنبأ بما سيكون من شأن بني اسرائيل ! .
وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ{130}
تروي الاية الكريمة ان الله تعالى ابتلى قوم فرعون بأمرين :
1- ( بِالسِّنِينَ ) القحط والجدب .
2- ( وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ ) : نقص الثمار والغلات ( قلة عطاء خيرات الارض ) .
تذكر الاية الكريمة سبب هذا البلاء ( لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) , يتعظون فيؤمنوا , ويفزعوا لله تعالى بالتوبة ! .
فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ{131}
تتكلم الاية الكريمة عن قوم فرعون ( مصر ) انهم اذا حلّ عليهم الخصب والغنى ( قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ ) نستحقه بما بذلنا من جهود لتحصيله , وتركوا شكره تعالى , اما اذا حلّ بهم القحط والجذب ( البلاء ) ( وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ ) اعلنوا تشاؤمهم من موسى (ع) ومن معه من المؤمنين , وأوعزوا سبب البلاء الى وجودهم , فيرد النص المبارك ( أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ ) ان ما يصيبهم من القحط والجدب بقضاء الله تعالى وقدره , والسبب كفرهم وتعنتهم وتشاؤمهم , ( وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) , ان ما يصيبهم من عنده عز وجل , وسبب عدم معرفتهم بذلك , انغماسهم في الجهل والضلال !
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ{123}
نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة موارد :
1- ( قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ ) : يرى فرعون لنفسه السلطة العليا في البلاد , ولا يجوز لاحد من اهل مملكته ان يتصرف في شيء من دون اذنه , فخاطب السحرة بعد ان شاهدوا علامات الربوبية التي جرت على يد موسى (ع) وخروا ساجدين , غير مبالين به , وقبل ان يسمعوا كلمته وجوابه لموسى (ع) .
2- ( إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا ) : النص المبارك تضمن اتهام فرعون للسحرة ( وموسى "ع") , بأنهم قد دبروا هذه المؤامرة , والهدف منها ( لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا ) .
3- ( فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ) : تضمن النص المبارك تهديد فرعون للسحرة , وما سيحل بهم من العذاب والتنكيل .
لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ{124}
تروي الاية الكريمة تهديد فرعون للسحرة بالعذاب الذي سيلحق بهم , وكان على نحويين :
1- ( لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ) : أي قطع اليد اليمنى مع الرجل اليسرى , اوالعكس بالعكس .
2- ( لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ) : ان يعلقوا على جذوع النخيل وما شابه , وفي ذلك يتحقق امرين :
أ) التنكيل بالسحرة .
ب) ارهابا للناس , ليبتعدوا عن موسى (ع) وما يدعو اليه .
قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ{125}
تروي الاية الكريمة جواب السحرة لفرعون , كلمة موجزة فيها الكثير من المواعظ والعبر ! .
وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ{126}
تروي الاية الكريمة استمرار جواب السحرة لفرعون , وفيها موقفين للتأمل :
1- كلام السحرة لفرعون ( وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا ) : ( وَمَا تَنقِمُ مِنَّا ) = لم تأخذ علينا شيئا او ما تكره وتعتب ( مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي ) .
2- التوجه لله رب العالمين : وكان في محورين :
أ) ( رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً ) : سألوا الله تعالى ان يفيض عليهم الصبر عند حلول العقاب والعذاب من فرعون عليهم .
ب) ( وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ) : وايضا سألوا الله تعالى ان يثبتهم على الايمان .
نلاحظ ان السحرة طلبوا من الله تعالى ان تدركهم فيوضات الصبر اولا , ثم الاحتفاظ بالايمان , وذلك مصداق الحديث الشريف ( الصبر من الايمان , بمنزلة الرأس من الجسد ) ! .
وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ{127}
تروي الاية الكريمة , ان وجهاء وكبراء القوم سألوا فرعون على نحو التعجب والاستنكار ( أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ) , فكان جواب فرعون حازما , وتضمن ثلاثة نقاط :
1- ( سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ ) : قتل الذكور من الاولاد .
2- ( وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ ) : الاستبقاء على النساء لغرض الخدمة , وفي ذلك اذلالا كبيرا لهم .
3- ( وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ) : بالسلطة والملك .
قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ{128}
تروي الاية الكريمة كلام موسى (ع) لقومه , وفيها اربعة موارد للتأمل والتوقف :
1- ( اسْتَعِينُوا بِاللّهِ ) : الاستعانة بالله تعالى اولا وقبل كل شيء .
2- ( وَاصْبِرُواْ ) : يأتي الصبر ثانيا .
3- ( إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) : الله عز وجل المالك المطلق .
4- ( وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) : العاقبة الحسنة ( المحمودة ) , لمن اطاع الله تعالى واجتنب نواهيه .
قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ{129}
تروي الاية الكريمة حوارا بين القوم وموسى (ع) :
1- القوم : ( قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ) , كان بني اسرائيل يتعرضون لشتى انواع العذاب والتنكيل على يد فرعون واهل مصر قبل موسى (ع) , فأزداد العذاب والتنكيل بهم بعد مجيئه (ع) .
2- موسى (ع) : ( قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) , وفيه ثلاثة محاور :
أ) ( قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ ) : لعل الله تعالى يهلك فرعون وقومه , قد يتضمن هذا النص المبارك اخبارا بقرب هلاك فرعون وجنوده .
ب) ( وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ ) : ويستخلفكم في ارضهم , قد يخبر النص المبارك عن استخلاف بني اسرائيل في الارض .
ت) ( فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) : يرى ان كنتم ستشكرون , وتؤدون حق النعمة , ام انكم سوف تكفرون ( تجحدون ) بها , وهذا النص المبارك يترك المجال مفتوحا للتنبأ بما سيكون من شأن بني اسرائيل ! .
وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ{130}
تروي الاية الكريمة ان الله تعالى ابتلى قوم فرعون بأمرين :
1- ( بِالسِّنِينَ ) القحط والجدب .
2- ( وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ ) : نقص الثمار والغلات ( قلة عطاء خيرات الارض ) .
تذكر الاية الكريمة سبب هذا البلاء ( لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) , يتعظون فيؤمنوا , ويفزعوا لله تعالى بالتوبة ! .
فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ{131}
تتكلم الاية الكريمة عن قوم فرعون ( مصر ) انهم اذا حلّ عليهم الخصب والغنى ( قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ ) نستحقه بما بذلنا من جهود لتحصيله , وتركوا شكره تعالى , اما اذا حلّ بهم القحط والجذب ( البلاء ) ( وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ ) اعلنوا تشاؤمهم من موسى (ع) ومن معه من المؤمنين , وأوعزوا سبب البلاء الى وجودهم , فيرد النص المبارك ( أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ ) ان ما يصيبهم من القحط والجدب بقضاء الله تعالى وقدره , والسبب كفرهم وتعنتهم وتشاؤمهم , ( وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) , ان ما يصيبهم من عنده عز وجل , وسبب عدم معرفتهم بذلك , انغماسهم في الجهل والضلال !
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat