اي نظرة موضوعية للواقع العربي بعد انتصار ثورات ما اطلق عليها بالربيع العربي لم يأت بشي جديد ابدا بل ربما جاء بالأسوأ
نعم تخلصت من انظمة فردية دكتاتورية مستبدة لكنها وقعت بين انياب مجموعات متخلفة جاهلة الويل لمن يعترض او حتى مجرد ان يقول اف بل عليه ان يصبر ويخضع ويطيع والا فانه مخالفا للشرع وكافرا ويجب قتله
الغريب الذي يجب ان نفهمه ان العرب لم ولن يتغيروا في قيمهم وعاداتهم وجهلهم منذ الاف السنين وهم على وتيرة واحدة رغم كل الهزات والتغيرات التي حدثت في العالم الا انهم استمروا على ذلك القالب وتلك القيود والاغلال والقيم والعادات
المشكلة ان المجتمع العربي غير قابل للتغيير والتطور حتى لما جاء الاسلام فالانسان العربي لم يرتق ويرتفع الى مستوى الاسلام بل المصيبة انه انزل الاسلام الى مستواه ولولا دخول الاقوام الاخرى وخاصة الفرس للاسلام لانتهى وتلاشى الاسلام والعرب ولم نعد نسمع بالاسلام ولا بالعرب
فهؤلاء الفرس ارتفعوا الى مستوى الاسلام وخلقوا حركات فكرية وفلسفية لكنهم واجهوا هجمات عنيفة من قبل الفكر الاعرابي البدوي المتخلف كفروا العقل واهله وحملوا حملة شعواء على العقل ومن يستخدم العقل على النور والمعرفة واهل النور والمعرفة على الحياة والانسان وكل من يدعوا الى حياة حرة وانسان كريم سعيد
وللاسف انتصرت قوى الظلام والجهل واللا عقل على قوى النور والعلم والعقل
حتى لو تنظر الى التغيرات التي حدثت في الجزيرة بعد الاسلام لم يغير اي شي سوى انها غيرت سيطرت سادت قريش بعد ان كانت محصورة في مكة اصبحت على مناطق مختلفة في الجزيرة وخارج الجزيرة
الايدي التي كانت تضرب المسلمين قبل الاسلام هي نفسها تضربهم باسم الاسلام سادتكم في الجاهلية سادتكم بالاسلام هذا هو الشعار الذي رفعته الفئة الباغية وبهذا الشعار سيطرت وفرضت نفسها قادة وسادت
اباذر ينفى وبلال ينفى وعمار يقتل وسعد بن عبادة يقتل والانصار يبعدون ويحتقرون ثم يبادون ابادة كاملة في واقعة المدينة حيث يذبح شبابهم وتغتصب نسائهم وتنهب اموالهم وما تبقى تفرض عليهم العبودية والرق
ويصبح القادة معاوية بن ابي سفيان ويزيد ابن ابي سفيان وعكرمة ابن ابي جهل ومروان بن الحكم وعمروا بن العاص وخالد بن الوليد وغيرهم من قتلة المسلمين
ونعود الى الربيع العربي الحقيقة ان ثورة الشعوب العربية وهي تتحدى الارهاب والاستبداد للحكام العرب كان مفاجئة غير متوقعة وكان اسطورة تفوق الخيال فهذه الحالة غريبة على الانسان العربي المعروف بالانتهازية والتملق والخضوع للذل في كل مراحل تاريخه
وقلنا ربما الانسان العربي كسر قيوده وانطلق حرا متأثرا بالشعوب الحرة وخاصة الشعب الايراني الذي حطم قيود حكم الشاه وانطلق في بناء ايران وسعادة الانسان الايراني فكان قدوة وقوة دفعت شعوب المنطقة العربية الى الانتفاضة ضد الحكام المستبدين
لكن العقل الجديد الذي انطلق والروح العزيزة التي انطلقت واجهة حملة ظلامية وهابية خرجت من جحور وبؤر الظلام والوحشية فهذه القوى كانت مؤيدة ومدافعة عن الجمود والظلام وتعتبره امر مقدر ومقسوم الويل لمن يعمل على تغييره او يرفضه او يعارضه او ينتقده فانه كافر يجب قتله
لكن الجماهير الشعبية لم تركن الى مثل هذه الخزعبلات بل صممت على التحدي ومواصلة النضال والكفاح بدون سلاح كلها كانت تصرخ ياسيوف خذيني هنا شعرت القوى الارهابية الوهابية الظلامية بالخطر وادركت ان نهايتها ومن ورائها العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها ال سعود ال ثاني ال خليفة اقتربت
ففجأة تحولت هذه القوى الظلامية ومن ورائها في مقدمة المؤيدين الى انتفاضة الشعوب وبما تملك من وسائل تضليل وغدر وخيانة ومال وضغط استطاعت ان تخرق صفوف الجماهير الثائرة وتحقق لها مكانة كبيرة في قيادة الربيع من اجل حرف الجماهير وخلق المشاكل والعثرات امام مسيرة الجماهير ومنعها من تحقيق احلامها وتطلعاتها وما يحدث في مصر في تونس في ليبيا في اليمن من فوضى وعنف ونزعات وطائفية الا نتيجة لتدخل هذه القوى الظلامية بدعم ومساندة من قبل العوائل المحتلة للخليج والجزيرة
احد عبيد ال سعود يتحدث عن الديمقراطية مدعيا ان العرب لا تصلح لهم الديمقراطية فلا يكسب الانسان من الديمقراطية الا الفوضى ويأتي بأمثلة مثل لبنان العراق ايران السودان كأنه يقول ان انظمة العوائل في الخليج والجزيرة هي الانظمة الصحيحة التي على الشعوب العربية الاخذ بها وعلى كل شعب ان يطلب امير من امراء هذه العوائل الفاسدة ويعينه رئيسا وحاكما له
لا يدري هذا العبد العبد الحقير واعتقد انه يدري ويعلم علم اليقين بان تدخل اسياده في العراق وفي ايران وفي لبنان هو السبب الاول في كل ما يحدث في هذه البلدان من فساد وعنف وفوضى
رغم كل ذاك ارى ان هناك صراع قويا بين قوى الحرية والنور وبين قوى العبودية والظلام بشكل واضح ومكشوف وهذا الصراع وبهذا الشكل الواضح لاول مرة يحدث في تاريخ العرب يعني انها بداية لمرحلة جديدة يعني هناك قواعد وجماهير للحرية والنور قادرة على المواجهة والتحدي وان قوى الحرية والنور بدات تنال تأييد ومساندة جماهيرية وشعبية عربية وعالمية
هل هذه المرحلة بداية لمرحلة التغيير والتجديد في مسيرة وعقل الانسان العربي بشرط الحذر من قوى الظلام ومنعهم من اختراق قوى النور منع الفئة الباغيىة ال سفيان وال سعود
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat