صفحة الكاتب : محمد المبارك

أولادك الذين من جيبك !!
محمد المبارك

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 

 

 

من أكمل أسباب الرقي على مستوى الأشخاص والمجتمعات في كل العصور ماضيها وحاضرها ، قوتها والتي تكمن في عدة نواحي ومن أهمها الناحية الثقافية ، والثقافة في نفسها اليوم أصبحت لها جهات ومصادر كثيرة تأخذ منها إلا أن هناك جهة مشتركة بين الماضي والحاضر تبقى ناهضة وبارزة بين كل المصادر الحديثة والقديمة إلا وهي الكتاب .

فللكتاب مكانته وقيمته التي لايمكن لأي مصدر آخر أن ينازعه عليها ، لأنه المصدر الأول وشوائبه أقل من غيره أن صح التعبير.

لذلك نرى أن معظم الأماكن لا تخلو من الكتاب سواء في الجامعة أو المدرسة أو العمل ، والأهم من ذلك كله المنزل لأن الكتاب سيصاحبك فيه المدة الأطول ، فمن المفترض أن لا يكون فارغا ( إي المنزل )على أقل تقدير من مكتبة متوسطة الحجم تستطيع خدمة من بداخله وتمدهم بالمعرفة والمعلومات والإطلاع على العلوم وكل ما هو جديد أو ما بحاجته صاحب المنزل من البحوث والتحضيرات الأدبية والعلمية وغيرها.

وعلينا أن لا نبخل في الإنفاق على المكتبة المنزلية وتكوينها فكما أنفق بسخاء على بقية حاجات المنزل أنفق على المكتبة ، وينبغي أن نتذكر جيدا مقولة الكاتب والخطيب الروماني (( ماركوس شيشرون )) حيث قال ( بيت من غير كتب كجسد من غير روح).

وكما قلنا آنفا ينبغي أن أكون من مشجعي الكتاب وقراءته بل من أصدقائه في كل مكان وليس فقط في داخل المنزل أو المكتب أو المدرسة .. الخ ، وأجاد ((أبو الطيب المتنبي)) حين قال ( وخير جليس في الأنام كتاب ).

ومن هذا المنطلق يجب الحرص على الكتاب وعدم التفريط فيه والمحافظة عليه وعدم إهماله فيما لو توفرت أسباب لفقدانه أو تلفه لا سامح الله .

فمن ذلك مثلا التنقل من بلد إلى بلد ومن محافظة إلى محافظة أو من منزل إلى آخر أو حتى إعارته في بعض الأحيان ، ففي التنقل ضياع وفقدان للكثير من الكتب بل أحيانا مكتبات بكاملها تضيع هدرا، فقد تحدث لنا أحد أساتذتنا أيام الدراسة بالجامعة فقال أنه درّس بدولة الكويت وتدرك مكتبة له هناك وكذا حدث معه في مصر وليبيا وفي المملكة عندنا في محافظات عديدة ، وكذا الحال مع اثنين من الأصدقاء الذين يقرأون ويملكون مكتبات جيدة كثرت تنقلاتهم أضاعت عليهم كتبا ليست باليسيرة.

أما السبب الثالث وهو الإعارة فحدث ولا حرج فقد عانينا الكثير منه وبسببه ، فمن المفترض تبديل الإعارة بأن نعمل كما كان يعمل الأوائل بأن يجعلوا المحتاج للكتاب يدخل المكتبة ويأخذ من الكتاب ما يريد أو ينقل منه ما يشاء ثم يرحل من المكتبة من غير أن يخرج الكتاب منها، لأن خروجه بالكتاب قد يؤدي إلى عدم رجوعه إلى المكتبة أو ضياعه أو تلفه وهذا يعني خسارته الذي هو في الواقع ولدك لكنه من جيبك لا من صلبك فالكتاب هو ولدك المخلد كما يعبر عن ذلك ، (( ابن الجوزي )) في قوله ( أن الكتاب ولد العالم المخلد ) فنذكر من جديد بوجوب العناية بالكتاب لأنه من أغلى ما نملك حقا لأنه ليس عندنا أثمن من ولدنا المخلد.

 

 

 

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد المبارك
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/15



كتابة تعليق لموضوع : أولادك الذين من جيبك !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net