غابة بدون سباع مرتع للثعالب والضباع
لؤي محفوظ
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تحدث الكثير وكتِب . عن بطولة خليج 21 في البحرين وقد أثريت أحداثها عبر وسائل الإعلام والصحف والإذاعات وأسهب الرياضيين والمثقفين والسياسيين والمتابعين لها في تحليل مبارياتها وتقيمها وكل حسب خلفيته الرياضية والثقافية وانتماءه السياسي و العرقي والمذهبي ..
ولكني اليوم سأتحدث عن ما رأيته وأحسسته أثناء تجوالي في شوارع مدينتي كربلاء وأزقتها أثناء المباراة فكانت ومن النادر أن تكون هكذا فارغة قد خلت من الناس والمارة والمتسوقين يفوح منها عطر الانتماء لهذا البلد فقد كانت هناك تجمعات حول شاشات التلفاز هنا وهناك الموجودة في المحلات والأسواق ومن لم يجد فرصة لمشاهدة المباراة فقد حرص أن يسمع تعليقها عبر الإذاعات التي تنقل أحداثها يملؤها الحماس والأمل بانتظار الفوز الذي لم يتحقق وكانت الناس مشدودة لحدث المباراة وقد ابتعدت عن همومها وتطلعاتها وأعمالها وأرزاقها ومشاكلها وحتى عن واجباتها وتوقف الحديث واللغو بين الناس إلا من صيحات تشجيعية للمنتخب لعله يحقق لهم ولنا فرحة قد غابت عن أجوائنا مدة طويلة من الزمن ...
ولم أرى مدينتي بهذا الشكل من قبل فحركة السيارات تقريبا كانت معدومة إلا من عجلة وأخرى تمر بين ألفين والأخر وكنت أتجول وكأني في أجواء الفجر والذي يستعد الناس فيه لصخب النهار وبان شعاعه فجأة بهدف التعادل ليونس محمود وخرجت الناس من أوكارها ترقص فرحا وامتلأت الشوارع والأزقة برقصات ودبكات الفرحين وعلت أصوات المصلين بالشكر والحمد لله على ما تحقق وما هي إلا هنيهة وعادت السكينة إلى المدينة ورجع المشجعين إلى أوكارهم ليتابعوا ما تبقى من وقت المباراة وقت علت في وجوههم نظرات التفاؤل بالفوز وقد مرت الدقائق سريعة حتى صعقنا حينما جاء هدفهم الثاني في مرمانا وقد بانت الخيبة في وجوه الناس وعلت علامات الانكسار وكأننا فقدنا العزيز ابن العزيز وكيف لا وهو العراق حين يخسر ..
تأسفنا كثيرا وساد الهدوء بالرغم من خروج الناس وتحرك السيارات وزاد الألم في صدورنا حينما نرى القلوب المظلمة المملوءة بالحقد والكراهية تفرح بفوزها الذي لا تستحقه وزاد الطين بله في صدورنا حينما اجتمعت دول الداعمة للإرهاب في بلدنا على نصرة خصومنا والاستخفاف بنا وتحولت المباراة بالنسبة لهم إلى نصر سياسي ايديولجي عقائدي بعد أن تكالبوا في مواجهتنا والتي طالما كانت ترعبهم وستظل ترعبهم ..
وخير ما قيل للمنتخب العراقي في هذه المباراة هو قول الأخ الصحفي عامر الصراف لم تخسروا البطولة بل البطولة خسرتكم . و أقول أنا لمنتخبنا العزيز ستبقى بطولة الخليج تهابكم دائما وبدونكم لن يكون لها معنى ولا قيمة . وغابة بدون سباع مرتع للثعالب والضباع . وسيبقى العراق إذا لم ينجحوا في تفتيته وتقسيمه مصدر قلق لهم جميعا وليس على صعيد كرة القدم فحسب وإنما في كل الأصعدة والمجالات ..
لؤي محفوظ
Loai_mali@yahoo.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
لؤي محفوظ

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat