إمام الفائزين الحسن العسكري﴿عليه السلام﴾قبسٌ من حياتِه الشريفة
اياد طالب التميمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اياد طالب التميمي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
ها نحن بين يدي سيرة إمام الفائزين ووارث الأنبياء المنتجبين الحسن بن علي العسكري ابن الأئمة الطاهرين﴿صلوات الله عليهم﴾ في 8من شهر ربيع الأول استشهد﴿عليه السلام﴾ مسموما مظلوما وكان يبلغ من العمر 28سنة وذلك في سنة 260 للهجرة على يد خليفة السوء المعتمد العباسي
الإمام ﴿عليه السلام﴾ وخلفاء السوء من بني العباس
لقد عاصر الإمام الحسن ﴿عليه السلام﴾ ثلاثة من خلفاء بني العباس وهم
1-المعتز بالله(سنة 252-255
2-المهتدي بالله(سنة 255-256
3-المعتمد بالله(سنة 256-279
هؤلاء كآبائهم وأسلافهم في الظلم والطغيان ضد البيت النبوي الشريف وقد لاقى الإمام ﴿عليه السلام﴾ منهم التضييق والاضطهاد الشديدين بحيث اخذوا يراقبونه ليلا ونهارا
النشاطات العلمية للعسكري ﴿عليه السلام﴾
هناك تساؤل يجول في ذهن بعض الناس وهو أن الروايات والأحاديث الواردة عن الإمام الحسن العسكري ﴿عليه السلام﴾ قليلة مع انه الإمام الحادي عشر ونرى كثرة الروايات والأحاديث قد وردت عن أبائه وأجداده أمثال الصادق والباقر ﴿عليهم السلام﴾ مع أن الفترة بعيدة عنه ﴿عليه السلام﴾
الجواب في الحقيقة إن الفترة والظروف التي مرة على الإمامين الباقر والصادق ﴿عليهم السلام﴾ تختلف تماما عن الفترة والظروف التي مرت على الإمام الحسن العسكري ﴿عليه السلام﴾ حيث إن الصادق ﴿عليه السلام﴾ استغل سقوط الحكم الأموي آنذاك وبدايات الحكم العباسي على اثر ذلك أسس الإمام ﴿عليه السلام﴾ جامعته العلمية الكبيرة التي حضرها المئات من طلبة العلوم كلٌ يقول حدثني جعفر بن محمد الصادق فقد خلف لنا تراثا كبيرا في شتى العلوم ،أما الإمام الحسن العسكري ﴿عليه السلام﴾ فانه عاش تحت الضغط العباسي وكان مراقبا من قبلهم ولم تسمح له الفرصة بنشر علوم أبائه الطاهرين إلا الشئ القليل الذي ألقاه على بعض شيعته وأصحابه ومع ذلك فقد ذكر الشيخ الطوسي ﴿رحمه الله﴾ إن تلامذة الإمام الحسن العسكري ﴿عليه السلام﴾ يزيدون على المائة ولنذكر جملة منهم:
1-أحمد بن إدريس القمي قال عنه النجاشي : كان ثقة فقيهاً في أصحابنا
2-أحمد بن إسحاق الأشعري - كان وافد القميين وكان من خواص الإمام العسكري (عليه السلام ) .
3-الحسن بن شكيب المروزي كان عالماً متكلماً ومصنفاً للكتب وكان يسكن سمرقند وقد عدهُ الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام العسكري (عليه السلام)
4- ابو هاشم داود بن قاسم الجعفري
5- عبد الله بن جعفر الحميري
6- ابو عمرو عثمان بن سعيد العمري
7- محمد بن الحسن الصفار
الإمام ﴿عليه السلام﴾ يدعم شيعته ماليا
قد مرت على بعض شيعة وأصحاب الإمام العسكري ﴿عليه السلام﴾ فترة صعبة واجهوا فيها الضيق المالي مما جعل الإمام ﴿عليه السلام﴾ يساعدهم ويرعاهم في ذلك ومن اؤلائك:
1-ابو هاشم الجعفري وكان هذا الرجل من المقربين لدى الإمام ﴿عليه السلام﴾﴿أبو هاشم الجعفري قال: شكوت إلى أبي محمد ﴿عليه السلام﴾ ضيق الحبس وشدة القيد، فكتب إلي أنت تصلي الظهر في منزلك، فأخرجت عن السجن وقت الظهر، فصليت في منزلي وكنت مضيقا فأردت أن أطلب منه معونة في الكتاب الذي كتبته فاستحييت فلما صرت إلى منزلي وجه إلي بمائة دينار، وكتب إلي: إذا كانت لك حاجة فلا تستحي واطلبها تأتيك على ما تحب أن تأتيك1).
2-وعن محمد بن الحسن بن ميمون قال: كتبت إليه﴿أي الإمام العسكري عليه السلام﴾ أشكو الفقر ثم قلت في نفسي: أليس قد قال أبو عبد الله: الفقر معنا خير من الغنى مع غيرنا، والقتل معنا خير من الحياة مع عدونا، فرجع الجواب: إن الله عز وجل يخص أولياءنا إذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر، وقد يعفو عن كثير منهم، كما حدثتك نفسك: الفقر معنا خير من الغنى مع عدونا، ونحن كهف لمن التجأ إلينا. ونور لمن استبصر بنا وعصمة لمن اعتصم بنا، من أحبنا كان معنا في السنام الاعلى، ومن انحرف عنا فإلى النار.2)
3-قال أبو جعفر العمري: إن أبا طاهر بن بلبل حج فنظر إلى علي بن جعفر الهمداني وهو ينفق النفقات العظيمة، فلما انصرف كتب بذلك إلى أبي محمد ﴿عليه السلام﴾ فوقع في رقعته: قد أمرنا له بمائة ألف دينار، ثم أمرنا لك بمثلها.3)
طرف من مناقبه ومعاجزه ﴿عليه السلام﴾
*روي عن أبي حمزة نصير الخادم قال: سمعت أبا محمد ﴿عليه السلام﴾ غير مرة يكلم غلمانه وغيرهم بلغاتهم وفيهم روم وترك وصقالبة، فتعجبت من ذلك وقلت هذا ولد بالمدينة، ولم يظهر لاحد حتى قضى أبو الحسن ولا رآه أحد فكيف هذا ؟ احدث بهذا نفسي فأقبل علي وقال: إن الله بين حجته من بين سائر خلقه وأعطاه معرفة كل شئ فهو يعرف اللغات، والانساب والحوادث ولولا ذلك لم يكن بين الحجة والمحجوج فرق.4)
*روى أبو سليمان داود بن عبد الله قال: حدثنا المالكي عن ابن الفرات قال: كنت بالعسكر قاعدا في الشارع وكنت أشتهي الولد شهوة شديدة فأقبل أبو محمد فارسا فقلت: تراني ارزق ولدا ؟ فقال برأسه: نعم، فقلت: ذكرا ؟ فقال برأسه: لا، فولدت لي ابنة.5)
*روي عن الحجاج بن يوسف العبدي قال: خلفت ابني بالبصرة عليلا وكتبت إلى أبي محمدا أسأله الدعاء لابني فكتب إلي: رحم الله ابنك إن كان مؤمنا قال الحجاج: فورد علي كتاب من البصرة أن ابني مات في ذلك اليوم الذي كتب إلي أبو محمد بموته، وكان ابني شك في الامامة للاختلاف الذي جرى بين الشيعة.6)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- بحار الأنوار / جزء 50 / صفحة 267
2- بحار الأنوار / جزء 50 / صفحة 299
3- بحار الأنوار / جزء 50 / صفحة 289
4- بحار الأنوار / جزء 50 / صفحة 268
5- نفس المصدر أعلاه
6- بحار الأنوار / جزء 50 / صفحة 274
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat