الطائفية والتكفير ومنطقة الـ ( لا حل ) !
قاسم محمد بجاي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عديدة هي العوامل التي تضغط على الرأي العام في مجتمع ما ، والتي بسببها تستقرأ الوقائع والإحداث بآلية مقيد ومكبل بانتماءات تغلب عليها عاطفة جامحة غالبا ما تقصي العقل ، وهو ما يتضح من خلال تبرير أخطاء الذات ( الأنا – المذهب) ... يوازي ذلك تأهب مسبق لتخوين الأخر و تسقيط كل من يصدر عنه ولذلك ظلت معظم اختلافات المجتمع تراوح في منطقة الـ ( لا حل) وتنفجر بين حين وأخر، و أحد الاسس التي قامت عليها منطقة الـ ( حل ) فقه التكفير الذي يتسع حتى يصل الى القتل على الهوية والانتماء وهو ما يظهر خصوصا في مواسم عاشوراء وزيارات مراقد أهل البيت (ع ) .
مجاهدو التكفير الذين يقتلون ويفجرون ويخربون لا ينحسروا في زمرة من ( الجهاديين الاصولين ) الذين ينتحرون بأجسادهم النتنة وسط المدنيين بل عندهم أتباع ولهم مؤيدون وكل أولئك يستند الى فقه ( أئمة ) ورأي علماء قدامى ومعاصرين وهذا الواقع التكفيري من إستراتيجية حركته دعم الاختلافات بين المسلمين لتتفجر حروباً أهلية وفتناً دامية ، لكنه واقع من ضمن الحقائق التي لا يسلط الضوء عليها إما دعماً له لغرض استثماره سياسياً او هي إطار النقاش المذهبي الذي غالباً ما يبتعد عن ضوابط العلم وأخلاقيات الحوار فيتحول الى صراع من اجل الصراع أو من اجل الارتزاق و إما هروباً منه خشية تفاقم هذا الواقع المأزوم الى ما هو أسوء .
معظم الاختلافات التي تتعايش معها مجتمعاتنا مفخخة و لا ينبغي الهروب منها . خرجت عن دائرة الدين لأغراض سياسية فاسدة ، ولم يجلب للمسلمين سو الاستبداد والانحطاط والفقر والتخلف وان أول الخاسرين في صراع الاختلافات هذه قيم العدل والسلام والفضيلة التي دعا لها الإسلام والتي ما افتقدتها أمة إلا كان مصيرها الضياع وضياع الإنسان والحياة .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قاسم محمد بجاي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat