إنما الشهادة العلمية بالنيات
معمر حبار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
معمر حبار

حكمت محكمة إيطالية على 6 علماء إيطاليين ومسؤول سابق في الحكومة بالسجن مدة 6 سنوات، والسبب أنهم أصدروا بيانا خاطئا يبعث الاطمئنان قبل حدوث الزلزال، وأخطؤوا في تقدير الأخطار المتعلقة بالزلزال الذي وقع سنة 2009 بقوة 6.3 على سلم ريشتر والذي أودى بحياة 300 إيطالي،
المتأمل في الخبر من الناحية الحضارية، يرى أن الحكم عادي جدا، لأن المجتمعات المتقدمة تأخذ وصايا العلماء والمختصين مأخذ الجد، لأنها تنفق في سبيل الحدّ من التحذير وقتا وأموالا، وتجنّد مؤسسات الدولة والمجتمع، وتستنفر الطاقات، وتُفرغُ جهدها وطاقاتها لما حذّر منه العلماء، ولا تتهاون حينها مع الصغيرة، وتحاصرها في مهدها بكل ماأوتيت، خاصة وأن هذه المجتمعات تعلّمت من أحداث سبتمبر 2001، أنها تتعامل مع أيّ تهديد، مهما صغر شأنه بكل قوة وحزم ولو كان كاذبا.
وإذا كان المجتمع المتقدم هذا شأنه، فلا عجب إذا لم يتسامح مع من أخطأ في الحساب والتقدير، ليُعَلّمَ أبناءه أن الكلمة أمانة، وأن أرواح العباد خط أحمر، يعاقب من تجاوزه ولو علماء أخطؤوا في التقدير.
تعرف المجتمعات المتحضرة من خلال تعاملها مع الجريمة ونتائجها وأسبابها، ألا ترى أنه كلما بالغت في الحيطة والحذر، بلغت ذروة الأمن والأمان.
والمتتبع لما حوله، يرى ضحايا أشكالا وأنواعا ولا يرى عقابا يوقف ويردع، ويكفي على سبيل المثال، هؤلاء الرقاة الذين لايحلو لهم العمل إلا على جغرافية العذارى، فانتهكوا الممنوع ومزّقوا المستور. وآخرون طلبة يُغلقون الأبواب في وجوه أساتذتهم ويمنعونهم من الدخول ويطلبون دون حياءٍ أو خجلٍ الصعود ولو بـ 2 على 20، ونيل الشهادة ولو تجاوزت ديونه عنان السحاب، حتى أمسى الفساد مثالا يُقتدى في الصعود والتمكين، والأمثلة على ذلك عديدة فاقت الحصر والتخمين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat