ردا على مقالة كمال بصراوي اطفال لطامة
محمد قاسم الحساني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قرات مقالة باسم الكاتب كمال بصراوي في موقع كتابات بعنوان اطفال لطامة ,وعجبت لما فيها من الخلط في الافكار غير المتجانسة والاساءة المفرطة للثورة الحسينية الخالدة وطرق تدريسها المتبعة منذ اكثر من الف عام ,وانا هنا لابد لي من مناقشة الموضوع وبطريقة منطقية مع الكاتب .
" اعتبر الكاتب ان الاسلام السياسي قد تجاوز حدود الانسانية وحدود المعقول التي لايمكن السكوت عليها في ايام عاشوراء التي تلت غلق النوادي الليلية ومحلات بيع الخمر وهي مصدر رزق للاقليات والرزق اهم اسباب التوطن .
اذا كانت ايام عاشوراء كما يقول الكاتب مسيئة بطقوسها للاسلام فهل ان هذه الاعداد الكبيرة التي تمارسها لاتفقه ذلك ام انه وحده انتبه لها ,ثم هل ان تمجيد واستذكار الثورات الخالدة وخصوصا اذا كانت ثورة ذات مبتنى نبوي شريف ,هل ذكرها باطل وعلينا درسها في قمامة التاريخ وان نمجد المنحرفين ذو الاخلاق الوضيعة الذين يعيثون فسادا لكي نكون اكثر تطورا وثقافة ,انه منطق متباين .وكيف ان غلق البارات ومحلات الخمور هوسلب لرزق اقلية وهل ان الرزق يعتمد الحرام الذي اقرته الديانات السماوية جمعاء ام ان العمل لجلب الرزق يكون صحيحا وفي الاتجاهات السليمة التي يباركها الله .عليك قراءة الانجيل لتتاكد من حرمة الخمر والزنى اللذان تدعو لعدم منعهما ولااعرف التبرير هل تريد ان تجعل المجتمع كله زاني وعاقر خمر ام مجرد التشجيع عليه .وثورة عاشوراء التي تشكك انت في صحتها تحارب هذا الفساد الاخلاقي وتدعوا الى مجتمع اخلاقي نظيف من ادران الوثنية والجاهلية .
"ان مايحصل في عاشوراء هوانتهاك صارخ لحقوق هؤلاء الاطفال حيث يصحبهم ذووهم الى الماتم الحسينية ومجالس التعزية واللطم والضرب بالسلاسل والتطبير وهم فخورون بابنائهم لمشاركتهم (الحسين والزهراء )العزاء .
اين هو الانتهاك الذي يذكره الكاتب ومادور المجالس الحسينية للفرد المسلم ومن اي طائفة او اتجاه ,ان دور المجالس الحسينية اولا هو التوعية الاجتماعية والاخلاقية وتمتين آصرة المجتمع بحيث يكون واحدا في مواجهة الظلم والباطل ,وبعد ذلك شرح واقعة محرم واسبابها بكل التفاصيل بحيث تصل معلوماتها الى الطفل (الذي يخشى عليه الكاتب )ليبدا في استحضار دروسها عقليا ويتربى منذ الصغر على قول الحق وعدم الانصياع الى الظالم متاسيا بالامام الحسين (عليه السلام )الذي هو درس للانسانية جمعاء وليس للمسلمين فقط وقراءة بسيطة لاقوال مشاهير المفكرين والسياسيين الاجانب من المسيح واليهود والهندوس والسيخ وغيرهم تبين لنا انهم استفادوا من ثورة الحسين وتعلموا كيف ينتصروا (عليك مراجعة التاريخ ايها الكاتب ),ثم يكون لولي امر الطفل دور في ايصاله الى اعلى مراتب التعلم مشفوعا بدرس ثورة الحسن ليكون مبدعا صادقا في عمله ولاتاخذه ملذات الدنيا عن خدمة اهله وبلده ,نعم ان هناك من يدعي انه يحب الحسين واهل بيته الاطهار وهو منحرف ومشوه وكاذب ولكنه على نفسه ولايحسب على اصل فكرة الثورة المباركة .
"لابد من تحرك واسع تقوم به مؤسسات ومنظمات تحمي الطفولة من هذه الثقافة التي تربي اجيالا من الجهلة والمتخلفين الذين يصبحون عائقا على المجتمع اذا كان هذا المجتمع يحاول اللحاق بالمجتمعات المتحضرة او شبه المتحضرة .
من ماذا تحمي هذه المؤسسات ,من دراسة ثورة عقائدية صالحة تدعو الى البر والايمان والاخلاق والتسامح ونشر العدالة وازهاق الظلم ونصرة الحق ,ام من ذكر رجل مسلم قارع الظلم وانتصر على مر التاريخ واوصل لنا مبدا ان الاسلام حتى ينتصر علينا التضحية ومهما كان نوعها لان التشويه والانحراف والهجمات الفكرية عليه قوية ,فهل يستحق الحسين ان ننساه وان نجيش المؤسسات لتمنع اقامة مراسيمه التي اعتدنا عليها وهي التي ابقت اسلامنا وافهمت العالم معناه ,وهل المنطق المتحضر الذي يؤمن به الكاتب يدعونا الى تعليم اطفالنا الغش والبغاء والابتعاد عن الله عز وجل حتى نصبح كالدول المتحضرة التي يتباهى بها الكاتب وهي دول لاتقيم للاخلاق والدين اعتبار بل تحيا حياة البداوة الاخلاقية الوضيعة كما نشاهدها عبر الفضائيات ,هل هذا مايريده المجتمع لينهض ,اي تباين هذا بين الحق والباطل .
"ان هذه الثقافة تدفعها جهات من مصلحتها ان يبقى المجتمع العراقي (الجنوبي خاصة)اسير لخرافات تؤثر في مسيرة التقدم والعلم في هذا البلد .
اصحح لك ان هذه الثقافة نحن الذين ندفع بها الى غيرنا من الجهات لنعرفهم اين يقفون وعلى اي ارض ونحدد لهم قيمتهم بالاتجاهين اذا التزموا بها او اذا رفضوا وعمر هذه الثقافة لم تكن خرافة تعيق حركة البلدان والدول والمجتمعات التي تريد التقدم ,بل هي ثقافة اخلاقية دينية تدعو الى الهدى والفلاح وترفض ثقافة البار والملهى التي تربي على الفسق والفجور وانتهاك الحرمات ,ان ثقافة الحسين (عليه السلام )هي ثقافة النبي (صلى الله عليه واله وسلم )الم يقل النبي الاكرم (حسين مني وانا من حسين )و(الحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة )اليس هذا كافيا لنعرف ان ثقافة الحسين هي الحق ان تتبع وان سواها زائف وباطل ,هل وصل التشكيك باصل الاسلام ام ماذا ؟
"لم تولد من رحم هذه الثقافة سوى مجاميع القتل والارهاب والتطرف الاعمى وعصابات الفساد الاداري والمالي المنظم داخل اجهزة الدولة الذي اوقف عجلة البلد لسنوات قدم فيها الشعب ضحايا فلا بد ان يكون هناك حركة مضادة لهذا الاتجاه لانقاذ ما يمكن انقاذه من الاجيال القادمة .
اسال هنا هل تعرف ايها الكاتب من الذي ولد من هذه الثقافة ام تتكلم بلا عنوان ,اليس علماء الدين باجمعهم ولدوا من رحم هذه الثقافة وكذلك الاطباء والعلماء والمهندسين والشعراء والمثقفين الحقيقيين ام تريد ان اعدد لك ,طيب اذكر لك امثلة ,الشيخ المفيد والشريف الرضي ومحمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر والاطباء ابن النفيس والرازي والثوار بيت الحبوبي وبيت الحكيم وبيت ابو التمن وبيت اليعقوبي وغيرهم كثير اعتذر عن ذكرهم لطول ابحث ,اليس الاحرى التدقيق في تاريخ هؤلاء قبل اطلاق الاحكام جزافا وكيفما اتقف ,ان هذ الثقافة اعلم ايها الكاتب هي الحبل المتين الذي ان شئت تمسكت به يحميك من الانحراف والتحلل ويجعلك صالحا قريبا من الله عز وجل وغيرها فالعكس تماما والله على مااقول شهيد .