ابواق التفرقة بين التحالف الوطني والكردستاني
وليد سليم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وليد سليم

ان التحالف القوي والقديم بين المكون الشيعي والمكون الكردي لم يرق للبعض استمراره بهذا الشكل لأنه يعتبر البناء الاساس للعراق الجديد ووفقا لمتطلبات الجماهير العراقية التي ناضلت كثيرا لازاحة الديكتاتورية والعقلية الشمولية التي كانت سائدة في البلد ويراد لها الاستمرار من خلال العقول الخرفة للبعض من هؤلاء وهم يحاولون بناء العهد الماضي على اشلاء الاخرين .
اصبح الهدف الرئيسي لتلك البقايا البعثية الوصول الى نتيجة مهمة وهي شق صف الوحدة الذي دأب عليه التحالف الكردستاني والتحالف الوطني وتشكيلهم للحكومات المتعاقبة منذ سقوط النظام البعثي السابق ولا تزال تلك المحاولات مستمرة حيث دخلت على معزوفتها دول عربية وخليجية تحديدا لتكون الاداة التخريبية ابعد من مساحة الوطن والمتواجدين فيه من اتباعهم وخدمة اجنداتهم وعلى امتداد تواجدهم في المنطقة العربية ومنهم من يعيش بين احضانهم ووفروا لهم كل الامكانات المادية والاستراتيجية وتأمين الحياة المرفهة لهم ولعوائلهم.
يحاول البعض ممن هم في العملية السياسية بل وتحت قبة البرلمان ان يدق اسفينا كبيرا بين التحالفين الكبيرين الكردستاني والوطني من اجل الوصول الى اهدافه وجعل العراق يعيش ازماته السياسية غير معافى فجندوا من هم في خارج العراق من صحف وقنوات فضائية عربية منها وعراقية من اجل التأجيج واثارة الكثير من المشاكل والدفع ببعض الصقور من كلا القائمتين لاطلاق التصريحات المتشنجة بين الطرفين وقد كتب الكثير من هؤلاء الاخبار والمقالات المفبركة لضرب الوحدة الوطنية بينهما مع اقرارنا ان هناك خلافات بين التحالفين ولكن حلها ممكن وممكن جدا تحت سقف العراق بعيدا عن لهوات التصعيد الاعلامي والتجييش المفبرك عربيا والقادم الينا من خلف الحدود ، لذلك يحاول احد اقلام العهد المقبور والمتباكي على حلم الماضي القديم ابراهيم الزبيدي الذي يحن لعمله مغردا لنظام البعث في اذاعة جمهورية العراق بقوله الذي يتبلى به على احد القادة الكرد بأنه أبدى له ندمه على تحالف الاكراد مع الاحزاب الشيعية العراقية لان لا بديل عنهم من العلمانيين كما ورد في مقاله المنشور على موقع ايلاف الالكتروني السعودي تحت عنوان (التحالف الشيعي الكردي في مأزق ،، فما البديل) انا هنا لا اريد تكريس مفهوم السنية والشيعية بقدر ما اريد ان ابين ان هؤلاء الموتورين والوالغين تاريخيا بدمائنا التي سالت على جبال كردستان وهضاب الوسط والجنوب فيحاولون اليوم ان يدقوا اسفينا كبيرا بين هاتين المكونين لكي تبدو لهم الساحة العراقية مغرقة كثيرا بالمشاكل التي يبحثون عنها هم واسيادهم من عربان الخليج الذين لم يملوا من زعزعة الوضع العراقي وخلط الاوراق ، واراه واضحا في تصدير الازمة عبر هذا المقطع من مقالته التي يحاول بها الاصطياد بالماء العكر فيقول ((وليست المناوشات الحامية المتتابعة المتصاعدة بين رئيس الوزراء نوري المالكي ومحازبيه نواب حزب الدعوة ودولة القانون، من جهة، وبين قيادة إقليم كردستان وحلفائها، من جهة أخرى، سوى دليل صارخ على وصول ذلك التحالف إلى نهايته المتوقعة، وتأكيدٍ واضح لوجود مأزق خطير وحقيقي يصعب التستر عليه وتهوينه وتبسيط انعاكاساته الخطيرة على مصير العملية السياسية برمتها، عما قريب.)) من الواضح ان هذه الماكينة الاعلامية يحلمون من خلالها تعميق المشاكل وتخويف الواقع السياسي ليدفعوا بالاخرين الى التصعيد والمناورة والمناوشات الكلامية من كل الاطراف وهو ايجاد الارضية المناسبة للتفرقة وطرح الاجندات التي يؤمنون بها ولذلك فإن الرجل احد الابواق التي تريد دق الاسفين بين الطرفين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat