اليورانيوم ثروة وطنية وليس عشائرية ياوزارة الصناعة
وليد سليم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عند الحديث عن مادة اليورانيوم ووسائل استعماله تتبادر الى ذهنك ان هناك اسلحة خارج المألوف غير تقليدية كالاسلحة الكيميائية التي يتم تصنيعها من هذه المادة وسواء كان الامر لتصنيع مثل هذه الاسلحة او غيرها فهي من المعادن المهمة والتي تعتبر ثروة وطنية للبلاد ومن المؤكد ان هناك عصابات ومافيا التجارة العالمية تهرول خلف هذه المادة وربما التنظيمات المسلحة المتمثلة بالقاعدة وفروعها في العراق تبحث عن طرق عديدة للحصول عليها وبأي الاسعار ومهما ارتفع ثمنها لحاجتهم الماسة لها في عملياتهم الارهابية .
نشرت جريدة الصباح في بغداد خبرا فيه من الاهمية الكثير ويجب التوقف عنده ومفاد الخبر هو ضبط 12 شاحنة محملة بمادة مختلطة فيها تراب الحديد ومادة اليورانيوم من معمل الفوسفات الواقع في مدينة الرمادي وتتوجه هذه الشاحنات المشبوهة بكتب مزورة صادرة من وزارة الصناعة لتنقل تلك المواد الى مدينة الموصل الى احد التجار هناك والذي لم يحدد اسمه في سطور الخبر ، وما يؤكد مسؤولية الوزارة هو تصريح النائب احمد العلواني من محافظة الانبار الذي قال (أكد النائب في البرلمان عن محافظة الانباء أحمد العلواني ان "المادة التي تحملها تلك الشاحنات من منطقة (كبد العبد) القريبة من منطقة الفوسفات في القائم تحوي بحسب المسح الجيولوجي، على مواد اليورانيوم والمغنيسيوم والحديد"، مبينا ان "وزارة الصناعة تتصرف بهذه المواد بحسب (المحسوبية العشائرية) ودون علم الحكومة المحلية في الأنبار، حيث تستخرج وتنقل المعادن بكتب قديمة صادرة منها ويجري استنساخها ثم يوثق فيها التاريخ لاحقا.) المشكلة هنا تكمن في مادة اليورانيوم والمواد الاخرى من الفوسفات حيث يمكن استخدامها في التفجيرات الكبيرة والتي حصلت بالفعل في العديد من الاماكن في العاصمة بغداد ومناطق اخرى وعادة ما تكون هذه التفجيرات الاكثر ايلاما والاكثر ضحايا فيها بسبب المواد السامة والمتناثرة الموجودة فيها وهذه ربما يتم تحضيرها من تلك المواد المسمومة والمشبوهة التي تصل الى يد هؤلاء الارهابيين .
ما نلاحظه هنا في تصريح النائب ان الامر خطير جدا عندما يتم التصرف بمثل هكذا مواد محضورة الاستخدام على أساس المحسوبية العشائرية فأين وزير الصناعة من ذلك وكيف يتم السماح لأناس عاديين التصرف بمثل هذه الثروات القومية من جهة والحساسة في الاستخدام من جهة اخرى .
من المؤكد ان الكثير من الشاحنات قد تم نقلها من تلك المعامل على اعتبارها خردة وبقايا من تراب الحديد ولكنها تباع الى المنظمات الارهابية التي تقوم على استخدامها في تصنيع العبوات الناسفة وحشو السيارات المفخخة وكذلك تعبئة الاحزمة الناسفة لانها في النهاية تكون من المواد الشديدة الانفجارخصوصا في السيارات المصهرجة مع مادة البترول ، أنا اتفاجأ كثيرا من القوى الامنية والاستخبارية كيف تمر عليها تلك القضايا الحساسة دون معرفة توابعها وتأثيرها على الواقع الامني العراقي فهل تلك الاجهزة الامنية والاستخبارية المتعددة نائمة الى حد السبات بحيث تنقل كل هذه الكميات طيلة الفترة الماضية ولا يعرفون لتكتشفها سيطرات الشرطة المحلية !!! اين الجهد الاستخباري لملاحقة التنظيمات المسلحة وموارد تجهيزها من السلاح والمتفجرات ؟؟؟ اسئلة كثيرة ومحيرة نضعها امام مسؤولي الاجهزة الامنية قي العراق ولا بد من التحقيق هذه القضية لمعرفة خيوط التمويل التي تمارسها المجاميع المسلحة في الموصل وغيرها من المناطق الاخرى خصوصا عندما تكون تلك الشاحنات وما قبلها متوجهة الى تلك المحافظة التي ترتع في أحياءها ومركزها نينوى العديد من الجماعات المسلحة وتفرض على تجارها الاتاوات التي ربما يشترون بها تلك المواد المحظورة.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
وليد سليم

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat