هل ندم العيساوي على الإستقالة ؟
فهد التميمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فهد التميمي

عندما قدّم أمين بغداد الدكتور صابر العيساوي استقالته الى دولة رئيس الوزراء نوري المالكي قبل أيام باركنا له هذه الشجاعة المتميزة وحمدنا له هذا الفعل الإستثنائي، إذ لم يقدم قبله أحد من المسؤولين في الدولة العراقية إستقالته منذ عشرات السنين وليس منذ سقوط النظام البعثي فقط. لكن الأمر الذي أثار إنتباهي وإنتباه الكثير من المعنيين بالشأن العراقي، أن الدكتور العيساوي تراجع مائة وثمانين درجة عن هذه الأستقالة بمجرد ان قبلها دولة الرئيس حيث شنت الصحف ومواقع الأنترنيت والقنوات الفضائية المعروفة بتبعيتها للعيساوي مادياً ومعنوياً هجوماً معاكساً على المالكي بسبب موافقته على قبول هذه الأستقالة. ثم بدأ العيساويون الصفحة الثانية من هذا الهجوم، والذي كان فرسانه عدد من النواب العراقيين الذين إشترى العيساوي ذممهم البرلمانية برشى مختلفة، فنشط هؤلاء النواب هذه الأيام في الدفاع عن (إنجازات) العيساوي نشاطاً ملحوظاً، بينما كانوا نائمين طيلة الفترة السابقة ولم يسمع لهم صوت. ولكي يتصعّب الحال امام رئيس الوزراء، وتتعقد الأمور بنظره، دخلوا في مساجلة مع النواب الأعضاء في لجنة النزاهة النيابية، ومع النائبة وحدة الجميلي التي طالبت أن يكون أمين بغداد الجديد من أبناء بغداد وليس من (أبناء) المحاصصة. فرفضوا هذا الطلب مصرّين على منح المنصب لأحد أعضاء كتلتهم بإعتباره حقاً لها. وأعتقد بأن هذه اللعبة مكشوفة، حيث سيدركها رئيس الوزراء حالاً. فهو يعرفهم جيداً ويعرف أحاييلهم وألاعيبهم. أما الصفحة الثالثة من هجوم العيساوي المعاكس، فقد شنه هذه المرة عدد من الكتاب (المستعارين) غير المعروفين في الساحة السياسية والثقافية عبر مقالات قصيرة ساذجة، ومتشابهة، كأنها كتبت بقلم واحد يدافعون فيها بقوة عن الدكتور العيساوي، ويطالبون بعدم قبول أستقالته. وفي نفس الوقت فقد حملوا معاولهم على كل من طالب بمنع العيساوي من السفر ريثما ينتهي التحقيق معه من قبل هيئة النزاهة.
أنا هنا لا أريد أن أناقش هذه المقالات، فهي مقالات ضعيفة تنم عن عدم خبرة، وقة كفاءة وحرفية. كما لا أناقش المواقع التي يمولها العيساوي، والتي تشن اليوم هجوماً عنيفاً بشكل مباشر وغير مباشر على المالكي منذ قبول أستقالة العيساوي. لكنني فقط أردت أن أستفسر من العيساوي عن سبب تراجعه عن الأستقالة، ألأنه فوجىء مثلاً بردود أفعال لجنة النزاهة التي طالبت بمحاكمته ومنعه من السفر، أم أنه كان يتوقع من المالكي أن يرفض إستقالته، أو ربما كان يظن بأنه الرجل الأوحد الذي لا أحد غيره في العراق يقدر على إدارة هذه المؤسسة الكبيرة والغنية جداً؟
كما أود أن اسأل العيساوي أيضاً عن سبب إشراك كتاب ( الأحتياطي ) في هذه المعركة الخطيرة، ولم يشرك الأسماء الكبيرة والأصلية من أصحاب الأقلام المعروفة التابعة له، على الرغم من أنه يعلم بأن هذه المعركة هي معركة كسر العظم التي ليس بعدها معركة. وهل أن العيساوي أراد عدم إشراكهم في هذه المعركة، أم أنهم تخلوا عنه فرفضوا الدفاع عنه في أخطر أيام حياته، بعد أن كانوا يسبحون ويحمدون بإسمه بسبب وبدون سبب. البعض يجيب قائلاً بأن هؤلاء الكتاب أدركوا اليوم أن سفينة العيساوي غارقة لامحال، ففضلوا الهروب من الميدان بجلودهم؟
سؤال أخير أوجهه للعيساوي، هو لماذا لم نجد مقالة واحدة منشورة من قبل لأي من ( الكتاب ) الذين يدافعون اليوم عنه بأسماء مستعارة ؟
Fahadaltamimi1950@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat