هاشم العقابي يواصل المسيرة
علي حسين النجفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يواصل هاشم العقابي دعمه لانتفاضة (العرگ) الادبية الثقافية التي اسهم في اطلاق شرارتها الاولى اتحاد الادبــ...ــــاء ومؤسسة المدى وياتي ضمن هذه الحملة مقاله المنشور في موقع الزاملي بتاريخ 28\12\2010 تحت عنوان:
سلاما يا عراق
تكنوقراط الشريعة
كتابات - هاشم العقابي
وهو استكمال لمقاله السابق الذي تعرض فيه لبرنامج (الشريعة بين السائل والمجيب) ولايختلف عنه من حيث الجوهر والشكل وقد اشتمل على مايستلزم الرد والتعليق عليه من تناقضات ومغالطات اوردها الكاتب في سياق الدفاع عن الانتفاضة وتنزيه اهدافها وتاييد المنتفضين وتزيين صورتهم على انهم طلاب حرية ودعاة مثقفون فالمتظاهرون حسب وصفه (اغلبهم مثقفون ومتعلمون) ويعرفون(ان الاسلام يحكم بتحريم الخمر) !! ولكنه يبدي اسفه لان البعض يفسر احتجاجهم بانهم(يتظاهرون ضد الدين)!!فماهو وجه الاسف اذا كان الكاتب قد اقر بان المتظاهرين يعرفون حرمة الخمر ولماذا لايفسر احتجاجهم على اغلاق الحانات بانه تظاهرة ضد الدين؟..اما محاولة الكاتب للتشكيك في حرمة الخمر من خلال ترديده لحجة واهية يتشبث بها اهل الخمرة وهي الفرق بين الاجتناب والتحريم فهي محاولة غير موفقة اذ ان مثل هذا الاحتجاج باطل لغويا وفقهيا ولايدل الا على جهل القائلين به ويتعارض مع الادلة القرانية الواردة في هذا الشان فالاجتناب من حيث اللغة يتضمن معاني الابتعاد و المنع والتحذير وهي ذات المعاني التي يتضمنها التحريم وقد جاء تحريم الخمر بصيغة الامر والزجر بقوله تعالى((فاجتنبوه)) وبصيغة تتضمن قصد التحذير والتهديد بقوله تعالى((فهل انتم منتهون)) ولايمكن للعاقل اللبيب ان يفهم من هذين النصين الا التحريم والزجر والمنع واذا ما اقترنت هذه المعاني بوصف القران الكريم للخمر بانه رجس من عمل الشيطان وان فيه من الاثم ماهو اكبر من النفع فلا بد من التسليم بحكم تحريم الخمر ومن يقول بعكس هذا يوقع نفسه في مغالطة واضحة فكيف لايكون الرجس حراما وكيف يكون عمل الشيطان حلالا؟! ولو تركنا جانبا احكام الدين ومسائل الحلال والحرام واخذنا بعين الاعتبار مساويء الخمر الاجتماعية والصحية وتداعياتها من كوارث وجرائم وامراض ناشئة عن الادمان فان الدفاع عن هذه الافة يعتبر ضربا من الحماقة والعناد وليس مهمة من مهمات المثقفين او الحريصين على مصلحة المجتمع.
وفي المقال نفسه اكد الكاتب تضامنه مع مؤسسة المدى وهو على ثقة ((انه لو صدر قرار او حملة لمنع ارتداء الحجاب وازاحته من على رؤوس المحجبات قسرا، كما في طريقة غلق نادي اتحاد الادباء، فان مؤسسة المدى ستقود حملة مماثلة وسنشترك بها)) لكنه يتناسى ان مؤسسة المدى ضمن انتفاضة(العرگ) قد اطلقت شعارات تحريضية تدعو لمنع حجاب الصغيرات,فكيف يتوافق هذا مع ادعاءات العقابي بالدفاع عن الحريات ؟! وهل ستقود مؤسسة المدى فعلا حملة للدفاع عن الحجاب سيشارك فيها كاتبنا العقابي وهي قد حرضت على منع الحجاب ابتداءا بالصغيرات لكي ينشأ جيل من السافرات يحل محل المحجبات حاليا ثم يختفي الحجاب بعد رحيل اخر محجبة كبيرة عن الحياة؟
ان حملة المدى واتحاد الادباء ومقالات العقابي وامثاله من المدافعين عن كاس الخمر كشفت عن مدى الانحطاط الفكري وتردي مستوى الثقافة بين اوساط الكتاب والمثقفين والادباء الذين جندوا اقلامهم لخوض معركة الدفاع عن ام الخبائث معرضين عن احكام دين اهلهم واعراف مجتمعهم المستنكرة للخمر والخمارين.
علي حسين النجفي
النجف الاشرف .. في 28\12\2010