من هو أول قائد للمرجعية الدينية؟
علي هادي السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي هادي السامرائي

اغلب البحوث المهمة تأتي على شكل إجابات عن سائله تطرح منها اختباريه للأحراج، ومنها استفهامية معرفية وهذا السؤال الذي قادني لكتابة الجواب وغيره من الأسئلة المهمة، من هو أول من استلم المرجعية الدينية في الغيبة الكبرى؟
- هو الحسن بن علي بن أبي عقيل العماني، نسبة إلى عمان تعرف اليوم سلطنة عمان وعاصمتها مسقط.
قال عنه السيد محمد مهدي بحر العلوم (هو أول من هذب الفقه، واستعمل النظر، اجتهد في استنباط الأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها التفصيلية، واشتغل في البحث عن الأصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى، واشتغل في العقائد والفلسفة الإسلامية.
للعماني كتاب الكر والفر في موضوع الإمامة، وكتاب المتمسك بجيل آل الرسول في الفقه، له شهرة واسعة لكنه الآن غير موجود.
تأريخ ولادة المرجع العماني قبل الشيخ المفيد بسنوات، لأنه أسبق من زمن ابن الجنيد، وابن الجنيد من مشايخ المفيد وأساتذته، روى عنه ابنه قوله وهذا يدل أنه من طبقه الكليني وأنه أدرك عصر الغيبة الصغرى 260-هـ
يعكس النجاشي الأهمية العلمية لكتب ابن أبي عقيل وشهرته الفقهية في العالم الإسلامي ويروي أنه هو من أجاز ابن قولويه.
العلماء الشيعة اعتبروه أول فقيه شيعي هذب الفقه في بداية الغيبة الكبرى واستخدم النظرة الاجتهادية وفصل بحث الأصول عن الفروع، يقول النجاشي درست عند شيخ المفيد كتاب الكر والفر لابن أبي عقيل والذي هو في الإمامة.
وتروي المصادر الشيعية إن الشيخ الغضائري والشيخ جعفر بن قولويه من تلاميذه، وهو مرجع أبداع أساس النظر في الأدلة وطريق الجمع بين مدارك الأحكام والاجتهاد الصحيح ويلقب (بالحذاء) أي كان عمله إسكافي وهو معروف عنده علماء الجمهور، لكنهم ضعفوه لكونه هويته التشيع، وينسب له مؤسس في الفقه الشيعي والمحقق في العلوم الشرعية ومدقق في العلوم العقلية، له كتب كثيرة في كل الفنون الإسلامية، اشتهر بالفقه والتفريع، ذكرته بعض المصادر الحديثة بأنه العالم المنسي، وهو معاصر للشيخ الكليني والشيخ الصدوق والشيخ ابن الجنيد، اعتمد مجموعة من العلماء على آرائه الفقهية مثل الشيخ المفيد، الشريف المرتضى ، الشيخ الطوسي، سلار الديلمي، القاضي البراج الطرابلسي ،ابن إدريس الحلي المحقق الحلي العلامة الحلي.
فقدت أثاره ومصنفاته لأسباب لا تعرف ولم يتبق إلا مجموعة آراء وفتاوي في المسائل الخلافية في بطون الكتب والمصنفات الفقهية.
اطلق السيد شرف الدين بن علي الموسوي طاب ثراه حملة لتجميع آثار الشيخ بن أبي عقيل الفقهية من بطون المصنفات، وباركه المرجع الراحل السيد محمد رضا الكلبايكاني وكلف لجنة من فضلاء الحوزة العلمية في مركز المعجم الفقهي في قوم هذه الحوزة تحت إشرافه وتم استخراج تلك الآثار بمجلد واحد تحت عنوان حياة بن أبي عقيل العماني وفقهه، وجمع الشيخ علي الكوراني جميع أقواله
يرى سماحه السيد محمد رضا الموسوي رحمه الله أن علم الفقه يعد معرفة أصول الدين وهو أشرف العلوم، به تعرف أحكام الله تبارك وتعالى وقد فرض الله سبحانه طلب هذا العلم على طائفة من كل فرقة للتفقه في الدين، وإنذار قومهم، وقد اهتم رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" وألائمه الأطهار "عليهم السلام" لهذا العلم فأصلوا أصوله وبينوا فروعه حتى وصل البناء على شكل أحاديث مدونة وكتب مؤلفة، ويرى سماحة الشيخ علي الكوراني إن الفقيه الحسن بن أبي عقيل العماني "قدس سره" جمع في فقهه بين التقيد التام بنص القران الكريم والحديث الشريف وبين تأصيل الفقه وتنظيم فروعه، وهو محل اعتراف التقدير من الحواضر العلمية وعامة الناس في عصره.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat