صفحة الكاتب : حسين باجي الغزي

جقلمبات سياسية
حسين باجي الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تابعتُ البارحة لقاءً لإحدى النائبات على إحدى القنوات الفضائية، وهي تقول إنها تنتقل من كتلة إلى كتلة، ومن زعيم سياسي إلى آخر، لأنها – كما تزعم – تشعر بأن المصلحة الوطنية تفرض عليها ذلك.

لكنني لم أرَ في الأمر سوى نوع من الجقلمبات السياسية، وأسلوب جديد من أساليب تدوير المصالح، والسير مع تيار المنافع.

في خضم الحراك اليومي على الساحة العراقية، تتسابق الأحداث وتتشابك المواقف حتى تكاد تُربك المتابع العادي وتشتت اهتمامه. وما نراه اليوم ليس مجرد خلافات سياسية طبيعية، بل هو أقرب إلى "أمضاءات سياسية" تتشكل وتذوب على إيقاع المصلحة والهوى، لا على أساس المبادئ أو الثوابت الوطنية.

السياسي الذي يرفع شعار الولاء صباحاً، قد يغيّر بوصلته مع غروب الشمس إذا اقتربت منه مكاسب شخصية أو وعود بامتيازات جديدة. والكتلة التي ترفع لواء المعارضة بشدة، قد تتحول إلى حليف بالأمس القريب إذا ما تلاقت مصالحها مع خصومها. هذا التشابك والتقلّب المستمر جعل الجمهور يعيش في دوامة من الحيرة والخذلان.

لقد بات واضحاً أن كثيراً من المواقف السياسية لم تعد تُبنى على رؤية استراتيجية أو مشروع وطني شامل، وإنما على تكتيكات آنية لا تتجاوز حدود الكرسي أو الغنيمة. وبهذا ضاعت القيم التي يُفترض أن تحكم السلوك السياسي، وضاع معها الرابط – أي الثقة والصلات – الذي يشد المواطن بمؤسساته وقياداته.

إن ما نشهده اليوم من "منافقات سياسية" – أي تبدل التحالفات وتلون المواقف – ليس إلا انعكاساً لأزمة أعمق: أزمة غياب الثبات على المبدأ. فحين تصبح السياسة مجرد لعبة مصالح يتراجع فيها الصوت الوطني أمام منطق الصفقات، يُترك الشعب في خانة الانتظار، باحثاً عن بارقة أمل أو قيادة صادقة تثبت على وعدها.

ويبقى السؤال المؤلم: إلى متى سيبقى المواطن تائهاً في زحام هذه الأمضيات السياسية؟ ومتى تستعيد العملية السياسية وجهها الحقيقي كخدمة عامة، لا كحلبة صراع على الغنائم؟

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين باجي الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/10/02



كتابة تعليق لموضوع : جقلمبات سياسية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net