صفحة الكاتب : رياض سعد

الخيانة في العراق … الدونية المتوارثة
رياض سعد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في كل لحظة مفصلية من تاريخ العراق، يتسلل الخونة والدونية وابناء الفئة الهجينة والطغمة الطائفية والانفصالية من بين الصفوف الوطنية كما يتسلل السمّ في الجسد... ؛ هم ليسوا مجرد عملاء بالمعنى التقليدي، بل حالة مركبة من الانحطاط النفسي والدونية الاجتماعية والحقارة الذاتية ... .

اما أبناء الفئة الهجينة الذين فقدوا جذورهم الحقيقية ؛ وانسلخوا عن هوية الأمة العراقية لأنها ليست هويتهم اصلا .

هؤلاء بمجموعهم المتنافر يشكّلون الطابور الخامس في كل محنة وطنية وتحدي خارجي ؛ فتراهم يهاجمون الانتخابات حين تُبنى على إرادة الشعب، ويحرضون على الانقلابات حين تعيق مشاريع أسيادهم، ويدعون للفوضى لأن الاستقرار يعني نهايتهم... الخ .

هم يتزيّنون بشعارات النزاهة والوطن والدين، لكنهم في الجوهر لا يؤمنون لا بالوطن ولا بالشرف ولا بالدين... ؛ يعرفون تماماً أنهم غرباء في قلوب الناس، منبوذون بين أحياء المدن التي باعوها، لا مكان لهم بين أبناء الطائفة التي خانوها، ولا بين الأمة العراقية التي خذلوها. لذلك يلجأون إلى ملاذهم الطبيعي : المهاجر والمنافي الخارجية ، دهاليز المخابرات، وكهوف الذل والعار ... .

الخطر فيهم أكبر من خطر العدو الظاهر، فالأول مكشوف والثاني متخفٍّ، يفتك من الداخل ويسمم الوعي ويشوّه الحقائق... ؛ إن معركة العراق ليست فقط مع قوى الاستعمار والاحتلال ... ؛ بل مع من مهّد الطريق لها، وروّج لمشاريعها، وسوّغ تدخلها تحت ذرائع واهية... ؛ هؤلاء المرتزقة والدونية والخونة يجب فضحهم بلا هوادة، وإسقاط أقنعتهم، وتعريتهم أمام الناس، والتحذير من إعلامهم المأجور ومنصاتهم المسمومة التي تبث الفرقة والكراهية والتشرذم ؛ وتخدم مخططات الاعداء .

الخيانة عندهم ليست طارئة، بل متجددة، متوارثة، متأصلة في النفسية المريضة التي ترى في التبعية شرفاً وفي الوطنية تهمة... ؛ اليوم كما الأمس، يعوّلون على الأجنبي، ويصطفّون مع أنظمة حاقدة وأجهزة استخبارات معادية ... ؛ ضد إرادة شعبهم وضد أصالة وطنهم... ؛ ويسعون لتقويض التجربة الديمقراطية الفتية، وإسقاط العملية السياسية بالعنف والفتن والتآمر والتعاون مع قوى الارهاب والشر والظلام ، ثم يلوّحون بشعارات "الوطنية" و"النزاهة" لتغطية أدوارهم المشبوهة والمنكوسة .

لا يعترفون بحق، ولا يردعهم تاريخ، ولا توقفهم الدماء التي أراقوها سابقا أو باركوا سفكها واراقتها ... ؛ والحل الجذري لا يكون إلا بقطع دابرهم نهائياً ... ؛ عبر إجراءات قانونية صارمة ... ؛ تبدأ بإسقاط الجنسية العراقية عنهم، وإعادتهم إلى أوطانهم الحقيقية إن كان لهم وطن أصلاً، أو طردهم من أرض العراق شر طردة ... ؛ فالأمة العراقية لن تنهض ما لم تتطهر من هذه الطفيليات السياسية والاجتماعية التي نخرت جسدها منذ عقود.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض سعد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/14


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • الوقاحة… الوجه العاري لانهيار القيم  (المقالات)

    • مشروع الهوية الرافدينية : نحو تأصيل وطني يتجاوز الطائفة والعرق والمنطقة  (المقالات)

    • لا تعارض في البين : هوية الاغلبية في طول الهوية الوطنية لا في عرضها  (المقالات)

    • مصير الأغلبية بين ثنائية الدونية والشعارات والبرامج الطوباوية : نحو استراتيجية وطنية مستنيرة  (المقالات)

    • جنوب العراق :أرض الثروة والإهمال ... المحطات السياسية والاقتصادية لمحافظات الجنوب العراقي  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : الخيانة في العراق … الدونية المتوارثة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net