بيان الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة حول مدوَّنة الأحوال الشخصية وفق الفقه الجعفري

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمدٍ المصطفى سيد المرسلين وعلى آلهِ الطيبين الطاهرين

انطلاقًا من رسالتنا في إحياء أمرِ محمدٍ وآلِ محمدٍ صلّى اللهُ عليه وآله وتأكيدًا على دورِ ديوان الوقف الشيعي والعتباتِ المقدسةِ والمزاراتِ الشريفةِ في حملِ فكرِ أئمةِ الهدى ونشرِ علومهم، وانتهاج سيرة من ننتسب إليه الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الإمام السادس الذي أرسى معالمَ مدرسةِ أهل البيت الفكرية والعقدية والفقهية حيث جسّد عليه السلام معاني الإصلاح والنهضة الإنسانية ورسّخ مبادئَ العدلِ والرحمةِ، فكان حاملاً لراية جدهِ المصطفى صلى الله عليه وآله وامتدادا لرسالته، مُجاهدًا بالكلمةِ والعلمِ والفقه فصار كآبائه قدوة لشيعتهِ ومحبيه في الالتزامِ بالحق، وإحياءِ مبادئ الإسلام الأصيل.

وانطلاقًا من المسؤولية الشرعية والوطنية، وبعد جهود ديوان الوقف الشيعي والمجلس العلمي فيه، للتدارس والتداول والتباحث مع العلماء والفقهاء لوضع الصياغة النهائية لـ(مدوَّنة الأحوال الشخصية وفق الفقه الجعفري) أدرج مجلس النواب في جلسته السابعة من فصله التشريعي الثاني للسنة التشريعية الرابعة من الدورة الانتخابية الخامسة يوم الثلاثاء (26/ 8 /2025) مدونة الأحكام الشرعية للفقه الجعفري الخاصة بقانون الأحوال الشخصية والمرسلة من ديوان الوقف الشيعي على جدول اعمال الجلسة، ومن ثم صوّت المجلس على المدونة والحمد لله رب العالمين.

فهذه الخطوة تمثل تجسيدًا لمبادئ الدستور العراقي الذي كفل حرية المعتقد ومراعاة خصوصيات المذاهب الإسلامية، حيث نصت المادة (٤١) من الدستور العراقي على الآتي: "العراقيون أحرار في الالتزام بأحوالهم الشخصية حسب دياناتهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم أو اختياراتهم، وينظم

ذلك بقانون".

ان هذه المادة تمنح الأفراد حرية اختيار قوانين الأحوال الشخصية التي تناسبهم وتستند إلى معتقداتهم الدينية أو اختياراتهم الشخصية، ولكنها في الوقت نفسه تطالب بتنظيم هذه الحريات بقانون.

لذلك نتوجه بالشكر الجزيل والثناء الجميل لكل من أسهم في هذا الإنجاز التشريعي المبارك الذي يعزز الهوية الدينية ويحترم التعدد المذهبي في العراق، كما تعكس معنى الوفاء لتضحيات الأئمة المعصومين الطيبين الطاهرين من أهل بيت النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وعليهم اجمعين والجهود متواصلة من تلامذتهم الفضلاء الذين أسسوا فقهاً رصينًا وعميقًا نابعا من سنة النبي المختار ونهجه الحق الذي سار عليه الائمة الاطهار صلوات الله عليهمأجمعين.. هذا الفقه الذي يُراعي مصلحة الإنسان والأسرة والمجتمع باعلى درجات الرعاية والعناية.

ختاما.. نؤكد على أن اعتماد هذه المدوَّنة سيكون له أثر بالغ في تعزيز العدالة الاجتماعية من خلال تطبيق الأحكام الشرعية وفق مذهب أهل البيت عليهم السلام وصيانة الأسرة العراقية الكريمة على وفق ثوابت الشريعة، بما يحفظ الحقوق ويحقق السلم المجتمعي فضلا عن احترام التعددية الدينية والمذهبية وإقرار مبدأ المساواة في تطبيق القوانين بما يتماشى مع معتقدات المواطنين.

نسأل الله تعالى أن يوفق العاملين على ترسيخ القيم الشرعية والدستورية، وأن يحفظ عراقنا العزيز، ويجعله بلدًا يسوده العدل والإنصاف والرحمة والمودة إنه سميع مجيب.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/30



كتابة تعليق لموضوع : بيان الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة حول مدوَّنة الأحوال الشخصية وفق الفقه الجعفري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net