بيان من أمانة مسجد الكوفة المعظّم والمزارات الملحقة به بخصوص قانون الاحوال الشخصية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرّع لعباده القوانين بما يحفظ كرامتهم، وجعل العدل أساس التعايش، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
إنّ العراق، بتاريخه الديني والحضاري، ظلّ ميدانًا لتلاقي المذاهب والأديان، ومختبرًا لرسوخ قيم التنوّع والوحدة. وفي هذا السياق، تثمّن أمانة مسجد الكوفة المعظّم والمزارات الملحقة به المبادرة المباركة التي قادتها رئاسة ديوان الوقف الشيعي والمجلس العلمي، وأثمرت عن اعتماد مدوّنة الأحكام الشرعية وفق الفقه الجعفري ضمن قوانين الأحوال الشخصية في العراق.
لقد جاءت هذه الخطوة منسجمة مع الدستور العراقي الذي أقرّ حرية المواطنين في تنظيم شؤونهم الأسرية وفق معتقداتهم، ومتناغمة مع رسالة الشريعة التي تُعلي قيم العدالة والرحمة والإنصاف. وهي في جوهرها ترسيخ لمبدأ المساواة بين جميع المكوّنات، وإقرارٌ بأنّ التعددية شكل من أشكال وحدة المجتمع وضمانة لاستمراره وازدهاره.
إنّ هذا الإنجاز التشريعي يضيف إلى رصيد الدولة العراقية خطواتٍ نوعية في حماية الهوية الدينية والمذهبية عبر الاعتراف بالتنوّع واحترامه. وصون الأسرة العراقية باعتبارها نواة المجتمع وحاضنة قيمه. وكذلك إعلاء لسيادة القانون بما يوفّر الاطمئنان لكل المواطنين. وتعزيز السلم الأهلي عبر إرساء قواعد العدالة الاجتماعية المتوازنة.
وتؤكد الأمانة أنّ هذه المدوّنة تعبّر عن التقاء الجهد التشريعي مع البعد الرسالي، وتؤسس لمرحلة جديدة من التعامل القانوني الرصين مع تنوّع العراقيين، بما يعكس رسالة العراق الخالدة: بلد الأنبياء والأولياء، وموطن الديانات والمذاهب، ومركز إشعاعٍ حضاري يليق بتاريخه ودوره في المنطقة والعالم.
وإذ نبارك هذا المنجز، فإننا نتضرع إلى الله العلي القدير أن يوفّق القائمين عليه، ويجعله خطوة راسخة نحو عراقٍ يسوده العدل والرحمة، وتتوحد فيه القلوب تحت راية المواطنة الكريمة، والإيمان الصادق، والقانون العادل.
أمانة مسجد الكوفة المعظّم والمزارات الملحقة به
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat