يستغيث الصباح من انين الجروح..
يبدأ نضاله يصارع الألم.. يتقهقر الوجع يسحب ذيله مودعا أنة معهودة..
كانت الشمس تحاكي اشعتها وتوصيها به لعل حرارتها تطفئ بعض دفء الشفاء.. جلس وحيدا استدار في جلسته استقبل بظهره المثقل بالجراح شمس الشتاء..
حاول ان يتناسى المه.. بدأ بالرسم فوق ثرى محيطه..
رسم بيتا وطفلة.. حاول ان يرسم بركة ماء..
سقطت دمعة فكانت تلك البركة هي..
رسم بقرب الطفلة امرأة عجوز بين اصبعيها لفافة تبغ مجمرة..
اختفى الالم حل الشوق محله..
كأنه يبحث عن صبغ احمر يلون به لفافة التبغ..
مد يده الاخرى برفق.. وضع اصبعه على جرحه.. اصابت بعضا من دمه
لون بها رأس اللفافة..
على مدار عينه رسم ارجوحة وطفلا يتأرجح.. ترى من بقي لم يرسمه..؟!!
اخفى رأسه مبتعدا بعينه عما رسم... بكى طويلاً..
متردداً بين ان يرسم سريراً وراقداً فيه.. وبين قبر يحمل اسم صاحبه..
تلك الحيرة بعثت في نفسه أملاً جديدا... لعله يجد السبيل في الخلاص من الموت وحيدا... الحرارة اشتدت وكأنه يوم من ايام الصيف.. اختبأ تحت ظل سترته..
منذ يومين.. يجاهد...
انه مجاهد من ابطالنا...
قاتل واصيب... لكنه لم يستسلم بعد...
اختبأ بين الضحايا كأنه ميت..
رائحة الموت تفوح..
وسرابيل القطران كأنها اعدت لهم.. تلك الرائحة من معسكر الرذيلة تفضحهم بما اخزوا انفسهم فيه..
على مسافة قريبه منه..
رائحة عطرة تنبعث من مكان مقدس.. لم يتم رسمه..
ارتدى سترته الملونه بالدماء.. أخذ يزحف بهدوء بين تلك الضحايا..
كأنه يسمع انينهم في صدور اقتحمها الموت سريعا..
اينما يصل يقبل بهم يد.. قدم.. رأس..
كأنه في محراب القدس يطوف..
زحف وزحف وصل الى مشارف العز.. مناديا: هلموا اليّ اليّ هنا..
رفع وشاحه الاخضر بشق الانفس.. كان الوشاح من آخر زيارة له لبطل العلقمي.. انتبه اليه مجاهدو البطولة..
اسرعوا اليه.. وهو يشير اليهم بإشارة النصر..
جرت دموعه سيولا.. تماثل للشفاء بعد مدة..
وحكى لهم ما جرى بعد ان تصدى لمجموعة من جرذان داعش لوحده لحين اصابته في الظهر؛ بسبب سقوط صاروخ على مقربة منه...
هي تضحياتهم... هي حياتهم أهدوها لنا ورضوا بالشهادة والايثار.
بقي ان يعلم لمن كان الرسم.. ولم تكتمل لوحته..؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat